أسبوع ساخن جدا، تفاؤل حذر

أسبوع ساخن جدا، تفاؤل حذر

في أسبوع اتسم بالسخونة حيث أبقى الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغير مشيرا إلى التقدم الذي أحرزه الاقتصاد بينما شدد باول على ضرورة رؤية المزيد من التقدم قبل الحديث عن تخفيف التدابير.

الأسواق 

ونزل مؤشر الدولار بنسبة 0.8% خلال الأسبوع، في وتيرة أداء أسوأ أداء أسبوعي له منذ الأسبوع الأول من مايو.

وذلك بعد أن تسبب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في تعثر المضاربين على ارتفاع الدولار.

وارتفعت أسعار الذهب بقوة خلال تعاملات الأسبوع وسجلت الأسعار صعود بنسبة 1.44%، وتعتبر هذه القيمة هي الأعلى منذ 21 مايو. 

وكانت أعلى مستويات الذهب خلال الأسبوع عند 1832 دولار للأوقية، فيما كانت أدنى مستويات الذهب خلال الأسبوع عند 1792 دولار للأوقية، وتستقر أسعار الذهب قرابة 1830 دولار في نهاية الأسبوع. 

وزادت أكبر العملات الرقمية البتكوين بأكثر من 21% لتنجح في تجاوز الـ40 ألف دولار الهامة.

عزوف

 قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماع الذي ترقبته الأسواق بشغف وتم عقده الأسبوع الماضي.

 فيما أشار إلى أن الاقتصاد قد أحرز بعض التقدم نحو تحقيق المستويات المستهدفة للتوظيف والتضخم.

 وقد قوبلت حماسة المستثمرين تجاه الإعلانات المتعلقة بالتخفيف التدريجي للتدابير التيسيرية بنظرة إيجابية وإن شابها الحذر من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي فيما يتعلق بآفاق النمو الاقتصادي.

ولم يتم اتخاذ أي قرارات بشأن الموعد المحدد لبدء تنفيذ التخفيف التدريجي للسياسات التيسيرية. 

وساهم الاجتماع في تعزيز ثقة المستثمرين عبر التأكيد على أن خفض وتيرة شراء السندات لن يحدث في أغسطس الجاري، مما أدى إلى تعرض الدولار الأمريكي لخسائر كبيرة بعد هذا الاجتماع.

على الطريق

وأكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على أنه وبينما يسير الاقتصاد الأمريكي على طريق الانتعاش، فإنه لم يتم إحراز تقدماً كافياً حتى يقوم البنك المركزي بدراسة تقليص التدابير التحفيزية القوية التي يتبعها. 

وفيما يتعلق بالمخاوف الأخيرة بشأن سلالة دلتا المتحورة، قال باول " بالتزامن مع ما رأيناه في الموجات المتتالية من كوفيد خلال العام الماضي وبعض الأشهر الآن، كان هناك ميل إلى أن يكون أقل من حيث الآثار الاقتصادية لكل موجة. 

وسنرى ما إذا كان هذا هو الحال مع سلالة دلتا المتحورة. لكنه بالتأكيد ليس توقعاً غير معقول". 

وتشير تصريحاته إلى أنه على الرغم من أنه سيتم مراقبة اتجاهات الفيروس عن كثب، فلا يوجد سبب مباشر للقلق أو تغيير توقعات البنك المركزي فيما يتعلق بتخفيف السياسات التيسيرية.

 وفي معرض إشارته إلى الملايين من العاطلين عن العمل حالياً بسبب الجائحة، أكد باول أنه لا يوجد مزيد من التقدم الكبير الذي تم إحرازه وأن الاقتصاد لا يزال بعيداً عن تحقيق تقدم كبير نحو استقرار الأسعار وتوفير أقصى قدر من فرص العمل.

 أما فيما يتعلق بالتضخم، قلل الاحتياطي الفيدرالي من شأن الارتفاعات التي شهدتها الأسعار مؤخراً وأبقى على توقعاته بأن ضغوط الأسعار سوف تتلاشى.

ممهد

وفي المقابل من تعثر الدولار يبدو ان الطريق بات ممهدا للبتكوين، كما هو حال الذهب,

قال جيف روس ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Vailshire Capital ، في Twitter: "بعد ثلاثة أشهر مقلقة من الأخبار وحركة الأسعار ، واصلت عملة البيتكوين طباعة خمس شموع شهرية خضراء متتالية، ما زلت أؤكد أن 2021 سوف تتصرف بطريقة مماثلة."

وقال المحلل Rekt Capital:" مع أحدث صعود له ، اخترق BTC / USD متوسطه المتحرك الأسي لمدة 21 أسبوعًا ، وهو أمر  يعتبر مؤشر سوق صاعد تم اختباره على مدار الوقت".

وقال ليكس موسكوفسكي ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة Moskovski Capital ، "هذا أمر صعودي للغاية" لقد أظهر  المتداولون قناعة من حيث زيادة كمية عرض البيتكوين التي أصبحت غير سائلة حيث تم إخراجها من السوق.

 دون التوقعات

سجل الاقتصاد الأمريكي نمواً سنوياً بنسبة 6.5% في الربع الثاني من عام 2021. 

وكان ذلك الرقم أفضل قليلاً بالمقارنة بأداء الربع الأول من العام الحالي الذي شهد نمواً بنسبة 6.3%، وإن كان أقل بكثير من التوقعات التي أشارت إلى تسجيله نموا بنسبة 8.5%. 

وبالنظر إلى البيانات، ظل الإنفاق الاستهلاكي الذي يمثل الجزء الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي قوياً، في حين جاء هذا النقص على خلفية انخفاض المخزونات مما سلط الضوء على التحديات التي تواجه سلاسل التوريد بصفة مستمرة إلى جانب التزايد الكبير في معدلات الطلب.

وتأتي تلك البيانات الأقل من المتوقع مع استمرار التركيز على سلالة دلتا المتحورة مع عودة بعض المناطق لفرض ارتداء الكمامات وذلك قبيل العودة الطبيعية المفترضة إلى العمل والمدارس في سبتمبر المقبل.

تستأنف تراجعها 

انخفضت طلبات إعانة البطالة الجديدة هامشياً إلى 400 ألف طلب في الأسبوع المنتهي في 24 يوليو مقابل 424 ألف طلب في الأسبوع السابق له. 

وتزايد عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات البطالة من خلال جميع البرامج بأكثر من نصف مليون شخص إلى 13.2 مليون شخص في الأسبوع المنتهي في 10 يوليو. 

وفي ذات الوقت، وصلت فرص العمل الشاغرة إلى مستويات قياسية في ظل الصعوبات التي يواجهها أصحاب العمل لشغل الوظائف الشاغرة ودفع أجور أعلى. 

وفي ظل نقص توافر العمالة واستمرار قيود على سلسلة التوريد، يشير العديد من الاقتصاديين إلى حالة عدم اليقين المقبلة خاصة بسبب المخاوف الأخيرة بشأن تزايد حالات الإصابة بسلالة دلتا المتحورة.  

أوروبا 

شهد اقتصاد منطقة اليورو نمواً بوتيرة أسرع من المتوقع وبنحو 2% على أساس ربع سنوي في الربع الثاني من عام 2021، وفقاً للبيانات الأولية الصادرة يوم الجمعة. 

وتخطى معدل النمو نسبة 1.5% المتوقعة مما يشير إلى انتعاش قوي بنسبة 0.3% من حالة الانكماش التي شهدها الربع الأول من العام. 

وبعد رفع تدابير الإغلاق في مايو بالتزامن مع إطلاق برامج اللقاحات، أدى انتعاش الأعمال وثقة المستهلك إلى عودة مبيعات التجزئة إلى مستويات ما قبل الجائحة.

 وشهدت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا نمواً على أساس ربع سنوي مما يشير إلى سير منطقة اليورو على مسار ثابت من الانتعاش. 

إلا أن أداء الاقتصاد الألماني جاء أقل من توقعات الاقتصاديين بتسجيله نمواً بنسبة 1.5% مقابل نسبة 2% المتوقعة. 

وتم إلقاء اللوم على قيود العرض مما تسبب في افتقار الشركات المصنعة إلى المواد الأساسية مثل أشباه الموصلات وهو الأمر الذي أدى إلى تسجيل نمواً بمستويات أقل من المتوقع.

تحسن

إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، شهد أكبر اقتصاد في منطقة اليورو تحسناً كبيراً من حالة الانكماش التي سجلها في الربع الأول من العام بنسبة 2.1%. 

وبالنظر إلى معدل التضخم، ارتفعت الأسعار في منطقة اليورو بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً ووصلت إلى 2.2% في يوليو. 

 ويأتي ذلك بعد تسجيل نمو بنسبة 1.9% في يونيو ليصل بذلك إلى أعلى المستويات المسجلة منذ أكتوبر 2018. 

وبينما كان هذا الرقم أعلى من مستويات التضخم المستهدفة التي رفعها البنك المركزي الأوروبي مؤخراً، إلا أن البنك المركزي ما يزال يتوقع تراجع معدل التضخم في العام المقبل.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image