الدولار يترقب أولى قرارات الفيدرالي الأمريكي في 2023.. السيناريو المتوقع!

الدولار يترقب أولى قرارات الفيدرالي الأمريكي في 2023.. السيناريو المتوقع!
سيناريو متوقع الفيدرالي الأمريكي

من المتوقع أن تتابع أسواق العملات وبخاصة متداولي الدولار باهتمام وحرص كبير صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي المرتقبة بشأن السياسة النقدية، والتي سيعقبها المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك، جيروم باول، للتعليق على هذه القرارات، نظرا لأنها سيكون لها تأثير قوي على تحركات الأسواق المالية العالمية، وفيما يلي نظرة على كيفية ملابسات هذا القرار، وكيف يؤثر على الأسواق:

أولا: الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على قرارات الفيدرالي الأمريكي

منذ اجتماع الفيدرالي الأمريكي خلال ديسمبر الماضي، ظهرت العديد من البيانات الاقصادية المهمة والتي كان لها تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي والعملات الرئيسية ومختلف الأسواق وتدعم قيام الفيدرالي الأمريكي بإبطاء وتيرة رفع الفائدة خلال اجتماع الأول من فبراير، وعلى رأسها بيانات التضخم.

وبالنظر إلى تلك البيانات، نجد أن مؤشر التضخم الأمريكي سجل نحو 6.5% خلال ديسمبر الماضي، بما يتطابق مع توقعات الأسواق. ولكنه أقل من القراءة السابقة والتي سجلت حوالي 7.1% خلال نوفمبر الماضي.

وفي الوقت ذاته، شهدت بيانات سوق العمل الأمريكي تحسنا قويا، حيث ارتفع مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع الزراعي بواقع 223 ألف وظيفة خلال ديسمبر، بأفضل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع المؤشر بنحو 200 ألف وظيفة فقط. ولكنها أقل من القراءة السابقة والتي سجلت إضافة الاقتصاد لحوالي 256 ألف وظيفة خلال نوفمبر الماضي. وفي الوقت ذاته، استقرت معدلات البطالة الأمريكية عند مستوى 3.5% بأفضل من توقعات الأسواق والتي أشارت لارتفاع البطالة عند 3.5% خلال نفس الفترة. بينما سجلت الأجور نموا ضعيفا بنحو 0.3% نهاية ديسمبر، وهو أقل من توقعات الأسواق بأن تسجل الأجور نموا بحوالي 0.4% بنفس الفترة.

وبالتالي، فإن هدوء ضغوط التضخم واستمرار تباطؤ سوق العمل ولو بشكل طفيف، سيزيد الضغوط على الفيدرالي الأمريكي لإبطاء وتيرة التشديد النقدي خلال أولى اجتماعاته في العام الجديد.

عاجل - بيانات التضخم الأمريكية تطابق توقعات الأسواق

ثانيا: أبرز تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي الأخيرة:

يبدو بأن نبرة تصريحات الكثير من أعضاء الفيدرالي الأمريكي خلال الفترة الماضية كانت تتسم بالحذر الشديد ولكن معظما أكد على احتمالية إبطاء وتيرة رفع الفائدة خلال هذا الاجتماع وبخاصة مع هدوء ضغوط التضخم خلال الشهرين الماضيين.

وفي هذا الإطار، صرح عضو الفيدرالي الأمريكي بولاية سانت لويس، كريستوفر والر، بأنه يري بأن الوتيرة الأنسب لرفع أسعار الفائدة بالاجتماع القادم هي 25 نقطة أساس، مع الاستمرار باتخاذ خطوات تشديدية أخرى بعد ذلك، مضيفا بأن الفيدرالي الأمريكي أحرز تقدما فيما يتعلق بالتضخم، ولكن لا يزال هناك المزيد لفعله حتى ينخفض التصخم إلى هدف 2%، وأن بيانات التضخم الأخير كانت أخبارا سارة رغم أنها ليست كافية لضمان انخفاض التضخم بشكل مستدام.

عضو الفيدرالي الأمريكي: أتوقع أننا في المجمل سنرفع الفائدة بهذا القدر!

وأيضا، أدلى عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بولاية نيويورك جون ويليامز ببعض التصريحات بشأن التضخم وتوقعات قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لمعدلات الفائدة خلاص الاجتماعات المقبلة للبنك، وأكد فيها على أنه لا تزال مخاطر التضخم تميل إلى الجانب المرتفع، حتى الآن، وأن المرحلة التالية من خفض التضخم ستكون أكثر صعوبة. وأيضا، أكد ويليامز على أن البيانات ستقود قرار الفيدرالي الأمريكي القادم، كما أنها ستحدد المعدل النهائي المناسب للفائدة، وأنه لا يزال أمام الفيدرالي الأمريكي المزيد من الرفع بأسعار الفائدة.

محمد العريان يطالب الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بهذه النسبة!

ثالثا: ما هي توقعات البنوك الكبرى لقرارات الفيدرالي الأمريكي؟

تشير معظم التوقعات إلى أن الفيدرالي الأمريكي سيقوم برفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس فقط هذا الاجتماع في ظل تباطؤ ضغوط التضخم الأمريكية مؤخرا، ولقد رأى المحللون في TD Securities بأن لهجة الفيدرالي الأمريكي فيما يتعلق بالنمو والتضخم والتوجيه بشأن الزيادات المحتملة في المستقبل يمكن أن تحرك الأسواق،  وأشار الخبراء إلى أنه من المتوقع أن يرفع الفيدرالي الأمريكي الفائدة بنحو 25 نقطة أساس خلال اجتماع الأول من فبراير، وأنه قد يؤكد بأنه على الرغم من تباطؤ وتيرة زيادات الفائدة، فإن الفيدرالي الأمريكي مصمم على الوصول بسعر الفائدة النهائي إلى ما تم توقعه خلال ديسمبر الماضي.

وأيضا، وفقا لمسح أجرته رويترز حول قرارات الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، توقع الاقتصاديين بأن الفيدرالي الأمريكي سينهي دورة التشديد النقدي، من خلال زيادة أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الربع الأول من هذا العام، تليها فترة توقف طويلة وأيضا، أظهر الاستطلاع بأن أكثر من 60% من المشاركين يتوقعون أن يبقي الفيدرالي الأمريكي ثابتة لبقية العام على الأقل بدلا من خفضها، ومن ثم يبدأ الفيدرالي الأمريكي في خفض الفائدة بأوائل عام 2024.

نتائج مسح رويترز حول قرار الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة المقبلة

رابعا: السيناريو المتوقع لقرارات الفيدرالي الأمريكي المرتقبة:

في ضوء ما تم ذكره أعلاه، فإن سيناريوهات قرارات الفيدرالي الأمريكي تتمثل في ثلاث سيناريوهات أساسية، السيناريو الأول، يتمثل في قيام البنك الاحتياطي برفع الفائدة بنسبة 0.25% فقط هذا الاجتماع، ولكن بيان الفائدة، والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك، قد يتحدث عن أن إبطاء رفع الفائدة بسبب هدوء ضغوط التضخم وتزايد المخاوف الاقتصادية بشأن الركود الاقتصادي، ثم قد يلمح الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالاستمرار في إبطاء وتيرة رفع الفائدة خلال الفترة المقبلة، وهذا السيناريو في حالة حدوثه، قد يكون له تأثير سلبي على الدولار بشكل واضح، وعلى النقيض، قد يشهد سوق العملات ارتفاعا لكل من الذهب والعملات الرقمية.

بينما السيناريو الثاني، هو قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بنحو 0.25% لترتفع بذلك إلى مستوى 4.75%، ولكن قد يواصل الفيدرالي الأمريكي تأكيده على استمرار على أن وتيرة رفع الفائدة بالاجتماعات المقبلة ستعتمد على البيانات الصادرة لاحقا، وهذا السيناريو قد يحدث وليس مستبعد في ضوء البيانات الاقتصادية الأخيرة، وهذا السيناريو سيقدم دعما طفيفا لمؤشر الدولار وقد ينعكس ذلك بشكل سلبي على الذهب والعملات الرقمية.

وأخيرا، السيناريو الثالث ولكنه مستبعد في الوقت الراهن، هو قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بنحو 50 نقطة أساس ومفاجأة الأسواق، والتحدث عن قوة الاقتصاد الأمريكي، واستمرار التضخم المرتفع، وأنه سيواصل بكل قوة رفع الفائدة حتى يعود التضخم نحو الهدف، وهذا السيناريو قد يكون له تأثير إيجابي للغاية على تحركات الدولار أمام العملات، وعلى العكس، سينخفض كل من الذهب والعملات الرقمية بكل وضوح.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image