بنك إنجلترا أمام اختبار صعب للغاية بعد ارتفاع التضخم؟ السيناريو المتوقع!

بنك إنجلترا أمام اختبار صعب للغاية بعد ارتفاع التضخم؟ السيناريو المتوقع!
السيناريو المتوقع لقرارات بنك إنجلترا

من المقرر صدور قرارات بنك إنجلترا وسيكون لها تأثير قوي على تحركات الاسترليني أمام العملات وبخاصة في ظل الضغوط التي يواجهها بنك إنجلترا لتشديد السياسة النقدية بسبب التضخم المرتفع للغاية، رغم أن ذلك قد يلحق أضرارا قوية بأداء الاقتصاد البريطاني، وفيما يلي نظره على السيناريو المتوقع لقرارات البنك:

أولا: نظرة على الأوضاع الاقتصادية البريطانية:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية والتي تكشف النقاب عن أداء الاقتصاد البريطاني وبخاصة ما بيانات التضخم والتي أظهرت استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة للغاية، وهو ما يزيد الضغوط على بنك إنجلترا للاستمرار في رفع الفائدة بوتيرة مرتفعة، حيث كشفت بيانات التضخم الصادرة صباح الأربعاء عن مكتب الإحصاء البريطاني، عن نمو أسعار المستهلكين بأعلى من توقعات الأسواق خلال شهر فبراير الماضي، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين في بريطانيا نموا بنسبة 10.4% على أساس سنوي، وهو أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت لتسجيله 9.9%، بجانب تسجيل القراءة السابقة نموا 10.1% خلال شهر يناير الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت بيانات النمو الاقتصادي البريطاني أداء إيجابيا، حيث سجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي نموا بنسبة 0.3% خلال يناير الماضي، وهو أفضل من توقعات الأسواق بأن ينمو الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.1% فقط خلال نفس الفترة. وكذلك، هو أقل من القراءة السابقة والتي أظهرت انكماش الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.5% خلال ديسمبر الماضي، وبالتالي، فإن إيجابية بيانات التضخم وكذلك بيانات النمو الاقتصادي البريطاني تدعم استمرار البنك في رفع الفائدة.

عاجل - التضخم في بريطانيا ينمو بأعلى من التوقعات!

ثانيا: تصريحات صانعي القرار داخل بنك إنجلترا والتلميحات حيال رفع الفائدة:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من التصريحات التي تدعم استمرار بنك إنجلترا في رفع الفائدة ولكن بوتيرة أقل، وعلى رأسها تصريحات محافظ بنك إنجلترا، أندرو بايلي، والتي أكد فيها على أن المزيد من رفع الفائدة أمر مناسب في ظل الأوضاع الحالية، مضيفا بأنه لم يتم تحديد أي خطوة حتى الآن، ولكنه حذر من المقترح القائل بأنه إما أننا انتهينا من رفع الفائدة، أو أننا سنحتاج حتما إلى بذل المزيد من الجهد.

وفي الوقت ذاته، صرحت عضو بنك إنجلترا كاثرين مان في وقت سابق، بأن هناك حاجة لرفع أسعار الفائدة بالمزيد خلال الفترة المقبلة، وأن ضعف الجنيه الاسترليني له أهمية كبيرة بالنسبة للتضخم في بريطانيا وبخاصة وأنه 
كانت هناك نبرة متشددة تماما من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي، وهناك مخاوف من تأثير ذلك سلبيا على تحركات الجنيه الاسترليني.

بايلي: إذا تحركنا الآن بخطوات أقل بشأن الفائدة فسنقوم بالمزيد لاحقا

ثالثا: توقعات البنوك لقرارات بنك إنجلترا حول الفائدة:

توقع الخبراء لدى بنك كوميرز بأن يحرز بنك إنجلترا أشواطا لخفض التضخم المرتفع في بريطانيا، وفي تلك الأثناء سيكافح الجنيه الاسترليني ، وفي هذا الخصوص، أفادوا بأن بنك إنجلترا كمثل البنوك المركزية الأخرى، يتطلع لخفض التضخم بوتيرة متسارعة خلال العام الجاري، لكن حتى الآن، لا زالت البيانات الاقتصادية تنطوي على مخاطر صعودية للتضخم، وأنه إذا تبين بأن التضخم البريطاني أكثر ثباتا مما يتوقعه بنك إنجلترا ، فمن المرجح أن يؤثر موقفه المتشائم على الجنيه الاسترليني ، وفي غضون ذلك، من المحتمل أن يستمر ضعف الجنيه الاسترليني خلال العام المقبل.

وكذلك، توقع الاقتصاديون في المصرف الأمريكي جي بي مورجان بأن يرفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى حتى اجتماع يونيو 2023، مشيرين إلى أنه قد يكون هناك المزيد من الضرورة لتشديد بنك إنجلترا سياسته النقدية لترويض التضخم، حيث رجح خبراء المصرف الأمريكي بأن تكون الزيادات في أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا تبلغ 25 نقطة أساس باجتماعي مارس ومايو المقبلين، ليصل معدل الفائدة النهائي إلى 4.75% فقط بنهاية اجتماع يونيو 2023.

رابعا: السيناريوهات المحتملة لقرارات بنك إنجلترا:

السيناريو الأول، يتمثل في قيام بنك إنجلترا برفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس خلال هذا الاجتماع تزامنا مع تعزز المخاوف حيال تضرر الاقتصاد البريطاني من تشديد السياسة النقدية خلال الفترة الماضية، وقد يتضمن ملخص السياسة النقدية تأكيدات على هذه المخاوف ومن ثم، فهذا قد ينعكس بشكل سلبي على الاسترليني.

السيناريو الثاني، يتمثل في قيام بنك إنجلترا برفع الفائدة بحوالي 25 نقطة أساس وربما أكثر، بالإضافة إلى التأكيد على استمرار البنك في رفع الفائدة بكل قوة خلال اجتماعاته المقبلة لكبح التضخم المرتفع مؤخرا وبخاصة وأن البيانات الأخيرة تظهر ارتفاع وتيرة التضخم البريطاني بكل قوة في الشهر الماضي، وهذا السيناريو قد يدعم الجنيه الاسترليني بأسواق العملات.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image