ضعف واضح في شهية المخاطرة اليوم، فما الأسباب؟

أظهرت تعاملات المستثمرين خلال تداولات يوم الثلاثاء حذرا واضحا، مع ميل شهية المخاطرة نحو الانخفاض، وسط صدور بيانات مؤشرات مديري المشتريات لأبرز الاقتصادات العالمية، والبيانات الهامة بالولايات المتحدة، وسط استمرار عطلة السنة القمرية بالصين حتى نهاية هذا الأسبوع، وفيما يلي التطورات التي شهدتها شهية المخاطرة على أبرز الأصول المتداولة بالأسواق:

أولا: شهية المخاطرة وأسواق الأسهم:

شهدت شهية المخاطرة تباينا واضحا في أسواق الأسهم العالمية، مع غياب الأسهم الصينية عن ساحة التداولات هذا الأسبوع، وصدور بيانات مؤشرات مديري المشتريات بعدد من الدول، وسط استمرار مخاوف الركود العالمية.

وشهدت الأسهم الأوروبية تباينا في الأداء خلال تعاملات اليوم، حيث تراجعت الأسهم البريطانية والألمانية، في حين استقرت مؤشرات الأسهم الفرنسية.

وأدت القراءة السلبية السلبية للغاية لمؤشر مديري المشتريات بالقطاع الخدمي الصادر صباح اليوم في بريطانيا إلى تراجع كبير للأسهم البريطانية، خاصة وأنه رغم التحسن الذي شهده مؤشر القطاع التصنيعي، إلا أنه ظل في منطقة الانكماش، مما عزز مخاوف المستثمرين من ركود اقتصاد المملكة المتحدة.

وعلى الجانب الآخر، فقد جاء مؤشر مديري المشتريات للقطاع التصنيعي المهيمن في ألمانيا سلبيا، ووهو ما دفع الأسهم الألمانية نحو التراجع، رغم إيجابية مؤشر القطاع الخدمي، في حين تمكنت الأسهم الفرنسية من الاستقرار بفعل البيانات الإيجابية للقطاع التصنيعي، رغم أن سلبية مؤشر القطاع الخدمي المهيمن بالبلاد قد ألقت بظلالها على أداء الأسهم.

وفي نفس الوقت تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية خلال تعاملات ما قبل السوق، مع ترقب المستثمرين  صدور مؤشرات مديري المشتريات بالولايات المتحدة أيضا، وتأثر معنويات المستثمرين بالبيانات السلبية في أوروبا.

وعلى الصعيد الأسيوي، ارتفعت مؤشرات الأسهم اليابانية، بعدما جاءت مؤشر مديري المشتريات للقطاع التصنيعي في اليابان مطابقا للقراءة السابقة، وزيادة التدفقات إلى اليابان مع إغلاق الأسواق الصينية، وكذلك أسواق الاسهم بهونج كونج وسنغافورة، احتفالا بالسنة القمرية.

ثانيا: شهية المخاطرة والدولار الأمريكي:

شهد الدولار جلسة متذبذبة، خلال تعاملات اليوم، مع تعرض العملة لضغوط بفعل مخاوف ركود الاقتصاد الأمريكي، وترقب صدور مؤشرات مديري المشتريات بالولايات المتحدة اليوم، فضلا عن بيانات الناتج المجحلي الإجمالي، وكذلك مؤشر الإنفاق الخاص الاستهلاكي بنهاية الأسبوع، تزامنا مع تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.

ورغم ذلك، فقد لاقى الدولار دعما جراء تراجع الجنيه الاسترليني بعد البيانات السلبية، وتخلي اليورو عن أرباحه أمام الدولار وسط تزايد عدم اليقين، وهو ما دفع المستثمرين على شراء الدولار كملاذ آمن.

ثالثا: شهية المخاطرة والذهب:

شهد الذهب انتعاشا واضحا بالتعاملات المبكرة، حيث زاد إقبال المستثمرين عليه كملاذ آمن للتحوط ضد الركود الاقتصادي المحتمل، بعدما عززت البيانات السلبية في أوروبا مخاوف المستثمرين.

وعلى الرغم من أن الذهب قد لاقى دعما من تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، إلا أن أرباح الدولار دفعته للتخلي عن أرباحه المبكرة، حيث تراجع إقبال المستثمرين على حيازة المعدن الأصفر المسعر بالدولار، مع ارتفاع تكلفة حيازته.

رابعا: شهية المخاطرة والنفط:

شهدت عقود النفط أداءا ضعيفا خلال تعاملات اليوم، دفعها للتخلي عن أرباحها التي حققتها بوقت مبكر من الجلسة، بفعل الضغوطات من مخاوف الركود الاقتصادي وعطلة الصين من ناحية، والتوقعات بارتفاع أسعاره قريبا، في ظل تزايد الإشارات إلى أن الفيدرالي الأمريكي قد يتجه لخفض وتيرة التشديد النقدي بالاجتماع المقبل، للحد من الآثار السلبية على الاقتصاد من ناحية أخرى.

تأثير شهية المخاطرة على العملات والسلع:

شهية المخاطرة و الدولار الأمريكي : ارتفع مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام 6 من العملات الرئيسية – بواقع 0.15% ليسجل 102.162 نقطة.

شهية المخاطرة و الذهب : تراجعت أسعار العقود الفورية للذهب بنسبة 0.12% إلى 1,928.82 دولارا للأوقية، في حين ارتفعت أسعار العقود الآجلة للسبائك بنسبة 0.14% إلى 1,948.20 دولارا للأوقية.

شهية المخاطرة و  النفط : استقرت أسعار العقود الآجلة لخام برنت عند مستوى 88.28 دولارا للبرميل، كما استقرت أسعار خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط عند 81.77 دولارا للبرميل.