إلى مدى قد يرفع بنك كندا سعر الفائدة غدا؟ سيناريو متوقع!

إلى مدى قد يرفع بنك كندا سعر الفائدة غدا؟ سيناريو متوقع!
السيناريو المتوقع لقرارات بنك كندا

ستتابع أسواق العملات باهتمام شديد صدور قرارات بنك كندا حول الفائدة، والتي من المنتظر أن يكون لها تأثير قوي على تحركات الدولار الكندي أمام العملات الرئيسية الأخرى، وفيما يلي نظرة على ما ينتظر صدوره من قرارات بنك كندا :

أولا: نظرة على أهم البيانات الاقتصادية وتأثيرها على قرار بنك كندا:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في كندا، حيث سجل مؤشر الناتج المحلي الإجمالي داخل كندا نموا بنسبة 0.1% بنهاية يوليو الماضي، بأفضل من توقعات توقعات الأسواق بأن ينكمش الاقتصاد الكندي بنسبة 0.1% خلال نفس الفترة. كما أنه يتطابق مع القراءة السابقة والتي سجلت نموا بنسبة 0.1% خلال يونيو الماضي.

وفيما يتعلق ببيانات سوق العمل، كشف بيانات مكتب الإحصاء في كندا عن إيجابية البيانات خلال شهر  سبتمبر الماضي، حيث أظهرت البيانات زيادة عدد الوظائف خلال تلك الفترة، ولقد أضاف الاقتصاد الكندي نحو 21.1 ألف وظيفة وهو أفضل من توقعات الأسواق بإضافة الاقتصاد لوظائف بنحو 19.5 ألف وظيفة، وكانت القراءة السابقة للمؤشر قد سجلت فقدان اقتصاد كندا لوظائف قدرها 39.7 ألف وظيفة خلال شهر أغسطس الماضي. كما انخفضت البطالة في كندا لمستوى 5.2% فقط، وهي أفضل من توقعات الأسواق بأن تستقر البطالة قرب مستوى 5.4% بنفس الفترة.

وكذلك، استمر التضخم الكندي في الارتفاع بكل قوة خلال الفترة الماضية، وهو ما يضع مزيدا من الضغوط على بنك كندا في محاولة للسيطرة على هذا التضخم المرتفع، حيث أوضحت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الكندي بنمو مؤشر التضخم خلال سبتمبر ليرتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1%، بأفضل من توقعات الأسواق بأن ينكمش التضخم بنسبة 0.1% على أساس شهري.

وفي الوقت ذاته، ارتفع التضخم السنوي العام في كندا بكل قوة وسجل نحو 6% بنهاية سبتمبر الماضي، وهو أعلى من التوقعات بأن يسجل التضخم نحو 5.6% فقط, وسجلت القراءة السابقة نموا بنسبة 6.0% أيضا. وبالتالي، فإن استمرار نمو التضخم الكندي خلال الفترة الماضية، بالإضافة لإيجابية بيانات النمو الاقتصادي من شأنه أن يضع مزيدا من الضغوط على بنك كندا نحو الاستمرار في تشديد السياسة النقدية لتهدئة التضخم المرتفع.

ثانيا: أسعار النفط وتأثيرها على قرارات بنك كندا

في الفترة الماضية، استقرت أسعار النفط الخام دون مستوى 90 دولار، وهذا يعزز تعافي الاقتصاد الكندي وبخاصة وأن القطاع النفطي يلعب دورا مهما وله جزء كبير بالاقتصاد الكندي، ومع هدوء ارتفاع أسعار النفط، فإن ضغوط التضخم الكندي قد تتراجع تدريجيا، ومن ثم، فإن هدوء الأسعار قد يكون أحد العوامل الرئيسية التي قد تحول دون تسريع وتيرة التشديد النقدي بالفترة المقبلة.

ثالثا: توقعات أسواق العملات لقرارات بنك كندا

تشير توقعات الأسواق إلى أن بنك كندا قد يقوم برفع سعر الفائدة لليلة واحدة بمقدار 75 نقطة أساس ليضع السعر عند 4.00%، وهناك عدة أسباب تدعم وجهة النظر هذه، وعلى رأسها: استمرار ارتفاع التضخم الكندي، وإيجابية بيانات النمو الاقتصادي والتوظيف داخل البلاد خلال الفترة الماضية، وهو ما قد يشجع بنك كندا على اتخاذ هذه الخطوة وعدم انتظار صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي في مستهل الشهر المقبل.

رابعا: ماذا ينتظر من قرارات بنك كندا غدا؟

تشير التوقعات إلى أن بنك كندا سوف يرفع الفائدة خلال هذا الاجتماع المرتقب بحوالي 75 نقطة أساس، وهو السيناريو الأرجح، وبالتالي ستراقب الأسواق بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك وتقرير السياسة النقدية الصادر عن البنك، وما قد تتضمنه هذه البيانات المرتقبة نقاط إيجابية حول التضخم والنمو الاقتصادي ومدى استعداد البنك للاستمرار في تشديد السياسة النقدية ورفع الفائدة خلال الفترة المقبلة وهذا بدوره قد يعزز صعود الدولار الكندي أمام العملات الأخرى.

بينما السيناريو الثاني، يتمثل في أن يتجه بنك كندا إلى رفع الفائدة بوتيرة أقل وربما بنحو 50 نقطة فقط، ويتحدث عن مخاوفه حيال تضرر الاقتصاد من رفع الفائدة والعمل على إبطاء وتيرة التشديد النقدي خلال الفترة المقبلة لمعرفة تداعيات السياسة النقدية الماضية الاقتصادية، وهذا السيناريو مستبعد حاليا، ولكن في حالة حدوثه فقد يكون له تأثير سلبي قوي على تحركات الدولار الكندي بأسواق العملات.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image