هل يتراجع بنك كندا عن التشديد النقدي القوي؟ السيناريو المتوقع!

هل يتراجع بنك كندا عن التشديد النقدي القوي؟ السيناريو المتوقع!
السيناريو المتوقع لقرارات بنك كندا

تنتظر أسواق العملات باهتمام شديد صدور قرارات بنك كندا حول الفائدة، والتي من المنتظر أن يكون لها تأثير قوي على تحركات الدولار الكندي أمام العملات الرئيسية الأخرى، وفيما يلي نظرة على ما ينتظر صدوره من قرارات بنك كندا :

أولا: نظرة على أهم البيانات الاقتصادية المؤثرة على قرارات بنك كندا:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في كندا، حيث سجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي داخل كندا نموا بنسبة 0.1% بنهاية سبتمبر الماضي، بما يتوافق مع توقعات توقعات الأسواق. ولكنه أقل من القراءة السابقة والتي سجلت نموا بنسبة 0.3% خلال أغسطس الماضي.

وفيما يتعلق ببيانات سوق العمل، كشف بيانات مكتب الإحصاء في كندا عن إيجابية البيانات خلال شهر  نوفمبر الماضي، حيث أظهرت البيانات زيادة عدد الوظائف خلال تلك الفترة، ولقد أضاف الاقتصاد الكندي نحو 10.1 ألف وظيفة وهو أقل من توقعات الأسواق بإضافة الاقتصاد لوظائف بنحو 10.5 ألف وظيفة، وكانت القراءة السابقة للمؤشر قد سجلت إضافة اقتصاد كندا لوظائف قدرها 108.3 ألف وظيفة خلال شهر أكتوبر الماضي. ولكن، انخفضت البطالة في كندا لمستوى 5.1% فقط، وهي أفضل من توقعات الأسواق بأن تستقر البطالة قرب مستوى 5.3% بنفس الفترة.

وكذلك، استمر التضخم الكندي في الارتفاع بكل قوة خلال الفترة الماضية، وهو ما يضع مزيدا من الضغوط على بنك كندا في محاولة للسيطرة على هذا التضخم المرتفع، حيث أوضحت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الكندي بنمو مؤشر التضخم خلال أكتوبر ليرتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.7%، بأقل من توقعات الأسواق بأن يرتفع التضخم بنسبة 0.8% على أساس شهري. ولكنه أعلى من القراءة السابقة والتي سجلت نموا بنسبة 0.1% فقط بنهاية سبتمبر الماضي.

وفي الوقت ذاته، ارتفع التضخم السنوي العام في كندا بكل قوة وسجل نحو 6.2% خلال نفس الفترة، وهو أعلى من التوقعات بأن يسجل التضخم نحو 5.9% فقط, وسجلت القراءة السابقة نموا بنسبة 6.2% أيضا. وبالتالي، فإن استمرار نمو التضخم الكندي خلال الفترة الماضية، بالإضافة لإيجابية بيانات النمو الاقتصادي من شأنه أن يضع مزيدا من الضغوط على بنك كندا نحو الاستمرار في تشديد السياسة النقدية لتهدئة التضخم المرتفع.

ثانيا: أسعار النفط وتأثيرها على قرارات بنك كندا

في الفترة الماضية، استقرت أسعار النفط الخام دون مستوى 80 دولار، وهذا يدعم تعافي الاقتصاد الكندي وبخاصة وأن القطاع النفطي يلعب دورا مهما وله جزء كبير بالاقتصاد الكندي، ومع استمرار هدوء ارتفاع أسعار النفط، فإن ضغوط التضخم الكندي قد تتراجع تدريجيا، ومن ثم، فإن هدوء الأسعار قد يكون أحد العوامل الرئيسية التي قد تحول دون استمرار تسريع وتيرة التشديد النقدي من قبل بنك كندا في اجتماعاته المقبلة.

ثالثا: توقعات أسواق العملات لقرارات بنك كندا

أكد الاقتصاديون في بنك MUFG بأن بنك كندا قد يتسبب في تراجع الدولار الكندي، بناءا على توقعاتهم بأن بنك كندا سيبدأ في إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة، متوقعين بأن يقوم بنك كندا برفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقرر انعقاده يوم الأربعاء المقبل.

وفي الوقت ذاته، قدم الاقتصاديون في بنك جولدمان ساكس توقعاتهم بشأن قرار السياسة النقدية لدى بنك كندا الذي من المقرر صدوره غدا الأربعاء، حيث توقع الاقتصاديون بأن يرفع بنك كندا سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه المقبل  ليصل معدل الفائدة النهائي إلى 4.25%.

وأيضا، توقع عدد من الاقتصاديين لدى بنك ING، أن بنك كندا من المرجح أن يرفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس باجتماعه المقبل، في حال انخفاض معدلات البطالة، ومن المقرر صدور تلك البيانات في وقت لاحق من اليوم الجمعة. وأضاف التقرير الصادر عن بنك ING، أن توقعات الأسواق تتجه نحو انخفاض معدل البطالة في كندا، بما يفسح المجال أمام بنك كندا لتبني المزيد من التشديد النقدي.

رابعا: المنتظر من قرارات بنك كندا:

تشير التوقعات إلى أن بنك كندا سوف يرفع الفائدة خلال هذا الاجتماع المرتقب بحوالي 50 نقطة أساس فقط، وهو السيناريو الأرجح، وبالتالي ستراقب الأسواق بيان الفائدة، وما قد يتضمنه من نقاط إيجابية حول التضخم والنمو الاقتصادي ومدى استعداد البنك للاستمرار في تشديد السياسة النقدية ورفع الفائدة خلال الفترة المقبلة وهذا بدوره قد يعزز صعود الدولار الكندي أمام العملات الأخرى.

بينما السيناريو الثاني، يتمثل في أن يتجه بنك كندا إلى رفع الفائدة بوتيرة أقل وربما بنحو 25 نقطة فقط، ويتحدث عن مخاوفه حيال تضرر الاقتصاد من رفع الفائدة والعمل على إبطاء وتيرة التشديد النقدي خلال الفترة المقبلة لمعرفة تداعيات السياسة النقدية الماضية الاقتصادية، وهذا السيناريو مستبعد حاليا، ولكن في حالة حدوثه فقد يكون له تأثير سلبي قوي على تحركات الدولار الكندي بأسواق العملات.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image