شهية المخاطرة تعاود التراجع بقوة في آخر أيام الأسبوع، فما السبب؟

شهية المخاطرة تعاود التراجع بقوة في آخر أيام الأسبوع، فما السبب؟
شهية المخاطرة

شهدت شهية المخاطرة بين المستثمرين تراجعا واضحا خلال تعاملات آخر أيام الأسبوع يوم الجمعة، مع المراهنات بأن الفيدرالي الأمريكي قد يصل بأسعار الفائدة أعلى 6% مع ترقب صدور بيانات التضخم الأمريكية، فضلا عن التوترات الجيوسياسية التي أثارتها ردود روسيا على تصريحات الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد زيارة رئيس أوكرانيا إلى القارة أمس، وفيما يلي التطورات التي شهدتها شهية المخاطرة على أبرز الأصول المتداولة بالأسواق:

أولا: شهية المخاطرة وأسواق الأسهم:

شهدت أسواق الأسهم العالمية تراجعا حادا في شهية المخاطرة، وشهدت أغلب مؤشرات الأسهم بالبورصات الرئيسية خسائر واضحة.

وتراجعت مؤشرات الأسهم الأوروبية بشكل كبير، متخلية عن الأرباح التي حققتها أمس، بعد تصريحات الاتحاد الأوروبي أمس عن تقديم المزيد من الإمدادات العسكرية لأوكرانيا، وتصريحات رئيس المفوضية فون دير لاين بأن أوكرانيا تعد جزءا من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أثار استنكار روسياـ التي هددت بمواجهة مباشرة.

وفي نفس الوقت، تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تعاملات ما قبل السوق، مع تزايد الرهانات على أن الفيدرالي الأمريكي، وإن اتجه لإبطاء وتيرة التشديد النقدي، قد يصل بمعدل الفائدة النهائي إلى 6%، بالوقت الذي ينتقد فيه البعض سياسة البنك، مشيرين لأنها ستتسبب بركود الاقتصاد.

وعلى الصعيد الأسيوي، شهدت مؤشرات الأسهم اليابانية ارتفاعا، وسط التصريحات باستمرار بنك اليابان في سياسته التيسيرية، الأمر الذي أكد عليه بعض المرشحين المحتملين لمنصب محافظ بنك اليابان المقبل.

ومن ناحية أخرى، شهدت الأسهم الصينية تراجعا كبيرا، بعدما أوضحت البيانات الصادرة اليوم ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين خلال يناير - وإن كان دون التوقعات – في الوقت الذي يتوقع فيه بعض الاقتصاديون بأن بنك الصين الشعبي يعتزم اتخاذ المزيد من الإجراءات التيسيرية بسياسته النقدية.

ثانيا: شهية المخاطرة والدولار الأمريكي:

شهد الدولار الأمريكي جلسة متقلبة بشكل واضح، حيث شهد تراجعا حادا خلال التعاملات المبكرة، بعدما أفادت بعض الأنباء بأن الحكومة اليابانية تعتزم تعيين أحد الأعضاء السابقين بلجنة السياسة النقدية لبنك اليابان، والمعروف بموقفه المتشدد، كمحافظ بنك اليابان الجديد، وهو ما دفع الدولار نحو التراجع بشكل حاد أمام الين الياباني.

ولكن تمكن الدولار بعد ذلك من محو تلك الخسائر، بعدما محا زوج الدولار ين خسائره السابق، إثر تصريحات المرشح بأنه يرى أن سياسة بنك اليابان الحالية هي الأنسب بالنسبة للاقتصاد.

واستفاد الدولار بشكل كبير من تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي الأخيرة وبيانات سوق العمل القوية للغاية، وعاد ليتداول قرب مستوى 103.5 نقطة، متجها لتحقيق مكاسبه الأسبوعية الثانية على التوالي.

ومن ناحية أخرى، فقد شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية تعافيا قويا من خسائر أمس، وهو ما قدم دعما كبيرا إلى الدولار اليوم.

ثالثا: شهية المخاطرة والذهب:

شهد الذهب ارتفاعا خلال تعاملات اليوم، بدعم من استمرار مخاوف الركود الاقتصادي، فضلا عن تزايد التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوروبا بعد تصريحات التدخل العسكري لبريطانيا والاتحاد الأوروبي بأوكرانيا أثناء زيارة زيلينسكي إلى القارة أمس، وهو ما دفع المستثمرين نحو الإقبال على حيازة السبائك، باعتبارها ملاذا آمنا، وعزز صعود الذهب رغم ارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية.

رابعا: شهية المخاطرة والنفط:

ارتفعت أسعار النفط بقوة خلال تعاملات اليوم، بعدما أعلنت روسيا صباح اليوم بأنها تعتزم خفض إنتاج النفط خلال شهر مارس المقبل، حيث بدأت العقوبات الغربية وسقف أسعار النفط الروسي ومنتجاته بالإلقاء بظلالها على صادرات النفط الروسية.

تأثير شهية المخاطرة على العملات والسلع:

شهية المخاطرة و الدولار الأمريكي: ارتفع مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام 6 من العملات الرئيسية – بنسبة 0.26% إلى مستوى 103.46 نقطة.

شهية المخاطرة و الذهب: ارتفعت أسعار العقود الفورية للذهب بنسبة 0.22% إلى 1,864.66 دولارا للأوقية، في حين تراجعت أسعار العقود الآجلة للسبائك بنسبة 0.14% إلى 1,875.70 دولارا للأوقية.

شهية المخاطرة و  النفط: ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.22% لتصل إلى 86.36 دولارا للبرميل، كما صعدت أسعار خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط بنحو 2.22 % لتصل إلى 79.78 دولارا للبرميل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image