المركزي التركي يكشف عن توقعات مهمة بشأن التضخم.. والليرة تواصل تراجعها

أظهرت بيانات البنك المركزي التركي يوم الجمعة أن توقعات التضخم ارتفعت قليلًا في أبريل لدى الشركات والمشاركين في السوق، فيما ظلت مستقرة عند 59.3% خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة بالنسبة للأسر. ويعكس ذلك تداعيات الاضطرابات التي شهدتها الأسواق خلال الشهر الماضي.

وأوضح مسح البنك أن توقعات القطاع الحقيقي للتضخم خلال نفس الفترة زادت بمقدار 0.6 نقطة لتصل إلى 41.7% في أبريل. كما ارتفعت توقعات المشاركين في السوق بنسبة نقطة مئوية واحدة لتبلغ 25.6%، ما يعكس فجوة كبيرة بين هذه التوقعات وتوقعات الأسر.

البنك المركزي يوقف التيسير ويرفع سعر الفائدة

كان البنك المركزي قد أنهى دورة التيسير النقدي الأسبوع الماضي، مشيرًا جزئيًا إلى الارتفاع الطفيف في توقعات التضخم، وذلك عقب عمليات بيع واسعة لليرة التركية والأصول المحلية الأخرى بسبب توقيف رئيس بلدية إسطنبول. حيث فاجأ البنك المركزي الأسواق يوم الخميس برفع سعر الفائدة الرئيسي، وهو معدل إعادة الشراء لأسبوع واحد، من 42.5% إلى 46%، منهياً بذلك دورة التيسير النقدي التي بدأها في ديسمبر من العام الماضي.

جاء هذا القرار في ظل اضطرابات اقتصادية ناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية، إلى جانب اضطرابات سياسية كبيرة وهروب المستثمرين عقب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول وزعيم المعارضة أكرم إمام أوغلو في شهر مارس.

وقالت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي التركي في بيانها المرافق للقرار: "إن الحزم في موقف السياسة النقدية المتشددة يعزز عملية خفض التضخم من خلال اعتدال الطلب المحلي، والتقدير الحقيقي لليرة التركية، وتحسن التوقعات بشأن التضخم".

وأشارت اللجنة إلى "الآثار المحتملة لتصاعد الحمائية في التجارة العالمية على عملية خفض التضخم من خلال النشاط الاقتصادي العالمي، وأسعار السلع الأساسية، وتدفقات رؤوس الأموال"، وأكدت أن "السياسة النقدية المتشددة ستستمر حتى تحقيق الاستقرار السعري من خلال تراجع مستدام في معدل التضخم". حيث بلغ معدل التضخم السنوي في تركيا 38.1% في شهر مارس.

وفي الوقت نفسه، صرّح وزير المالية التركي، محمد شيمشك، بأنه لا يتوقع أن تُغيّر تركيا مسارها الاقتصادي في أعقاب التطورات الأخيرة في الأسواق والتجارة، مرجّحًا أن يصل التضخم إلى النطاق الذي حدده البنك المركزي بحلول نهاية العام.

أظهرت البيانات الرسمية أن معدل التضخم السنوي تباطأ إلى 38.1% في مارس، ويتوقع البنك المركزي أن ينخفض إلى 24% بحلول نهاية العام الجاري.

الليرة الآن

تشهد العملة التركية اليوم تراجعًا بنحو 0.2% أمام الدولار، حيث انخفضت إلى مستوى 38.42 ليرة مقابل الدولار الواحد. أما أمام اليورو، فقد انخفضت بأكثر من 0.1% لتسجل 43.70 ليرة لليورو. وفي المقابل، تراجع سعر غرام الذهب المقوم بالليرة إلى مستوى 4053 ليرة، وبنسبة 1.7%.