السيناريو المتوقع: هل ستدعم بيانات سوق العمل الدولار الأمريكي بشكل أكبر؟

السيناريو المتوقع: هل ستدعم بيانات سوق العمل الدولار الأمريكي بشكل أكبر؟

تترقب أسواق العملات غدا الجمعة بيانات سوق العمل الأمريكي خلال فبراير الماضي وبخاصة مع تقلبات الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ وارتفاع عواد سندات الخزانة الأمريكية، لذا سيكون الأسواق منصبا على بيانات سوق العمل والتي من المنتظر أن تقدم دعم إلى الدولار الأمريكي. وتأتي بيانات سوق العمل خلال فبراير الماضي، مع تباطؤ وتيرة إصابات فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة بشكل طفيف وتوقير اللقاحات على نطاق أوسع مما دعم العديد من القطاعات، ومع تأكيد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على ثقته في تعافي الاقتصاد الأمريكي.

نظرة على بيانات سوق العمل خلال يناير الماضي

جاءت بيانات مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع غير الزراعي خلال يناير الماضي بأسوأ من التوقعات، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي نحو حوالي 49 ألف وظيفة مع تضرر القطاعات المختلفة من تفشي الموجة الثانية من فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة، بينما كانت التوقعات تشير إلى إضافة حوالي 85 ألف وظيفة، فيما كانت القراءة السابقة للمؤشر قد سجلت فقدان نحو 227 ألف وظيفة خلال ديسمبر الماضي.

وبالرغم من سلبية التغير في التوظيف، إلا أن بيانات معدل البطالة جاءت إيجابية وتجاوزت توقعات الأسواق بتسجيل ارتفاع بنسبة 6.3% فيما أشارت التوقعات إلى ارتفاع البطالة إلى 6.7% خلال نفس الفترة. وفيما يتعلق بمؤشر متوسط الأجور الشهري، فقد سجلت قراءة خلال يناير عند النسبة 0.2% بأسوأ من التوقعات التي أظهرت تسجيل البيانات عند 0.3%.

مؤشرات دالة على البيانات المنتظرة

توجد بيانات اقتصادية عديدة داخل الولايات المتحدة والتي تعتبر مؤشرا على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة غدا، ويأتي بمقدمة تلك البيانات قراءة مؤشر طلبات إعانات البطالة الأمريكية الأسبوعي. وخلال تداول الشهر الحالي، كانت بيانات إعانات البطالة الأمريكية إيجابية، فقد جاءت بيانات اليوم الخميس أفضل من المتوقع وسجلت حوالي 745 ألف طلب فقط بالأسبوع الماضي. هذه الإيجابية بإعانات البطالة قد تعتبر مؤشرا إيجابية على بيانات سوق العمل الأمريكي غدا الجمعة، بما سيكون له تأثير إيجابي محتمل على الدولار الأمريكي.

ماذا نتوقع من بيانات الغد وتأثيرها على الدولار ؟

تشير التوقعات في الأسواق إلى بيانات سوق العمل خلال فبراير إيجابية بدعم هدوء وتيرة تفشي فيروس كورونا المستجد مؤخرا، بالإضافة إلى تحسن أداء الكثير من القطاعات الاقتصادية الأمريكية، ومن المحتمل أن تكون بيانات شهر فبراير الماضي أحد المحطات المهمة التي توضح مستقبل سوق العمل الأمريكي خلال العام الجاري 2021 بما يؤثر على الدولار بقوة.

لذا مع الأخذ في الاعتبار المؤشرات الدالة على بيانات الغد، فمن المتوقع أن يستمر البطالة بالاستقرار عند مستوياته الحالية 6.3%. ووفقا لتوقعات الأسواق، فمن المحتمل أن يضيف الاقتصاد حوالي 185 ألف وظيفة.

تأثير بيانات سوق العمل على الدولار الأمريكي

وفي ظل إيجابية البيانات الاقتصادية الصادرة خلال الأسبوع الجاري، سجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعات تزامنا مع تلك البيانات الاقتصادية الصادرة مع العديد من التطورات المتعلقة بفيروس كورونا وإجراءات الإغلاق، بجانب ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، فمن المتوقع أن يكون لهذه البيانات تأثير إيجابي على الدولار الأمريكي وبخاصة إذا جاءت أفضل من المتوقع، وبالتالي منتظر أن يكون لهذه البيانات تأثير قوي على سوق العملات وتدعم استمرار صعود الدولار الأمريكي.

وعلى الجانب الاَخر، إذا جاءت البيانات سلبية وبأسوأ من المتوقع، فقد نشهد هبوطا للدولار وهذا السيناريو غير متوقع، ولكن في حالة حدوثه سيكون سيناريو سلبي للدولار أمام العملات وبخاصة إذا ما حدثت تطورات إيجابية فيما يتعلق بحزمة التحفيز الأمريكية المنتظرة والتي دائما ما يكون لها تأثير سلبي قصير المدى على الدولار الأمريكي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image