توقعات التضخم في منطقة اليورو دون تغيير في فبراير.. هل يستمر الاستقرار؟

أظهر أحدث استطلاع لتوقعات المستهلكين الصادر عن البنك المركزي الأوروبي لشهر فبراير 2025 أن توقعات التضخم في منطقة اليورو ظلت مستقرة دون تغيير مقارنة بشهر يناير، مما يعكس حالة من الثبات النسبي في النظرة المستقبلية للأسعار بين المستهلكين.
ووفقًا للاستطلاع، بقي متوسط توقعات التضخم للأشهر الـ 12 المقبلة عند 2.6%، وهو نفس المستوى المسجل في الشهر السابق. كما لم يطرأ أي تغيير على متوسط توقعات التضخم للسنوات الثلاث المقبلة، الذي استقر عند 2.4%، مما يشير إلى استمرار التوقعات بأن معدلات التضخم ستظل قريبة من المستويات المستهدفة للبنك المركزي الأوروبي خلال المدى المتوسط.
في المقابل، أظهر الاستطلاع انخفاضًا في متوسط معدل التضخم المُلموس خلال الأشهر الـ 12 السابقة إلى 3.1%، وهو أدنى مستوى يسجله المؤشر منذ سبتمبر 2021. يعكس هذا التراجع تحسنًا في مستويات الأسعار التي يشعر بها المستهلكون، ما قد يسهم في تعزيز ثقتهم بالاقتصاد الأوروبي واستقرار الأسواق المالية.
إحدى النتائج اللافتة في التقرير كانت التراجع الملحوظ في حالة عدم اليقين بشأن توقعات التضخم للأشهر الـ 12 المقبلة، حيث انخفض هذا المؤشر إلى أدنى مستوى له منذ يناير 2022. ويمثل هذا التطور إشارة إيجابية على استقرار النظرة المستقبلية للأسعار، ما قد يخفف من الضغوط على صناع القرار في البنك المركزي الأوروبي بخصوص السياسات النقدية خلال الفترة القادمة.
ومع ذلك، ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال هناك عوامل قد تؤثر على التوقعات التضخمية في الأشهر المقبلة، ومن أبرزها الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. إذ قد تؤدي هذه الرسوم إلى اضطرابات في سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف بعض السلع المستوردة، مما قد يعيد الضغوط التضخمية إلى الأسواق الأوروبية خلال الفترة القادمة.