أكبر مقترض من صندوق النقد يتخذ قرار "تاريخي"

أكبر مقترض من صندوق النقد يتخذ قرار "تاريخي"

قررت الأرجنتين، أكبر مقترض من صندوق النقد الدولي، يوم أمس الخميس، إنهاء عملية كبيرة "تاريخية" - بحسب وصف الحكومة - لإعادة جدولة الديون المحلية بعملة البلاد "البيزو"، حيث يأتي هذا القرار بالتزامن مع نقص شديد بالعملات الأجنبية داخل البلاد.

وتواجه الأرجنتين أحد أعلى معدلات التضخم في العالم الذي أضر بشدة بالقدرة الشرائية للمواطنين، ويتوقع المحللون استمرار الارتفاع في معدلات التضخم في البلاد لتصل إلى 130 في المئة بنهاية العام.

وشهدت الأرجنتين التي تعاني من نقص مزمن في العملة الأجنبية تدهور وضعها هذا العام بسبب الجفاف الشديد وهو الأسوأ منذ نحو قرن، حسب السلطات، ما أدى إلى انخفاض حاد في عائدات التصدير لهذا البلد الذي يعد من الدول الكبرى المصدرة للمنتجات الزراعية.

كما يواجه ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية صعوبات لتحقيق أهداف خفض عجز الميزانية واحتياطات النقد الأجنبي التي حددها صندوق النقد الدولي. وهذه جزء من اتفاقية وقعت في 2022 لإعادة تمويل ديون الأرجنتين البالغة 44 مليار دولار والمتبقية من قرض أبرم في 2018 من صندوق النقد الدولي.

جدولة الديون

بدأت عملية إعادة جدولة الديون يوم الاثنين على أساس طوعي، للديون المستحقة بين يونيو وسبتمبر 2023 للانتقال إلى آجال الاستحقاق بين أغسطس 2024 ويناير 2025.

وقد حصلت على مساهمة بنسبة 78% وسمحت بتأجيل استحقاقات بقيمة 7.4 مليارات بيزو (28.9 مليون دولار).

أنفقت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية فعلياً جميع احتياطياتها النقدية الدولية السائلة، علاوة على ما يقدر بمليار دولار أخرى، بحسب شركة الاستشارات "إيكونوميا أند استراتيجيا 1816"، مما فاقم المخاطر في ظل مواجهتها لجفاف تاريخي وركود محدق.

دون توفر نقود للإنفاق؛ تبرز أسئلة حول قدرة الحكومة على مواصلة الدفاع عن عملتها البيزو ضد الانهيار الشامل. كما أن أحد المخاطر يتمثل في تخفيض قيمة العملة مما يؤجج التضخم، ويفاقم الاضطرابات الاجتماعية لمستويات عالية قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر المقبل.

تحذير.. صندوق النقد

عادت الأرجنتين وصندوق النقد الدولي مجدداً لإجراء إعادة هيكلة برنامج البلاد البالغ 44 مليار دولار، وفق تصريحات سابقة لمسؤول في وزارة الاقتصاد لـ"بلومبرغ".

وفي الوقت نفسه، حذر الخبير الاقتصادي "ستيف هانكي" من الاعتماد لصندوق النقد الدولي، إذ يرى أن برامج الصندوق هي أفضل طريقة لإعاقة النمو والغرق تحت جبل من الديون.

وتصدرت الأرجنتين قائمة الدول الأكثر استدانة من صندوق النقد الدولي بمديونيات قدرها 32.3 مليار دولار.

وقال هانكي "على عكس مزاعم صندوق النقد الدولي، فإن البرامج التي يقدمها هي الطريقة المثالية لإعاقة النمو والغرق تحت جبل من الديون".

يعاني الاقتصاد الأرجنتيني تحت وطأة الديون، وتوقع محللون أن ينخفض سعر صرف البيزو الأرجنتيني إلى 330.47 بيزو مقابل دولار أميركي بحلول نهاية العام.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image