كيف تؤثر بيانات سوق العمل الأمريكي على تحركات الدولار؟

تتنتظر أسوق العملات غدا الجمعة صدور بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يونيو الماضي، والتي سيكون لها تأثير قوي جدا بتحركات الدولار الأمريكي، وفيما يلي نظرة على قطاع التوظيف داخل الولايات المتحدة:

أولا: نظرة على سوق العمل الأمريكي خلال مايو الماضي:

جاءت بيانات سوق العمل الأمريكي خلال مايو متباينة للغاية للشهر الثالث على التوالي، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي نحو 390 ألف وظيفة، بينما كان من المتوقع إضافة نحو 325 ألف وظيفة فقط، وذلك بعدما كان قد أضاف الاقتصاد نحو 436 ألف وظيفة خلال أبريل الماضي.

وعلى الجانب الاَخر، استقر معدل البطالة عند نسبة 3.6% في مايو الماضي، بينما كان من المتوقع أن ينخفض إلى 3.5% فقط. وسجلت الأجور نمو بنسبة 0.3% خلال نفس الفترة، بأقل من توقعات الأسواق بنمو الأجور بنسبة 0.4%، وهو ما انعكس بشكل واضح على تحركات الدولار الأمريكي.

ثانيا: المؤشرات الدالة على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة:

خلال الفترة السابقة، صدرت بيانات اقتصادية عديدة والتي قد تعطي مؤشرا حول أداء بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يونيو الماضي، وقد جاءت تلك البيانات سلبية نوعا ما، وبالتالي قد يكون لذلك تأثير على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة غدا الجمعة، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:

• مؤشر إعانات البطالة الأمريكية: أظهر سلبية نوعا ما خلال الفترة الماضية، حيث كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأربعة أسابيع الماضية عن استقرار معظم طلبات الإعانة الأمريكية أعلى مستوى 225 ألف طلب، وهو مؤشر قوي على احتمال سلبية بيانات التوظيف خلال يونيو الماضي تزامنا مع ارتفاع طلبات إعانات البطالة الأمريكية.

ثالثا: توقعات الأسواق حول بيانات سوق العمل الأمريكي:

من المتوقع أن تؤثر وتيرة تسريع رفع الفائدة على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة غدا، فوفقا للتوقعات، فمن المحتمل أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 260 ألف وظيفة. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% خلال نفس الفترة، بالإضافة لاستقرار البطالة عند مستوى 3.6% نهاية يونيو الماضي.

رابعا: سيناريوهات سوق العمل الأمريكي المحتملة وتأثيرها على الدولار غدا:

سجل الدولار الأمريكي ارتفاعا قويا خلال تداولات الفترة الماضية وارتفع مؤشر الدولار أعلى مستوى 107 نقطة بسبب التفاؤل بالأسواق حيال استمرار تسريع وتيرة التشديد النقدي مؤخرا من قبل الفيدرالي، وبالتالي فإن الدولار الأمريكي ينتظر صدور بيانات سوق العمل الأمريكي لاستمرار أداءه الإيجابي المتواصل منذ فترة طويلة.

ومن المتوقع أن يجد الدولار الأمريكي دعما قويا إذا جاءت بيانات سوق العمل الأمريكي إيجابية وتجاوزها لتوقعات الأسواق، وهذا السيناريو الإيجابي لبيانات سوق العمل قد يرفع مؤشر الدولار أعلى مستوى 108 نقطة وربما أعلى من ذلك بعد صدور هذه البيانات، لأن هذا السيناريو يدعم وبكل قوة استمرار تسريع رفع الفائدة الأمريكية لكبح التضخم المرتفع.

بينما على الجانب الاَخر، إذا جاءت بيانات سوق العمل الأمريكي سلبية، وأضاف الاقتصاد الأمريكي وظائف بأقل من المتوقع وارتفعت معدلات البطالة، فقد يتضرر الدولار الأمريكي ويتراجع نحو مستوى 105 نقطة،  لأن ذلك من شأن تأكيد مخاوف ركود الاقتصاد الأمريكي واحتمالية أن يتخوف الفيدرالي الأمريكي من الاستمرار في تشديد السياسة النقدية بشكل سريع لأنها ستضر الاقتصاد الأمريكي بكل قوة.