السيناريو المتوقع: كيف ستؤثر بيانات سوق العمل على قرارات الفيدرالي الأمريكي؟

السيناريو المتوقع: كيف ستؤثر بيانات سوق العمل على قرارات الفيدرالي الأمريكي؟
السيناريو المتوقع لبيانات سوق العمل الأمريكي

تترقب الأسواق خلال تداولات الغد صدور بيانات سوق العمل الأمريكي خلال أغسطس الماضي، وتضع الأسواق الكثير من الآمال على تلك البيانات لتوضيح حقيقة مدى تعافي الاقتصاد الأمريكي وكيفية تأثير تلك البيانات على قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. ومن المقرر أن تصدر البيانات غدا الجمعة في تمام الساعة 12:30 مساء بتوقيت جرينتش.

بيانات سوق العمل خلال يوليو

فاقت بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يوليو الماضي توقعات الأسواق بصورة ملحوظة، حيث قفز مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع غير الزراعي بحوالي 943 ألف شخص، فيما تراجع معدل البطالة بقوة من النسبة 5.9% خلال يونيو إلى 5.4% خلال يوليو الماضي، وعززت تلك البيانات من الآمال حول تعافي الاقتصاد الأمريكي. ولكن، استمرت المخاوف حول ارتفاع معدل التضخم في السيطرة على الأسواق، وخاصة مع ارتفاع مؤشر متوسط الأجور الشهري بنسبة 0.4% خلال نفس الفترة.

المؤشرات الدالة على البيانات

على مدار الأسبوع الجاري، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة التي تعتبر مؤشرا على تحركات سوق العملات الأمريكي خلال شهر أغسطس الماضي. وقد جاءت تلك البيانات سلبية إلى حد ما مقارنة بتوقعات الأسواق، وبالتالي قد يكون لذلك تأثير على البيانات المرتقبة غدا، خاصة مع ضعف التوظيف في القطاع التصنيعي، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:

  • التغير في التوظيف في القطاع الخاص غير الزراعي: أصدرت مؤسسة معالجة البيانات إلكترونيا ADP خلال الأسبوع الجاري بيانات مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع الخاص غير الزراعي، والتي جاءت أسوأ من توقعات الأسواق بصورة ملحوظة خلال شهر أغسطس، حيث ارتفع المؤشر بحوالي 374 ألف وظيفة، بينما أشارت توقعات الأسواق إلى تسجيل المؤشر 640 ألف وظيفة خلال تلك الفترة.
  • التوظيف في القطاع التصنيعي: جاءت بيانات القطاع التصنيعي في الولايات المتحدة أفضل من المتوقع خلال الشهر الأخير حيث سجل مؤشر ISM التصنيعي نموا إلى النقطة 59.9. على الجانب الآخر، تراجع التوظيف في القطاع بصورة ملحوظة من النقطة 52.9 خلال يوليو إلى 49.0 خلال أغسطس الماضي.
  • مؤشر إعانات البطالة: كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأربعة أسابيع الماضية  عن تباين قراءات المؤشر خلال شهر أغسطس، ولكن سجل متوسط إعانات البطالة تراجعا خلال الأربعة أسابيع الماضية مقارنة بالشهر الأسبق إلى نحو 354 ألف طلب.  

التوقعات حول بيانات سوق العمل المنتظرة

تشير توقعات الأسواق إلى تباين في أداء مؤشرات سوق العمل الأمريكي خلال شهر أغسطس الماضي مقارنة بالشهر الأسبق، بالتزامن مع عودة مخاوف تفشي فيروس كورونا من جديد، وتراجع بيانات التوظيف في القطاع التصنيعي. ومن المتوقع أن تواصل الوظائف الأمريكية نموها، ولكن بوتيرة أضعف من الشهر الأخير.

ووفقا للتوقعات، فمن المحتمل أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 750 ألف وظيفة فقط خلال شهر أغسطس، على الرغم من تجاوز المؤشر مستويات 900 ألف وظيفة خلال يوليو، على أن يتراجع مؤشر متوسط الأجور الشهري إلى النسبة 0.3% من جديد بعد ارتفاعه إلى مستويات 0.4%. على الجانب الآخر، تظهر توقعات الأسواق استمرار تراجع معدل البطالة للشهر الثاني على التوالي ليسجل 5.2%.

وبالتالي، قد تأتي بيانات الغد مطابقة لتوقعات الأسواق، مع الأخذ في الاعتبار عودة النشاط الاقتصادي بشكل كبير، وأن تراجع التوظيف في القطاع التصنيعي يعود إلى مشكلات تتعلق بالإمدادات وليس الطلب. في الوقت نفسه، وبالنظر إلى البيانات الاقتصادية خلال الأربعة أشهر الأخيرة، نجد أن هناك تباين بين مؤشرات التوظيف ADP وسوق العمل NFP، وبالتالي قد تتجاوز بيانات الغد توقعات الأسواق كما شاهدنا خلال الشهر الأسبق.  

بيانات سوق العمل وقرار الفيدرالي الأمريكي

بعد تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، خلال الأسبوع الماضي في جاكسون هول، أصبحت بيانات سوق العمل الأمريكي من أهم محركات الأسواق لما لها من تأثير على قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وقد أشار محافظ الفيدرالي الأمريكي في وقت سابق إلى أن قرار البنك بتقليص حجم مشتريات الأصول أو تعديل إجراءات السياسة النقدية سيسبقه تلميحات من قبل محافظ البنك تمهيدا لهذا القرار، ومع غياب تلك الإشارات في خطاب باول الأخير وعدم الحديث عن البدء في تقليص حجم المشتريات، فمن المحتمل أن يؤجل البنك أي قرارات لما بعد اجتماع سبتمبر المقبل، وبذلك ستكون مؤشرات سوق العمل خلال أغسطس أحد البيانات التي سيعتمد عليها البنك خلال اجتماع نوفمبر، بالإضافة إلى بيانات أشهر سبتمبر وأكتوبر.

تأثير بيانات سوق العمل على الدولار الأمريكي

يواجه الدولار الأمريكي المزيد من الضغوط منذ تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي الأخير واستبعاد البدء في تقليل التحفيز النقدي خلال اجتماع سبتمبر، وزادت الضغوط على الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الجاري مع صدور عدد من البيانات الاقتصادية السلبية.

ومن المتوقع أن يستمر الدولار الأمريكي في الانخفاض خلال تداولات الغد في حال كانت البيانات متباينة بصورة كبيرة أو أسوأ من التوقعات بما يدفع مؤشر الدولار الأمريكي نحو مستويات 92، ولكن البيانات الإيجابية قد تدفع العملة إلى الارتفاع وتعويض بعض الخسائر التي لحقت بها.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image