السيناريو المتوقع: الأسواق تنتظر قنبلة الفيدرالي الأمريكي!

السيناريو المتوقع: الأسواق تنتظر قنبلة الفيدرالي الأمريكي!
السيناريو المتوقع لقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

تنتظر أسواق العملات غدا الأربعاء بتمام الساعة 6 مساءا بتوقيت جرينتش صدور قررات الفيدرالي الأمريكي حول الفائدة والسياسة النقدية. ومن المقرر أن يعقب ذلك انعقاد المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك للتعليق على القرارات، وهو ما سيكون له تأثير قوي بتحركات الدولار الأمريكي وبعض السلع الأخرى مثل الذهب ، بالإضافة إلى سوق الأسهم الأمريكية وأسواق العملات الرقمية، وفيما يلي نظرة على كيفية ملابسات هذا القرار، وكيف يؤثر على الأسواق:

أولا: الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها على قرارات الفيدرالي الأمريكي

منذ اجتماع الفيدرالي الأمريكي الأخير، صدرت العديد من البيانات الاقصادية المهمة والتي كان لها تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي والعملات الرئيسية ومختلف الأسواق وتدعم إعلان الفيدرالي الأمريكي رفع الفائدة بوتيرة قوية هذا الشهر، وعلى رأسها بيانات التضخم وسوق العمل والتي شهدت ارتفاعا قويا خلال الشهر الماضي.

بالنظر إلى تلك البيانات، نجد أن تلك البيانات سجلت ارتفاعات قوية خلال مايو الماضي، فعلى سبيل المثال، لا تزال بيانات التضخم تواصل ارتفاعاتها القوية وسجلت أعلى وتيرة منذ 42 عام، حيث سجل التضخم الأمريكي نموا بنسبة 8.9% خلال مايو، بما يفوق توقعات الأسواق والقراءة السابقة والتي أشارت إلى نمو التضخم بنسبة 8.3% خلال أبريل الماضي.

وفي الوقت ذاته، شهدت بيانات سوق العمل الأمريكي تحسنا قويا، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي نحو 390 ألف وظيفة بالشهر الماضي، ولكن البطالة ارتفعت إلى 3.6% بنفس الفترة، بما يشير إلى الاقتراب من هدف الفيدرالي الأمريكي بتحقيق الاستغلال الأمثل لسوق العمل.

وبالتالي، هذه البيانات والتي توضح استمرار تحسن الأوضاع بسوق العمل، وارتفاع التضخم الأمريكي بقوة، ستزيد الضغوط على الفيدرالي الأمريكي نحو تسريع وتيرة التشديد النقدي خلال الفترة المقبلة حتى يتمكن البنك من كبح معدلات التضخم المرتفعة للغاية.

ثانيا: تلميحات جديدة من أعضاء الفيدرالي الأمريكي حول التشديد النقدي

توالت تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي خلال الفترة الماضية، وتشابهت تصريحات الكثير منهم فيما يتعلق بأهمية تسريع وتيرة رفع الفائدة خلال اجتماع يونيو بوتيرة كبيرة للغاية لكبح التضخم المرتفع وبخاصة مع استمرار تحسن أوضاع سوق العمل، وفي هذا الإطار، أكد محافظ الفيدرالي الأمريكي "جيروم باول" بأن البنك المركزي ملتزم بخفض معدل التضخم في السوق الأمريكي، ولن يكون هناك أي تردد في اتخاذ قرارات رفع معدل الفائدة للسيطرة على الأسعار.

وفي الوقت ذاته، أفاد عضو الفيدرالي الأمريكي باتريك هاركر أنه يعتقد بأن البنك بإمكانه خفض التضخم دون دفع الاقتصاد إلى الركود، وأنه لتحقيق ذلك سيكون على الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في يونيو ويوليو، ثم رفعها بنسب "محسوبة" بعد ذلك بنحو 25 نقطة أساس.

وأيضا، أكد عضو الفيدرالي الأمريكي بولارد بأن الأوضاع الاقتصادية الحالية تثير مخاوف وشكوك حول مصداقية الفيدرالي الأمريكي بشأن التضخم، وأنه يجب على الفيدرالي الأمريكي أن يتخذ خطوات مهمة لإعادة التضخم إلى 2% ، بما في ذلك رفع أسعار الفائدة.

ثالثا: توقعات البنوك الكبرى لقرارات الفيدرالي الأمريكي:

يراهن العديد من الخبراء الماليون حول العالم وعلى رأسهم  الخبراء في بنك باركليز، وجيفريز، بأن الفيدرالي الأميركي سوف يرفع أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية في أحد الاجتماعات الثلاثة المقبلة على الاقل، من أجل الحد من ارتفاع التضخم الذي سجل أعلى مستوياته منذ أربعة عقود تقريبا، حيث ترجح أسواق المال رفع الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة بمقدار 175 نقطة أساس، حتى اجتماع قرار السياسة النقدية في سبتمبر، وتشمل الزيادة تحركين قدر الأول 0.50%، وآخر نسبته 0.75%.

وفي الوقت ذاته، يوقع خبراء الاقتصاد لدى مجموعة جي بي مورجان تشيس أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يرفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال اجتماع سياسته النقدية غدا يوم الأربعاء، وبخاصة بعد أن أظهر مسح لوكالة بلومبرج أن توقعات التضخم للأمريكيين تتزايد تدريجيا.

رابعا: سيناريوهات قرار الفيدرالي الأمريكي:

هناك أكثر من سيناريو لقرارات الفيدرالي الأمريكي وأهمها على الإطلاق والسيناريو الإيجابي للغاية للدولار الأمريكي لأنه سيدفع المستثمرين نحو شراء الدولار الأمريكي والابتعاد عن أي ملاذات استثمارية أخرى مثل الذهب أو العملات الرقمية أو الأسهم الأمريكية، وهذا السيناريو يتمثل في رفع الفائدة بنحو 0.75% والتأكيد على استمرار رفع الفائدة بكل قوة للسيطرة على معدلات التضخم المرتفع.

بينما السيناريو الإيجابي الثاني، هو قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بنحو 0.50% والتأكيد على أن خيار تشديد السياسة النقدية بشكل أكبر سواء من خلال بيان الفائدة أو تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي باول خلال المؤتمر الصحفي للبنك يظل قويا للغاية مع توالي ارتفاعات التضخم.

وأخيرا، السيناريو الثالث، والذي قد يكون أقل إيجابية هو قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بنحو 50 نقطة أساس فقط لترتفع الفائدة إلى مستوى 1.50%، وقد يتحدث عن أن التضخم الحالي لا يستدعي رفع الفائدة بأكثر من ذلك، وأنه سوف يتمهل لرؤية البيانات الاقتصادية المقبلة قبل اتخاذ قرار قوي تجاه الفائدة، وهذا السيناريو قد يكون له تأثير سلبي بتحركات الدولار في هذه الحالة ولكنه مستبعد في الوقت الراهن.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image