السيناريو المتوقع: لماذا تترقب الأسواق قرارات المركزي الأوروبي؟

السيناريو المتوقع: لماذا تترقب الأسواق قرارات المركزي الأوروبي؟
السيناريو المتوقع لقرارات البنك المركزي الأوروبي

تترقب الأسواق غدا الخميس اجتماع المركزي الأوروبي والإعلان عن قرار الفائدة خلال سبتمبر الجاري، وذلك في تمام الساعة 11:45 صباحا بتوقيت جرينتش، ثم يتبعه المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك كريستين لاجارد للتعليق على قرارات البنك. وبالتالي، فمن المحتمل أن يكون لهذه القرارات والمؤتمر الصحفي تأثير كبير بتحركات اليورو بسوق العملات.

نظرة على الأوضاع الاقتصادية بأوروبا وتأثرها بقرارات المركزي الأوروبي

صدرت العديد من البيانات الاقتصادية منذ الاجتماع الأخير للمركزي الأوروبي خلال يوليو الماضي، وتوالت تصريحات أعضاء لجنة السياسة النقدية للتعليق على تلك البيانات وتأثيرها على قرارات البنك. وكان أبرز تلك البيانات هي مؤشرات التضخم التي شهدت ارتفاعا خلال الفترة الماضية، حيث ارتفع معدل التضخم في أوروبا بنسبة 3.0% على أساس  سنوي خلال يوليو الماضي، كما ارتفع التضخم الأساسي بنسبة 1.6% خلال نفس الفترة، وهو ما يضع المزيد من الضغوط لصانعي القرار داخل المركزي الأوروبي للسيطرة على ارتفاعات التضخم الأخيرة.

بالإضافة إلى ذلك، تباين أداء القطاع التصنيعي والخدمي في أوروبا وفي ألمانيا، حيث شهد القطاع الخدمي قراءات إيجابية نوعا ما، بينما شهد القطاع التصنيعي قراءاة بأقل من المتوقع، وهو ما يشير إلى استمرار المخاوف حيال التعافي الاقتصادي الأوروبي مع تفشي متحور دلتا الجديد أوروبيا.

هل يؤثر تفشي متحور دلتا الجديد بقرارات المركزي الأوروبي غدا؟

أوضحت المفوضية الأوروبية خلال تغريده عبر تويتر بأواخر أغسطس الماضي بأنه تم تطعيم نحو 70% من السكان البالغين داخل الاتحاد الأوروبي ضد فيروس كورونا المستجد، وبذلك يتم تحقيق الهدف الذي تم تحديده ببداية العام الجاري، حيث ذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين خلال تغريدتها عبر تويتر بأنه تقدم الشرك لمن ساهم في إنجاز تطعيم نحو 70% من السكان البالغين داخل الاتحاد الأوروبي المضاد لفيروس كورونا.

وعلى الرغم من ذلك، فقد شهدت بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا ارتفاعا كبيرا بوتيرة إصابات فيروس كورونا المستجد ومتحور دلتا الجديد، بما قد يؤثر سلبيا بتعافي الاقتصادات الأوروبية سريعا من تداعيات الفيروس التاجي الخطير، وهو ما قد يعيق أي إجراءات تشديدية جديدة في ظل حالة عدم اليقين أمام التعافي الاقتصادي الأوروبي.

تباين وجهات نظر أعضاء المركزي الأوروبي حيال السياسة النقدية

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من التصريحات من قبل أعضاء البنك المركزي الأوروبي ، وأبرزها تصريحات أمحافظ البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، بأن منطقة اليورو في مرحلة الخروج من جائحة فيروس كورونا، مع استقرار الاقتصاديات الأخرى. وفقا لما صدر عن وكالة رويترز الإخبارية. وقالت لاجارد: لقد قاتلنا بشدة واستجبنا جيدا، وخرجنا الآن بموقف لا يزال يحتاج إلى الكثير من الاهتمام. وأضافت، لم يعد الأمر يتعلق بالدعم الهائل، بل ستكون مسألة دعم مركّز ومستهدف في تلك القطاعات التي تضررت بشدة.

وأيضا، أكد عضو لجنة السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي ، روبرت هولزمان، بأن هناك احتمال بأن يكون البنك قادرا على تشديد السياسة النقدية في وقت أقرب مما يتوقعه خبراء الأسواق المالية، وذلك خلال مقابلة له مع إحدى الصحف الأوروبية. وعلى الجانب الاَخر، أكد عضو البنك المركزي الأوروبي ، فاسلي، بأن منطقة اليورو لا تزال بحاجة إلى سياسة نقدية تسهيلية للغاية، مضيفا بأن موجات وباء كورونا ومتحور دلتا الجديد قد تبطىء التعافي الاقتصادي في منطقة اليورو.

وهذه التصريحات تؤكد تباين وجهات نظر أعضاء القرار داخل المركزي الأوروبي حيال موقف السياسة النقدية بالفترة المقبلة في ظل المخاوف من تدهور الأوضاع الاقتصادية الأوروبية مع تفشي متحور دلتا الجديد.

السيناريو المتوقع لقرارات المركزي الأوروبي غدا

تشير توقعات الأسواق إلى إبقاء المركزي الأوربي على سياسته دون تغيير خلال اجتماع سبتمبر الجاري، كما أنه من المتوقع أن تبقي لجنة السياسة النقدية في المركزي الأوروبي على حجم البرنامج الطارئ لمواجهة الجائحة PEPP وبرنامج شراء الأصول APP دون تغيير. وبالتالي سيكون تركيز الأسواق منصبا على تصريحات محافظ المركزي الأوروبي كريستين لاجارد خلال المؤتمر الصحفي للبنك والذي قد يتضمن التأكيد على استمرار التعافي الاقتصادي الأوروبي مؤخرا، كما قد تعطي تلميحات مستقبلية حول السياسة النقدية واحتمالية التخلي عن بعض السياسات التسهيلية قريبا، وهذا السيناريو من شأنه أن يقدم دعما قويا لليورو بتعاملات سوق العملات.

بينما على الجانب الاَخر، إذا تضمنت تصريحات لاجارد أي تأكيدات حول تباطؤ التعافي الاقتصادي الأوروبي مؤخرا، وتأثير متحور دلتا الجديد بشكل سلبي على الاقتصادات الأوروبية، وأن ذلك قد يؤخر الخروج من السياسات النقدية التسهيلية، فإن من شأن ذلك أن يؤثر سلبيا وبقوة على تحركات اليورو بالأسواق.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image