العالم في 7 أيام: حرب جديدة وأسد مريض وولادة متعسرة 

العالم في 7 أيام: حرب جديدة وأسد مريض وولادة متعسرة 

ما بين دولار يتشبث بأمجاد الماضي ، ونفط لا يجد من يوقظ شعلته ، وولادة متعثرة لبريكست من ناحية واتحاد (SE:7020) يسعى للتماسك من انفراط العقد جاءت تطورات الاقتصاد العالمي خلال الأسبوع الماضي.

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعاً هامشياً الأسبوع الماضي حيث تفاعلت الأسواق مع التطورات التي جمعت بين أنباء فوز بايدن في سباق الانتخابات الامريكية وإمكانية التوصل للقاح فعال ضد فيروس كوفيد-19.

 وكان مؤشر الدولار الأمريكي قد تراجع بعد الانتخابات نتيجة للتوقعات التي تشير إلى أن إدارة بايدن ستكون أقل دعما للدولار الأمريكي مقارنة بسياسات الرئيس ترامب.

 واستقبلت الأسواق فيما بعد خبرين ساعدا في أن يشهد الدولار تصحيحاً طفيفاً.

 الأول، ما أشارت إليه البيانات الحالية إلى عدم نجاح الحزب الديمقراطي في انتزاع اغلبية مقاعد مجلس الشيوخ مما يقلل من قدرة بايدن على تغيير السياسات بما في ذلك حجم حزمة التحفيز المالي الإضافية. 

الثاني، عدم تسلم إدارة بايدن بعد زمام الأمور، وهناك من يشكك في عملية تسليم مقاليد السلطة من الرئيس ترامب. وبصفة رئيسية، لا تتوقع الأسواق حدوث تغييرات جوهرية في السياسات الأمريكية حتى الربع الأول من العام المقبل.

وفي سياق حديثه أثناء منتدى البنك المركزي الأوروبي، حاول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول تهدئة توقعات الأسواق من خلال التأكيد على صانعي السياسة النقدية بأن يهتموا بمراقبة الأوضاع في الوقت الحالي بدلاً من التطلع إلى الإدارة المقبلة.

 وكانت رسالته واضحة وأكدت أن الأوضاع في المدى القريب ستظل "صعبة" والتطورات المعاكسة ستظل مرتفعة نتيجة للجائحة مما يعني الحاجة إلى المزيد من السياسات المالية والنقدية التي تدعم الاقتصاد.

 وفي ظل قيام مجلس الشيوخ الأمريكي باتخاذ إجراءات غير كافية، سوف يقع العبء مرة أخرى على عاتق الاحتياطي الفيدرالي للقيام بما يلزم.

واختتم باول كلمته قائلاً: "سيحتاج الاحتياطي الفيدرالي إلى القيام بالمزيد".

وقد شهد الدولار الأمريكي بعض الدعم في ظل ضعف عملتي الملاذ الآمن، الين الياباني والفرنك السويسري، وذلك بعد ظهور أنباء متفائلة عن فعالية تجارب لقاح ضد كوفيد-19. 

حيث صرحت شركة الأدوية الأمريكية فايزر أن النتائج الأولية للقاح أظهرت فعالية تزيد عن 90%. 

وتخطت تلك النتائج توقعات الخبراء التي أشارت إلى تحقيق اللقاحات السابقة لفعالية بنسبة 60-70%.

 وساهمت التطورات الإيجابية في تعزيز إمكانية العودة إلى الحياة الطبيعية خلال العام المقبل، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في تسريع وتيرة تعافي الاقتصاد العالمي. 

التضخم الأمريكي

لم يشهد معدل التضخم في الولايات المتحدة أي تغيير يذكر في أكتوبر، مخالفاً بذلك التوقعات التي أشارت إلى ارتفاعه هامشياً.

إذ أظهرت البيانات الصادرة عن وزارة العمل تسجيل مؤشر أسعار المستهلك 0% بعد الارتفاع 0.2% في سبتمبر. 

ومقارنة بأداء العام السابق، فقد ارتفع المؤشر بنسبة 1.2% مقابل 1.4% في الشهر السابق.

 كما لم يتغير المؤشر الأساسي، الذي يستثني تكاليف المواد الغذائية والطاقة التي تتسم بالتذبذب، عن مستويات الشهر السابق واستقرت عند مستوى 0%، مرتفعة بنسبة 1.6% عن مستويات العام السابق. 

وأشارت البيانات أن التضخم ما يزال ضعيفًا حيث يستمر تأثير الجائحة على الطلب في بعض الأنشطة الاقتصادية. 

وعلى الرغم من استقرار معدل التضخم في ظل تعافي الاقتصاد الأمريكي في الربع الثالث من العام الحالي، إلا أن مخاطر تسارع وتيرة النمو على نطاق واسع تظل منخفضة نظراً لضعف نشاط قطاع الخدمات.

ومع تراجع معدل التضخم واستمرار ارتفاع معدلات البطالة بين المواطنين الأمريكيين، قد تأتي خطوات الاحتياطي الفيدرالي أسرع مما كان متوقعاً عقب التصريحات التي أدلى بها جيروم باول مؤخراً على هامش منتدى البنك المركزي الأوروبي.

أوروبا والمملكة المتحدة

تراجع إمكانية تطبيق الفائدة السلبية

اتخذ الجنيه الإسترليني مساراً متذبذباً مقارنة بالارتفاع الهامشي الذي شهده الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي. 

حيث أثرت توقعات تطبيق بنك انجلترا لسياسات أسعار الفائدة السلبية على سلوك المتداولين خلال الأسابيع القليلة الماضية. 

إلا أن تلك الاحتمالات قد تراجعت فيما يبدو أن بنك إنجلترا مترددًا في اتباع سياسة معدلات الفائدة السلبية خاصة في ظل الدور الذي لعبته أنباء فعالية اللقاح في تعزيز آمال التعافي الاقتصادي. 

وفي واقع الأمر، قال أندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا مؤخراً لمجلس اللوردات البريطاني أن البنك ما يزال غير قادراً على تطبيق أسعار الفائدة السلبية. 

وما يزال الاقتصاد البريطاني يواجه مأزقاً شديداً يجب تخطيه بمجرد وصول اللقاح. 

حيث ظل الاقتصاد البريطاني منكمشاً بنسبة 10% تقريبا بنهاية الربع الثالث من العام الحالي مقارنة بنهاية العام 2019.

 ويأتي ذلك على الرغم من تسجيل نمو قياسي بنسبة 15.5% في الربع الثالث. 

وقد أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الشهرية أن اقتصاد المملكة المتحدة بدأ يفقد بالفعل بعض الزخم في سبتمبر.

 ومن المتوقع أن تتباطأ وتيرة النمو الاقتصادي بشدة خلال الشهر الحالي بعد أن قررت الحكومة إعادة فرض الإغلاق العام حتى الثاني من ديسمبر على الأقل.

بريكست

ما يزال انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي من أبرز النقاط الرئيسية المؤثرة في أداء الجنيه الإسترليني. 

حتى الآن لم تشهد المحادثات التجارية أي تقدم يذكر، حيث حذر كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي، ميشيل بارنييه، من استمرار وجود "اختلافات خطيرة" بشأن قواعد الصيد والمنافسة. 

وقد أثر ذلك سلباً على التوقعات المتعلقة بالتوصل إلى اتفاقية تجارية في وقت سابق من الشهر الحالي. 

إلا أنه على الرغم من ذلك، من الممكن أن تكون المحادثات التجارية قد تم تأجيلها حتى تتضح الرؤية بشأن نتيجة الانتخابات الأمريكية.

 وقد يؤدي فوز بايدن في انتخابات الرئاسة الامريكية إلى تقليل جاذبية انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية.

 وذلك في الوقت الذي سوف تتجه فيه الحكومة البريطانية إلى تعقيد اجراء صفقة تجارية سريعة المسار بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة مقارنة بالتعامل مع إدارة ترامب الحالية.

 لذا قد تتعرض المملكة المتحدة لبعض الضغوط لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية التجارية مع الاتحاد الأوروبي قبل نهاية العام الحالي.

 كما قد يؤدي هذا الاحتمال إلى الحد من المخاطر الحالية التي تضغط على الجنيه الإسترليني.

 لاجارد 

في أوروبا، كانت القصة مختلفة قليلاً عن المملكة المتحدة. 

فبدلاً من النبرة المتشددة نسبياً التي تبناها البنك المركزي البريطاني بشأن تطورات الأسبوع الماضي.

 أكد المركزي الأوروبي اتباعه لسياسات تيسيرية. 

حيث أشارت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، إلى أن التطورات الإيجابية الأخيرة لم تغير موقف البنك الذي يميل إلى التيسير.

 وأكدت أن البنك ينظر إلى برنامج شراء الأصول الطارئ وعمليات إعادة التمويل طويلة الأجل (TLTRO) بصفتهما أداتين رئيسيتين لتقديم دعم إضافي لاقتصاد منطقة اليورو سوف يتم طرحها في اجتماعهم المقبل في ديسمبر.

كما شددت لاجارد على الحاجة إلى توافر تعاون مالي ونقدي وثيق بين الدول الأوروبية لدعم التعافي الاقتصادي. 

ومن المتوقع أن ينكمش اقتصاد منطقة اليورو مرة أخرى في الربع الرابع من العام الحالي متأثراً بتداعيات إعادة فرض عمليات الإغلاق خلال الشهر الحالي.

 ومن المقرر أن يساهم كلا النوعين من السياسات في الضغط على اليورو حتى العام 2021.

رسوم أوروبا

قال المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية فالديس دومبروفسكيس إن الاتحاد الأوروبي سيقوم "للأسف" بفرض رسوم جمركية على واردات أمريكية بقيمة 4 مليارات دولار خلال الأسبوع الحالي.

بينما يأمل في أن يسعى الرئيس المنتخب جو بايدن إلى تحسين العلاقات عبر الأطلسي.

 ويأتي استخدام الاتحاد حق فرض رسوم جمركية عقابية على الولايات المتحدة بعد أن أصدرت منظمة التجارة العالمية حكمها لصالح الاتحاد الأوروبي ضد شركة بوينج (NYSE:BA) الأمريكية لصناعة الطائرات.

 وتأتي تلك التطورات كأحد فصول المعركة التي طال أمدها بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على مدار 16 عاماً بشأن دعم شركات الطيران المدني.

 وقال دومبروفسكيس في مؤتمر صحفي "لقد أوضحنا في كل مرحلة أننا نريد تسوية هذه القضية التي طال أمدها". 

إلا انه "نظراً لعدم إحراز تقدم من جانب الولايات المتحدة، يمكننا أن نؤكد أن الاتحاد الأوروبي سيمارس حقوقه ويفرض التدابير المضادة التي تمنحها لنا منظمة التجارة العالمية."

وصرح دومبروفسكيس أن المفوضية، التي تقوم بدور تنسيق السياسات التجارية للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي الذي يتكون من 27 عضواً، أجرت بعض الاتصالات (SE:7010) غير الرسمية مع فريق بايدن.

 وكان هناك مجموعة من التدابير التي يجب القيام بها، بدءاً من تنسيق العمل لإصلاح قواعد التجارة العالمية إلى دمج أهداف تغير المناخ في مجال التجارة.

 كما أشار دومبروفسكيس إلى عرض سابق قد طرحه الاتحاد الأوروبي يتضمن استعداد الاتحاد لتعليق إجراءاته في أي وقت إذا أقدمت الولايات المتحدة على الشيء نفسه، "سواء في ظل الإدارة الحالية أو الإدارة المقبلة".

آسيا

ارتفاع متوقع للصادرات الصينية

أظهر استطلاع أجرته رويترز أنه من المتوقع أن تنمو التجارة الخارجية للصين بوتيرة سريعة في أكتوبر وذلك على خلفية انتعاش الأسواق العالمية والاقتصاد المحلي.

 إلا أن مخاوف من عودة انتشار فيروس كورونا في الخارج قد تؤدي إلى إبطاء وتيرة الأنشطة التجارية في الأشهر المقبلة. 

لى أساس سنوي، وهو الأمر الذي اعتبره الاقتصاديون نمواً قوياً على الرغم من ان ذلك المعدل يعد أبطأ مما كانت عليه في سبتمبر الماضي عندما انتعشت الواردات بنسبة 13.2%.

 وقد توقع الاستطلاع أن يتسع الفائض التجاري للصين إلى 46 مليار دولار في أكتوبر مقابل 37 مليار دولار في سبتمبر.

انتعاش الاقتصاد الياباني 

أظهر استطلاع آخر لرويترز أن الاقتصاد الياباني انتعش في الربع الثالث في ظل تعافي الطلب العالمي.

إلا أن آثار أزمة تفشي فيروس كورونا ستؤخر العودة إلى مستويات ما قبل الجائحة. 

حيث تشير التقديرات إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 18.9% سنوياً في الربع الثالث من العام الحالي، مما يعتبر أسرع وتيرة نمو على الإطلاق منذ العام 1980. 

وقد شهد الاستهلاك الخاص، الذي يمثل أكثر من نصف الاقتصاد الياباني، ارتفاعا بنسبة 5.1% خلال تلك الفترة، وفقاً للاستطلاع، وذلك بعد تراجعه بنسبة 7.9% في الربع الثاني. 

كما قد يساهم الطلب الخارجي - أي الصادرات ناقص الواردات - بنسبة 2.6% في نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال نفس الفترة، حيث بدأ النشاط الاقتصادي العالمي في الانتعاش في ظل تخفيف عمليات الإغلاق التي تم فرضها لاحتواء الجائحة.

السلع

أنباء التوصل إلى لقاح فعال تعزز أداء النفط والأسهم 

واصلت أسعار النفط تعافيها هذا الأسبوع حيث تجددت الآمال في التوصل إلى لقاح فعال وما لذلك من أثر في تعزيز الطلب العالمي على النفط. 

حيث صرحت الأوبك أن التوصل إلى "لقاح فعال وقابل للتوزيع على نطاق واسع" قد يساهم في تعزيز نمو الاقتصاد في بداية النصف الأول من العام 2021.

 وحتى ذلك الحين، تتوقع الأوبك أن ينتعش الطلب على النفط بوتيرة أبطأ في العام 2021 مما كان يتوقع سابقا وذلك بسبب ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس وإعادة فرض عمليات الإغلاق في بعض الدول.

من جهة أخرى، ارتفعت الأسهم العالمية بنسبة 1.4% تقريباً خلال الأسبوع لتصل إلى مستويات قياسية بعد اعلان شركة فايزر (NYSE:PFE) أن لقاحها كان فعالاً بنسبة 90% من الحالات خلال التجارب. 

وسرعان ما تبعت روسيا ذلك بالإعلان عن تجارب اللقاحات الخاصة بها والتي أظهرت أيضا نتائج واعدة.

واصلت مؤشرات داو جونز وستاندرد آند بورز 500 وناسداك صعودها إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق قبل أن تتراجع في ظل تزايد أعداد الإصابات التي تتلقى علاج في المستشفيات الأمريكية والأوروبية ما أدى إلى التأثير سلباً على معنويات التفاؤل التي سادت الأسواق.

وبنهاية الأسبوع بدأ السوق يعيد النظر في ارتفاع النفط بقوة، في ظل الحالات القياسية التي يسجلها العالم للإصابة بفيروس كورونا، وارتفاع مخزونات النفط الأمريكية بقوة على عكس التوقعات.

واستعاد الذهب بعضًا من بريقه المفقود، بعد تسجيل الأداء الأسوأ منذ شهور يوم الاثنين، عندما هبط بحوالي 100 دولار في جلسة واحدة مع إعلان فايزر.

وارتفع الذهب بنهاية الأسبوع، ليسجل سعر الذهب في المعاملات الفورية 1,889 دولار للأوقية، بينما يسجل سعر الذهب في المعاملات الآجلة 1,888 دولار للأوقية، ويظل بعيدًا عن مستويات 1,900 دولار للأوقية، وعادت التوقعات الإيجابية للساحة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image