السيناريو المتوقع: بيانات سوق العمل الأمريكي والاحتياطي الفيدرالي!

تنتظر الأسواق بيانات سوق العمل الأمريكي تحديدا بعد اجتماع الفيدرالي الأمريكي الأخير، خاصة مع تأكيد البنك على أن تحسن التوظيف سيكون هو الدافع لتغيير السياسة النقدية. وبالتالي، سيكون كل الاهتمام على تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر يوم الجمعة في الساعة 12:30 بتوقيت جرينتش، حيث يتوقع المستثمرون أن يتفوق تقرير التوظيف لشهر يوليو على أرقام يونيو. وأي مفاجآت أكبر يمكن أن تعزز الدولار الأمريكي.

المؤشرات الدالة على التوظيف

هناك العديد من البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة التي تعتبر مؤشرا على تطورات سوق العمل الأمريكي والتي مالت إلى السلبية بشكل واضح مما يزيد احتمالات القراءة المتراجعة للبيانات المنتظرة غدا بالمقارنة مع استطلاعات الرأى وتوقعات الأسواق، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:

• التغير في التوظيف في القطاع الخاص غير الزراعي: أظهرت البيانات الصادرة مؤسسة ADP ارتفاع المؤشر خلال شهر يوليو الماضي بأسوء من توقعات الأسواق، حيث أضاف الاقتصاد حوالي 330 ألف وظيفة خلال تلك الفترة، مقارنة بتوقعات الأسواق بتسجيل ارتفاع بنحو 695 ألف وظيفة.
• التوظيف في القطاع التصنيعي والقطاع الخدمي: تباينت بيانات التوظيف في قطاعي التصنيع والخدمات، حيث تراجعت في القطاع التصنيعي من النقطة 60.6 إلى 59.5، بينما ارتفع مؤشر القطاع الخدمي الصادر عن ISM من النقطة 60.1 إلى 64.1.
• إعانات البطالة: أظهرت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة على مدار شهر يونيو عودة مؤشر إعانات البطالة الأمريكية لتسجيل قراءة سلبية للأسبوع الخامس على التوالي،  مع انخفاض متوسط إعانات البطالة خلال الأربعة أسابيع الماضية إلى 394 ألف طلب.

هل تتحسن الوظائف الأمريكية خلال يوليو؟

رغم القراءة السلبية لمعظم المؤشرات الدالة، تشير التوقعات واستطلاعات الرأى إلى استمرار نمو الوظائف الأمريكية خلال يوليو. ووفقا للتوقعات، من المتوقع إضافة الاقتصاد الأمريكي 870 ألف وظيفة جديدة في أوائل يوليو، بزيادة طفيفة عن 850 ألف وظيفة مسجلة في يونيو، مما يدفع معدل البطالة إلى مستوى منخفض جديد عند 5.7% مقارنة بالقراءة السابقة التي أظهرت نمو البطالة إلى النسبة 5.9%.

أما فيما يتعلق بمتوسط ​​الأجر في الساعة، تشير استطلاعات الرأى إلى استقرارها عند النمو بنسبة 0.3% على أساس شهري، مع ارتفاعها إلى 3.9% على أساس سنوي. بسبب حوافز الأجور التي يقدمها أرباب العمل مثل ماكدونالدز وبابا جونز والتي تهدف إلى حل ندرة العمال المؤهلين واسترداد أولئك الذين لا يزالون يعيشون في ظل إعانات البطالة السخية.

الاحتياطي الفيدرالي وبيانات سوق العمل

أكد الاحتياطي الفيدرالي بوضوح خلال اجتماع السياسة الأسبوع الماضي أن التقدم الكبير في سوق العمل هو شرط ضروري لتسوية المشهد عندما يبدأ في تقليص مشترياته من سندات التيسير الكمي. ولكن الأسئلة التي تطرأ في هذه المرحلة هي إلى متى سيؤخر الاحتياطي الفيدرالي تخفيض سنداته ومتى سيحدث التقدم الهام المطلوب في سوق العمل؟

على الرغم من زيادة التوظيف، لا يزال هناك حوالي 7 ملايين وظيفة يتعين التعافي منها تماما، وقد تقاعد جزء كبير منها ولا يُتوقع عودته. بعبارة أخرى، فإن البنك الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يضع خططه لتقليص السندات قيد التنفيذ في أقرب وقت من 21 إلى 22 سبتمبر، أو في أفضل الأحوا ، في اجتماع السياسة التالي في 2-3 نوفمبر، بعد صدور بيانات التوظيف NFP لشهر سبتمبر يوم 8 أكتوبر. 

وبين كل ما سبق، الشيء المؤكد هو أن البنك الاحتياطي الفيدرالي يفضل الانتقال السلس إلى التضييق النقدي لتجنب أي انخفاضات شديدة في أسواق السندات والأسهم والعملات الأجنبية. لذلك، من المحتمل أن تحاول إرسال بعض التلميحات لإعداد المستثمرين قبل إصدار أي إعلانات رسمية، حيث شهدت ندوة جاكسون هول في 26-28 أغسطس حاليا حدثا مثاليا لباول لكشف النقاب عن إرشادات جديدة حول توقيت التناقص التدريجي.

كيف يتأثر السوق ببيانات التوظيف؟

في رد فعل السوق، سينصب التركيز على زوج اليورو دولار EURUSD يوم الجمعة، وهو أكثر حساسية لقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي حيث من غير المتوقع أن يعدل البنك المركزي الأوروبي سياسته التيسيرية الفائقة في أي وقت قريبا. يمكن لتقرير التوظيف الأمريكي NFP الأقوى من المتوقع أن يعزز الدولار، ويضغط على الزوج نحو المتوسط ​​المتحرك البسيط لـ 20 يوما (SMA) عند 1.1820، ومن ثم يفتح الباب للقاع السابق عند 1.1752.

على جانب أخر، إذا جاءت بيانات التوظيف أسوء من التوقعات، سيشير ذلك إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يؤخر أي تقليص لبرنامج التيسير الكمي الخاص به إلى ما بعد سبتمبر، وعليه، سيستفيد زوج اليورو دولار EURUSD متجها لاختبار سقف 1.1900 مرة أخرى، ويلتقي المتوسط ​​المتحرك البسيط لـ 50 يوما بارتفاع طفيف عند 1.1950.