السيناريو المتوقع: بنك كندا بصدد رفع الفائدة بقوة لكبح التضخم!

السيناريو المتوقع: بنك كندا بصدد رفع الفائدة بقوة لكبح التضخم!
السيناريو المتوقع لقرارات بنك كندا

تنتظر أسواق العملات صدور قرارات بنك كندا غدا الأربعاء وتحديدا بتمام الساعة 02.00 مساءا بتوقيت جرينتش، ويصدر عن الاجتماع، قرار الفائدة، بالإضافة لبيان السياسة النقدية، ثم قد يعقبها المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك، وهذه القرارات سيكون لها تأثير قوي بتحركات الدولار الكندي بأسواق العملات، وفيما يلي نظرة على ما ينتظر صدوره من قرارات بنك كندا، وما هي ملابسات اتخاذ القرار داخل البنك:

أولا: نظرة على أهم البيانات الاقتصادية بكندا بالفترة الماضية:

شهد الاقتصاد الكندي أداء قوي خلال الفترة الماضية وبخاصة نمو التضخم الكندي بكل قوة، حيث أظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الكندي بنمو مؤشر التضخم بقوة للشهر الثاني على التوالي خلال فبراير الماضي، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 1.0%، بما يتجاوز توقعات الأسواق والتي أشارت إلى نمو المؤشر بنسبة 0.9% فقط. وفي الوقت ذاته، أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الكندي بأن التضخم السنوي سجل نموا بنسبة 2.6% وهو أعلى من توقعات الأسواق والتي أشارت إلى نمو المؤشر بنسبة 2.4% فقط. 

وفيما يتعلق ببيانات سوق العمل، أظهرت البيانات إضافة الاقتصاد الكندي لوظائف بمقدار 72.5 ألف وظيفة، بأقل من توقعات الأسواق والتي أشارت إلى إضافة الاقتصاد الكندي لوظائف بمقدار 77.5 ألف وظيفة فقط.  وعلى الجانب الاَخر، سجل معدل البطالة في كندا تحسنا كبيرا عن توقعات الأسواق، حيث انخفض المؤشر إلى 5.3% خلال مارس الماضي، وهو أفضل من توقعات الأسواق بتسجيل المؤشر 5.4%.

وفي الوقت ذاته، أوضحت بيانات مؤشر الناتج المحلي الإجمالي الصادرة عن مكتب الإحصاء الكندي، بأن مؤشر النمو الاقتصادي على أساس شهري في كندا جاء كما يتوافق مع توقعات الأسواق خلال مارس الجاري، حيث سجل المؤشر نموا بنحو 0.2% خلال مارس، وهو أعلى من القراءة السابقة والتي سجلت استقرارا عند المستويات الصفرية في فبراير الماضي، وتم تعديلها على نحو مرتفع إلى 0.1% بنفس الفترة.

وبالتالي، فإن استمرار نمو التضخم الكندي بكل قوة خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى تحسن الأوضاع بسوق العمل، وأيضا، إيجابية بيانات النمو الاقتصادي، تضع مزيدا من الضغوط على بنك كندا نحو تشديد السياسة النقدية بشكل أكبر لتهدئة التضخم المرتفع بقوة.

ثانيا: توقعات الأسواق لقرارات بنك كندا

تشير توقعات الأسواق إلى أن بنك كندا قد يقوم برفع سعر الفائدة لليلة واحدة بمقدار 50 نقطة أساس ليضع السعر عند 1.00%، وهناك عدة أسباب تدعم وجهة النظر هذه، وعلى رأسها:

  • ارتفاع التضخم وتوقعاته بشكل أكبر من المتوقع.
  • سوق العمل القوي مع انخفاض معدل البطالة إلى أدنى مستوى له على الإطلاق.
  • التبادل التجاري الإيجابي والذي استفاد بارتفاع أسعار النفط والسلع الأخرى.
  • قيام الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة مؤخرا، بالإضافة إلى احتمالية رفع 50 نقطة أساس في مايو، وهو ما يضغط على بنك كندا نحو رفع الفائدة سريعا.

وفي ضوء هذه العوامل من المتوقع أن يرفع بنك كندا الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هذا الاجتماع، كما أنه من المتوقع أن يرفع بنك كندا الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس ثلاث مرات متتالية في أبريل ويونيو ويوليو ثم يستمر في رفع الفائدة 25 نقطة أساس في كل اجتماع لاحق حتى يصل إلى 3.25% في مارس 2023.

ثالثا: ارتفاع أسعار النفط وتأثيرها على قرارات بنك كندا:

بالفترة الماضية، ارتفعت أسعار النفط الخام بشكل واضح وملحوظ وهو ما أثر إيجابيا بتداولات الدولار الكندي وعزز تعافي الاقتصاد الكندي سريعا من تداعيات فيروس كورونا المستجد وبخاصة وأن القطاع النفطي يلعب دورا مهما وله جزء كبير بالاقتصاد الكندي، وبالتالي فإن استمرار ارتفاع أسعار النفط وتأثيره الإيجابي على الدولار والاقتصاد الكندي، قد يكون أحد العوامل الرئيسية التي قد تدعم تشديد السياسة النقدية بشكل أكبر ورفع الفائدة تزامنا مع مساهمة ارتفاعات النفط في دعم صعود التضخم.

رابعا: ماذا ينتظر من قرارات بنك كندا غدا؟

تشير التوقعات إلى أن بنك كندا سوف يرفع الفائدة خلال هذا الاجتماع المرتقب غدا الأربعاء بنحو 50 نقطة أساس، وهو السيناريو الأرجح، وبالتالي ستراقب الأسواق بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك، بالإضافة إلى النقاط الإيجابية بهم، وهذا سيكون له تأثير إيجابي بتداولات الدولار الكندي أمام العملات الأخرى، وبخاصة وأنها قد تتضمن تلميحات حول استمرار تشديد السياسة النقدية تباعا بالفترة المقبلة.

بينما على الجانب الاَخر، قد يبقي البنك على الفائدة دون تغيير، ويتحدث عن استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي وبخاصة مع استمرار التوترات الجيوسياسية والغزو الروسي لأوكرانيا، بالإضافة إلى تفشي متحور أوميكرون داخل الصين مجددا، وهو ما قد يزيد حالة عدم اليقين الاقتصادي عالميا، وهذا السيناريو الحذر سيكون له تأثير سلبي بتداولات الدولار الكندي بأسواق العملات في حالة حدوثه، ولكنه مستبعد بالوقت الراهن.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image