النقد الدولي يخفض توقعات النمو الاقتصادي في السعودية: ماذا يعني ذلك؟

في تقريره الصادر يوم الثلاثاء، خفّض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي السعودي لعام 2025، موضحًا أن التحديات الاقتصادية العالمية تؤثر سلبًا على مسار النمو في المملكة، حيث تم تعديل تقدير النمو لعام 2025 إلى 3%، بعد أن كانت التوقعات السابقة تشير إلى 3.3%. كما خفض الصندوق أيضًا توقعاته للنمو لعام 2026، ليبلغ 3.7%، مع تراجع قدره 0.4 نقطة مئوية عن التوقعات السابقة.

ويُعزى هذا التعديل بشكل رئيسي إلى تباطؤ انتعاش أسعار النفط، التي تُعد من العوامل الجوهرية التي تدعم الاقتصاد السعودي. حيث يشير صندوق النقد الدولي إلى أن الوضع الراهن في أسواق النفط، بالإضافة إلى استئناف إنتاج النفط بشكل تدريجي، يمثل ضغوطًا كبيرة على اقتصادات الدول المعتمدة على إيرادات النفط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.

ويأتي ذلك في وقت تراجعت فيه أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوياتها منذ جائحة كوفيد-19، ما أسهم في انخفاض الإيرادات النفطية، ودفع العديد من الحكومات في المنطقة إلى اتخاذ تدابير مالية مثل زيادة الديون وخفض الإنفاق الحكومي.

في هذا السياق، خفّض صندوق النقد الدولي أيضًا توقعاته للنمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى إلى 3% لعام 2025، مقارنةً بتقديرات سابقة كانت تشير إلى 3.6%. ويعكس هذا التعديل التداعيات المستمرة للصراعات الجيوسياسية، إضافة إلى التقدم البطيء في الإصلاحات الهيكلية في بعض الدول.

رغم هذه التحديات، كانت التوقعات تشير إلى أن الاقتصاد السعودي سيحقق نموًا قويًا في عام 2025، بفضل زيادة إنتاج النفط. ففي أكتوبر الماضي، توقعت استطلاعات أجرتها وكالة "رويترز" نموًا بنسبة 4.4% للمملكة. إلا أن التقلبات المستمرة في أسواق النفط، وضعف الأسعار، والتحديات العالمية قد تؤثر سلبًا على هذا التعافي، حتى مع جهود المملكة المستمرة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.

وتُعتبر الدول الخليجية، ومنها المملكة العربية السعودية، أكثر قدرة على تحمل هذه التقلبات، بفضل احتياطياتها المالية الكبيرة وديونها المنخفضة. كما أن جهود المملكة المستمرة في تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، عبر مبادرات رؤية 2030، تساهم في تعزيز قدرتها على التكيف مع الظروف الاقتصادية الصعبة.

أخبار ذات صلة:

النفط السعودي بين تقلبات التصدير والمخزون: مؤشرات متباينة في بداية 2025

السعودية تقلص حيازتها من السندات الأمريكية لأدنى مستوى في عام ونصف!