كيف سيتعامل بايدن مع محافظ الفيدرالي الأمريكي؟

كيف سيتعامل بايدن مع محافظ الفيدرالي الأمريكي؟
جيروم باول

لن تكون السياسة النقدية الأمريكية مصدر قلق كبير للرئيس المنتخب جو بايدن وبخاصة وأنه يستعد لتولي منصبه في يناير المقبل، وبخاصة في ظل السياسات التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالفعل ضد الركود المستمر والقرارات المتعلقة بالإنفاق الفيدرالي، ولكن خلال عامه الأول في المنصب، يجب على بايدن أن يقرر كيف سيتعامل مع محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي باول والضغوط التي قد يمارسها عليه وبخاصة وأن الفيدرالي الأمريكي سيعمل على تعزيز التوظيف بما قد يساهم في إعادة تعيين المحافظ مجددا.

ومن ضمن الاعتبارات التي يجب على بايدن أن يضعها في الاعتبار هي الإجراءات التي يرغب البعض في إجراؤها لجعل الفيدرالي الأمريكي يهتم بقضايا مثل عدم المساواة في الثروة، وهل جيروم باول هو الرجل المناسب لتلك المهمة، وقد يتجه بايدن إلى عدم تجديد ولاية باول والتي تنتهي في فبراير 2022، ومنح بعض الديمقراطيين الذين لديهم سياسات اقتصادية فرصة كبيرة داخل الفيدرالي الأمريكي ومن ضمنهم عضو الفيدرالي برينارد ليكون بديلا للمحافظ الحالي باول وربما يصبح وزير للخزانة.

ولكن من نقاط القوة لدى جيروم باول هو قوة أدائه للبنك الاحتياطي الفيدرالي أثناء أزمة فيروس كورونا، بالإضافة إلى قدرته على مقاومة الضغوط من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي كان دائما ما يوجه الانتقادات إلى جيروم باول بسبب الفائدة المرتفعة. وتشير التوقعات إلى أنه إذا احتفظ الحزب الجمهوري بالأغلبية داخل مجلس الشيوخ، فقد يصبح ذلك مصدر قوة لمحافظ الفيدرالي الحالي جيروم باول ويتم تمديد ولايته مجددا، وبخاصة مع ميوله الجمهورية نوعا ما.

بالإضافة إلى ذلك، ستنتهفي فترة نائبي محافظ الفيدرالي الأمريكي خلال السنة الأولى لبايدن، وهو ما سيكون محل تساؤولات مهمة خلال الفترة المقبلة، ومن المقرر أن يعين ترامب عضوين داخل مجلس الفيدرالي الأمريكي قبل انتهاء ولايته خلال فبراير المقبل، وإذا لم يحدث ذلك، فسيقوم بايدن بتعيين هولاء الأعضاء.

وقد تكون التغييرات في النظام الأساسي الحاكم لاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أقل احتمالا مع مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ويقيد طموحات الرئيس بايدن حول تعيينات المجلس الجديده، كما أنه من المقرر أن تنتهي صلاحية العديد من تسهيلات الإقراض الطارئة التي أنشأها الفيدرالي الأمريكي هذا العام لمواجهة أزمة كورونا في 31 ديسمبر ، وستتطلب أي إعادة تمديد لها موافقة إدارة ترامب المنتهية ولايتها. ويشعر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بأن هذه البرامج ساعدت الأسواق على العمل بشكل طبيعي خلال فترة الركود، وإذا رفض ترامب الموافقة على تمديدها ، فقد يكون ذلك مصدرًا للمشاكل على الأقل لأسابيع حتى يتولى بايدن منصبه.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image