عاجل: المستثمرون يهرعون نحو الملاذات الآمنة.. الاحتماء بالذهب والدولار والسندات

عاجل: المستثمرون يهرعون نحو الملاذات الآمنة.. الاحتماء بالذهب والدولار والسندات

أدى الخوف من العدوى المالية المحتملة من انهيار بنكين إقليميين كبيرين المستثمرين إلى الإسراع لحماية أصولهم، وفي أعقاب إخفاقات بنك سيليكون فالي وبنك سيجنيتشر في نيويورك، واصل العديد من المستثمرين هروبهم إلى السندات، ما تسبب في تسجيل عائدات السندات الأمريكية انخفاضات تاريخية.

وفي الوقت نفسه، توافد مستثمرون آخرون على شراء الذهب، وهو أحد الأصول الآمنة الأخرى، مما دفع أسعار المعدن الثمين إلى الارتفاع خلال الأيام القليلة الماضية، حيث صعد بنسبة تُقدر بـ 2.6% يوم الاثنين، ليسجل أعلى مستوياته للأسبوع السادس على التوالي.

وفي مشهد نادر الحدوث، يرتفع الذهب والدولار معًا خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الأربعاء، ويشهدان انتعاشًا بفعل خوف المستثمرين من أزمة المصارف، حيث تخيم حالة من انعدام اليقين على الأسواق الآن.

فيما شهدت العملات الرقمية الآن تراجعات ملحوظة باعتبارها من الأصول الخطرة، حيث تسجل البيتكوين الآن انخفاضًا بـ 4% خلال الـ 24 ساعة الماضية. فيما تسجل الإيثريوم تراجعًا بنسبة 3.1%.

الهروب نحو الملاذات الآمنة

ارتفعت أسعار الذهب بشكل قوي منذ بداية أزمة المصارف الأمريكية. وعززت أسعار الذهب مكاسبها الآن بالتزامن مع ارتفاع الدولار، حيث يعد هذا المشهد نادر الحدوث بالأسواق، ولكنه يوضح مدى الخوف الذي انتاب المستثمرين والذي جعلهم يهرعون نحو الملاذات الآمنة كالذهب والدولار.

وحذر جريج فاليير، محلل سياسي في "إيه جي أف" للاستثمارات، المستثمرين من "أن النبأ السيئ هو أن هذه الأزمة لن تردع بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة. ويبدو أنه من غير المرجح أن تترفع الأسعار بمقدار 50 نقطة أساس في وقت لاحق من هذا الشهر، ولكن لا تزال الزيادة المُقدرة بمقدار 25 نقطة مطروحًا على الطاولة".

وصعد مؤشر الخوف والتقلب (فيكس)، الذي يعبر عن توقعات المستثمرين للحركة السعرية في سوق الأسهم خلال شهر، إلى أعلى مستوى له منذ ستة أشهر. ليسجل الآن ارتفاعًا بـ 18.6%.

وجاء هذا الارتفاع بالتزامن مع إجراءات اتخذتها الجهات المنظمة في الولايات المتحدة للحيلولة دون انتشار آثار أزمة سيليكون فالي بنك على باقي المؤسسات المالية.

الهروب نحو السندات

هبط عائد السندات الأمريكي لأجل عامين إلى 3.9351%، بانخفاض بنسبة 6.9%. وتراجع عائد نظيرتها استحقاق 10 سنوات عند 3.489%، وبنسبة 4.1%.

يشير الانخفاض الهائل في عائد السندات الأمريكية إلى أن المستثمرين قلقين من الأزمة التي تحيط بالمصارف الأمريكية، حيث إن المستثمرين في كل أسواق العالم دائماً ما يهرعون إلى الملاذات الآمنة احتماءً من انهيار أسواق الأسهم وذلك في أوقات الأزمات المالية العالمية.

وتتجه الأموال الآن بشراهة تجاه الملاذات الآمنة من السندات الحكومية والذهب والين الياباني، فيما يتم الاستغناء عن أصول المخاطرة وغيرها. وهبط العائد على سندات الخزانة الأمريكية أجل سنتين في ثلاث جلسات. 

يذكر أن المرة الوحيدة في الأربعين سنة الماضية التي هبطت فيها عائد سندات الخزانة أجل يومين لـ 3 أيام متتالية كان في 1987 مع أزمة انهيار سوق لأسهم.

من المتوقع أن يظل الطلب على السندات الحكومية قويًا هذا الأسبوع بعد أن تم إغلاق ثاني بنك من قبل المنظمين يوم الأحد. فبعد يومين من إغلاق بنك وادي السيليكون SVB، استولى المنظمون على بنك سيغنتشر وهو بنك نيويورك الإقليمي، ليصبح ثالث أكبر فشل لبنك في تاريخ الولايات المتحدة.

ما الذي يقود تحركات الذهب؟

هناك عاملين رئيسيين يدفعان الذهب إلى الأعلى، وهما خطر العدوى ومسألة ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكنه الاستمرار في التشديد أم لا، حيث أن الأمران مفيدان للمعدن الثمين.

وارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع بعد أزمة القطاع المصرفي الأمريكية، حيث إن الذهب ينتعش في أوقات الأزمات، وقفز أعلى مستوى 1900 دولار للأوقية.

في غضون ذلك، إذا أغلق الذهب أسبوعيًا فوق هذا المستوى، فسيؤدي ذلك إلى استئناف الاتجاه الصعودي الأوسع، وقد نشهد مستويات أعلى الـ 2000 دولار للأوقية في وقت قريب.

يخضع السوق حاليًا لنقاش ساخن حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي يختار الارتفاع بمقدار 25 نقطة أساس أخرى في 22 مارس أو وقف دورة التشديد وتثبيت الفائدة عند المستويات الحالية بالاجتماع القادم. حيث إن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي سيحدده بشدة بيانات أسعار المستهلكين، والتي جاءت منذ قليل وفق توقعات الخبراء.

وعلى الرغم من التحديات التي تقف أمام ارتفاع أسعار الذهب، مثل خطط أغلب البنوك المركزية في الاستمرار بوتيرة التشديد النقدي ورفع الفائدة والتي تتسبب في تراجع الطلب على الأصول بدون عائد مثل الذهب، إلا أنه أيضاً علينا ألا نغفل أن هناك العديد من العوامل التي تساعد على تعافي المعدن الثمين، وهي أن الذهب ينتعش في أوقات الأزمات كما حدث في أزمة المصارف، بيد أن حزمة البيانات التي صدرت مؤخرًا التعدم التوجه القائل بأن الفيدرالي قد يثبت الفائدة أو يرفعها بـ 25 نقطة بالاجتماع المقبل.

توقعات الفائدة

أكد معهد بلاك روك للاستثمار، التابع لأكبر شركة لإدارة الأصول في العالم "بلاك روك"، أن الفيدرالي الأمريكي سيواصل رفع أسعار الفائدة على الرغم من انهيار بنك "سيليكون فالي".

وقال المعهد: "على الرغم من أن أزمة القطاع المصرفي تقوض ثقة المستثمرين وتشدد الظروف المالية، إلا أن البنك المركزي الأمريكي سيحتاج إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم المتفشي".

كتب المحللون الاستراتيجيون في بلاك روك في مذكرة حديثة: "لا نرى التطورات الأخيرة بالقطاع المصرفي تسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بوقف حملته لرفع أسعار الفائدة، حيث إن هذه بيئة مختلفة تمامًا عن عام 2008 عندما تم استخدام جميع أدوات السياسة النقدية لدعم الاقتصاد". وأضاف أنه بدلاً من ذلك، فمن خلال دعم النظام المصرفي يمكن للاحتياطي الفيدرالي تركيز السياسة النقدية على خفض التضخم إلى هدف 2%. 

تقف وجهة النظر هذه في تناقض صارخ مع توقعات السوق لمسار السياسة النقدية في المستقبل. ويقوم متداولو المقايضات الآن بتسعير الفائدة بـ 25 نقطة أساس بالاجتماع المقبل بدلاً من 50 نقطة. وتتوقع الأسواق أيضًا ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة هذا العام بعد ذروة مايو.

قالت مجموعة جولدمان ساكس (NYSE:GS) وباركليز بي إل سي مؤخرًا إن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيوقف دورة التشديد النقدي مؤقتًا في اجتماع الأسبوع المقبل، بينما قال نومورا يوم الاثنين إن البنك المركزي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.

الدولار والذهب الآن

ارتفع الذهب في السوق الفورية 1.1% إلى 1926 دولار للأوقية. 

وصعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب 1.05% مسجلة 1931 دولار.

وعلى الجانب الآخر، ارتفع مؤشر الدولار 1.1%، ليصل إلى 104.4 نقطة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image