تباين فى شهية المخاطرة وسط ترقب بيانات سوق العمل الأمريكي

تباين فى شهية المخاطرة وسط ترقب بيانات سوق العمل الأمريكي
شهية المخاطرة

لم يستعد المستثمرون اليوم للمخاطرة ومالت شهيتهم أكثر نحو الملاذات الآمنة وتأرجحت التدفقات بين الذهب والدولار، فيما ألقت بعد الأحداث الهامة ظلالها على عدد من السلع والعملات أبرزها النفط الذي مازال يحقق مكاسب بعد قرار أوبك+. وقبل ساعات من بيانات معهد البترول الأمريكي الذى توقعت رويترز فيه تراجع المخزون بنحو 300 ألف برميل.

كما استفاد الدولار الاسترالى من تفاؤل الاحتياطى الاسترالى بشأن الاقتصاد، وكذلك أبقت توقعات رفع الفائدة على مكاسب الدولار النيوزلندى، وكان اليوم سعيد للمستثمرين فى العملات الرقمية بعدما قفزت البيتكوين أكثر من 5% ولم تكن وحدها التى ارتفعت إذ دعم كل من البرازيل ورجل الأعمال إيلون ماسك الأصول المشفرة اليوم.

على جانب أخر، تلقت الأسهم الأمريكية دفعة بتصريحات عضو الفيدرالى الأمريكي، إيفانز التى تحدث فيها عن استمرار التحفيز النقدى.

إيفانز: لحين حل أزمة العرض .. مازلنا فى عالم الفائدة المنخفضة

يوم ذهبي للعملات الرقمية

على صعيد العملات الرقمية، كانت شهية المخاطرة قوية، إذ تلقت البيتكوين دفعة بعد إعلان البرازيل  اعتزامها اعتماد بيتكوين كعملة رسمية في البلاد، واتجاهها للتصويت على مشروع قانون لتنظيم العملة الرقمية والمتوقع تقديمه إلى الجلسة العامة لمجلس النواب في غضون الأيام القليلة المقبلة.

وحققت العملة المشفرة مكاسب كبيرة تخطت 5%، لتتأرجح البيتكوين خلال 24 ساعة بين مستويات 47 ألف دولار ومستويات 50.3 ألف دولار، بينما تبلغ قيمتها السوقية مايربو عن 941 مليار دولار.

كذلك سجلت عملة شيبا Shiba Inu المشفرة قفزة قوية خلال تداولات اليوم الثلاثاء، بدعم من تغريدة لرجل الأعمال الأمريكي والمدير التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، الأمر الذي دفع العملة إلى تسجيل صعود يتجاوز 50% خلال الأربعة والعشرين ساعة الأخيرة.

وفي نفس الوقت، ارتفعت عملة دوجكوين الرقمية Dogecoin بنسبة 10.07% وسجلت حوالي 238244 دولار، ويصبح إجمالي القيمة السوقية لها حوالي 31,338,599,807 دولار، وبحجم تداول يومي يصل إلى 4,193,728,197 دولار.

كيف كانت شهية المخاطر تجاه العملات؟

سجل الدولار الأمريكي ارتفاعا ملحوظا بداية تعاملات اليوم ليصل إلى 94.06 نقطة، مستفيدا من صعود العائد على السندات الأمريكية اليوم بمختلف اَجالها وسط تفاؤل حذر حيال رفع سقف الدين الأمريكي، وأيضا حفزته مخاوف المستثمرين بشأن مستقبل القطاع العقاري بعدما تخلفت شركة فشل شركة التطوير العقاري فانتازيا هولدنجز Fantasia Holdings في سداد ديون مستحقة بقيمة 205.7 مليون دولار أمس الاثنين، وكذلك تعثر إحدى شركاتها التابعة عن سداد قرض مستحق بقيمة 108 ملايين دولار اليوم الثلاثاء.

لكن الدولار بدأ فى التراجع منذ صدور بيانات الـISM  الأمريكية والتى تعد مؤشرا لبيانات الوظائف غير الزراعية التى يترقبها السوق وينظر إليها باهتمام بالغ لتأثيرها الكبير فى اتجاه الفيدرالى نحو انهاء التيسير الكمى والبدء فى تشديد الأوضاع النقدية ورفع الفائدة فى 2022.

وكشفت بيانات المؤشر الأمريكي انخفاض وتيرة نمو مؤشر التوظيف إذ سجل 53 نقطة فى سبتمبر مقابل 53.7 نقطة فى أغسطس، ويعد مستوى 50 نقطة هو الفاصل بين مرحلة الانكماش والتوسع، وتراجع على إثر ذلك مؤشر الدولار الذى يقيس أداؤه أمام سلة مكونة من ستة عملات رئيسية إلى 93.83 نقطة مباشرة بعد صدور البيانات قبل أن يتعافى قليلا إلى 93.89 نقطة الساعات الأخيرة للتداول.

أما الدولار الاسترالي ارتفع بنسبة أرباح تصل إلى 0.60% مقارنة بالعملات الرئيسية الأخرى، واستفاد من ترجيح الاحتياطي الاسترالى في السيناريو الأساسي للبنك، أن ينمو الاقتصاد مرة أخرى خلال الربع الأخير من العام الجاري، كما تشير توقعات البنك إلى عودة الاقتصاد إلى النمو نحو مستويات ما قبل الجائحة خلال النصف الثاني من العام المقبل، وهذا البيان كان له تأثير إيجابي بتحركات الدولار الاسترالي بسوق العملات، وذلك رغم تثبيت الاحتياطي الاسترالي الفائدة عند النسبة 0.10%، والاستمرار في شراء السندات بمعدل 4 مليارات دولار استرالي أسبوعيا ومواصلة عمليات الشراء حتى منتصف فبراير 2022 على الأقل.

بيان الفائدة الصادر عن الاحتياطي الأسترالي - أكتوبر 2021

ويستمر الدولار النيوزلندي فى تحقيق مكاسب مستفيدا من بحالة التفاؤل حيال الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد والتعافي السريع من تداعيات فيروس كورونا، خاصة مع ترقب أسواق العملات قرار الاحتياطي النيوزلندي بشأن الفائدة، وسط توقعات برفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس مع إيجابية البيانات الاقتصادية مؤخرا.

النفط يرتفع والذهب ينخفض لكن يتماسك عند مستويات مرتفعة

واصلت أسعار النفط قفزاتها للجلسة الثانية على التوالى بعدما ارتفعت أمس 2.5%، متأثرة بقرار منظمة أوبك+ بالابقاء على معدلات زيادة الإنتاج عند 400 ألف برميل، وتجاهل الضغوط من قبل البيت الأبيض والهند لزيادة الانتاج للسيطرة على زيادات الأسعار التى يرى مستوردى النفط أنها تضع ضغوط تضخمية قد تعرقل مسيرة التعافى والنمو، وقفز سعر برميل خام برنت فى الساعات الأخيرة إلى 82.46 دولار فى العقود الآجلة تسليم ديسمبر، فيما سجل الخام الأمريكي 78.88 دولار، وهى مستويات قياسية لم يصل إليها النفط الخام منذ 3 سنوات.

من ناحية أخرى، انخفضت أسعار الذهب اليوم، حيث دعمت عوائد السندات الأمريكية جاذبية الدولار، قبل أن تصدر البيانات الأمريكية التى دفعته للانخفاض، واستفاد الذهب منها ليرتفع إلى 1759 دولار فى العقود الفورية مقابل 1758.27 دولار للأوقية بعد أن وصل إلى 1770.41 دولار يوم الاثنين وهو أعلى مستوياته منذ 23 سبتمبر

 وفي هذا الصدد قال جيفري هالي، كبير محللي السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ: إن الذهب سيتحرك في نطاق بين 1750 و 1785.00 دولار قبل تقرير الوظائف في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن التضخم والعلاقات التجارية الهشة بين الولايات المتحدة والصين وأزمة ديون إيفرجراند الصينية والمأزق بشأن سقف الديون الأمريكية، حفزت بعض تدفقات الملاذ الآمن إلى الذهب أيضا، مما وفر حدا أدنى لأسعار السبائك، وأضاف هالي، أن الذهب دعما عند الانخفاضات إلى 1750.00 دولار هذا الأسبوع، مع زيادة التضخم والمخاوف المالية الأمريكية.

كيف كانت سوق الأسهم اليوم؟

تراجع مؤشر الخوف الذي يقيس الاضطرابات المتوقعة للشركات إلى 21.09 نقطة بانخفاض نسبته 8.14%، ما أدى إلى ارتفاع مؤشر داو جونز للإنتاج الصناعى 392 نقطة إلى 34395 نقطة، وكذلك مؤشر ستاندرد أند بورز ارتفع 57.83 نقطة ليصل إلى 4358.72 بزيادة 58.4%، وصعد مؤشر ناسداك 1.53% ليصل إلى 14473 نقطة.

وذلك فى حركة تصحيحية بعد خسائر أمس متأثرة بتصريحات عضو الفيدرالى الأمريكي إيفانز، بإن التفكير فى أن تلك المستويات المرتفعة من الأسعار ستتراجع بمجرد حل اختناقات سلاسل الأمداد أمر يبعث على الارتياح، مضيفا أن استمرار الفائدة المنخفضة سيكون أطول من المتوقع، لكنه يعتقد أن استمرار ارتفاع الأسعار غير مرجح.

واعترف إيفانز أن ذلك الاتجاه المتصاعد للتضخم يضع ضغوط على الاقتصاد، ويمثل تحديا للأسر والشركات، فهو يؤثر على الدخول والرواتب، مؤكدا أن ذلك كله يتم أخذه فى الاعتبار، موضحا أنها ليست مشكلة سياسات نقدية بل أزمة بنية تحتية فيما يخص فجوة العرض، لذلك توقع أن التضخم سيتراجع مجددا، ولذلك يعتقد أنه لحين انخفاضه سنظل فى عالم الفائدة المنخفضة.

وفى الوقت الذي اتفق فيه إيفانز مع الاتجاه لتخفيض شراء الأصول، قال إن الفيدرالى سيواجه التحديات المعتادة بجعل التضخم مرتفع مجددا لكن لمستويات مستدامة أعلى من 2% على المدى الطويل، وذلك بمجرد انتهاء أزمات العرض، بما يرجح استمرار الفائدة المنخفضة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image