مظلة الذهب أم قوة الدولار، من يعبر العاصفة؟ 

مظلة الذهب أم قوة الدولار، من يعبر العاصفة؟ 

لا شك عاصفة عنيفة وقوية وقد ترقى إلى إعصار أقوى من دلتا وتسونامي.. إنها الانتخابات الأمريكية التي يترقبها مليارات البشر على كوكب الأرض. 

الحدث الأهم والأكثر تأثيرا في الوقت الحالي، لا ينافسها في ذلك سوى الموجة الثانية التي بدأت تطل برأسها من فيروس كورونا. 

فما بين أسواق تؤيد فوز ترامب او تميل صوب الأزرق الديمقراطي بايدن ، يقف الذهب والدولار وجها لوجه في اختبار التحمل والضغط من يختار المستثمرين في هذا الوقت العصيب. 

ويبدو أن الإجابة جاءت سريعة حيث تشبث الجميع وتعلقو بالمعدن الأصفر، فيما تخلى المستثمرون عن رهانهم ولو مؤقتا عن الدولار الذي انتظر ولازال ينتظر خطة تحفيز، يبدو أنها لن تشهد النور قبل الانتخابات الأمريكية، بل ستنتظر حتى مطلع 2021. 

الذهب 

وارتفعت أسعار الذهب عالمياً عند تسوية تداولات الجمعة، مع خسائر العملة والأسهم الأمريكية. 

ارتفع سعر العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.6% إلى 1879.90 دولار للأوقية. 

وخلال تداولات اليوم الاثنين صعد الذهب بأكثر من 13 دولار مرتفعا بنحو 0.8% الى مستويات 1897 دولار للأوقية. 

وزادت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم ديسمبر الى مستويات 1886 دولار بارتفاع 9 دولارات. 

الدولار 

وفي المقابل تراجع الدولار خلال تداولات اليوم والجمعة قبيل إجراء الانتخابات الامريكية بساعات وبعد تصريحات بشأن تأجيل خطة التحفيز لما بعد الانتخابات الرئاسية. 

وخلال تداولات اليوم تراجع مؤشر الدولار بحلول الساعة 8:30 بتوقيت شرق الولايات المتحدة بنحو 0.1% الى مستويات 94 دولار. 

ونزل الدولار مقابل اليورو 0.3% الى 1.164، وتراجع أمام الين 0.02% الى 104.65 دولار، وهبط امام الاسترليني 0.12% نزولا الى 1.2935 دولار. 

ويباشر الأمريكيون صباح غدا الثلاثاء عملية التصويت على انتخاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك ما بين المرشح الجمهوري والرئيس الحالي دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي جو بايدن. 

ويقول جولدمان ساكس (NYSE:GS) إن الدولار الأمريكي يمكن أن ينخفض بنسبة 15% بنهاية عام 2023، ومن المحتمل أن تأتي الضربة أقوى.  

جاءت مذكرة البنك الاستثماري بعد أسبوع مضني عاشته الأسواق العالمية قبل الانتخابات الأمريكية التي تنعقد غدًا الثلاثاء، وإغلاق العالم أبوابه مرة أخرى، وتلاشي ملامح الاتفاق على أي حزم تحفيزية قبل الانتخابات الرئاسية.  

يقول زاك باندال، من جلوبال إف إكس، إن هناك أسباب عديدة لانخفاض العملة الأمريكية، ونرى بأنه مغالى في تقييمها بما يتراوح بين 10% إلى 15%.  

ومع استمرار سلبية معدلات الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة، مع التعافي الاقتصادي القوي، ستكون الظروف مماثلة لضعف في الدولار الأمريكي.  

وتعزى أسباب انخفاض الدولار الأمريكي للأسباب التالية:  

مسار الوباء، وتطورات اللقاح، ونتائج الانتخابات، والتأثير الزمني المحدود من الانتخابات الأمريكية.  

ويتردد المستثمرون في اعتناق فكرة انخفاض الدولار لنهاية العام، وحتى 2021، مع زيادة عدم اليقين حول الانتخابات الأمريكية، وصحة الاقتصاد العالمي، وكيف يؤدي الاقتصاد الأمريكية بالنسبة لغيره من الأسواق. ولا يأخذ مستثمرون كثر مركز على ضعف الدولار خلال الشهور المقبلة.  

وقال باندال إن نتائج الانتخابات الأمريكية لن تغير وجهة نظره بشأن مسار الدولار الأمريكي، ولكن ربما تعجل بالمسار، فعلى سبيل المثال لو فاز الحزب الديموقراطي سيتراجع الدولار سريعًا.  

لو انتخب الشعب الأمريكي نائب الرئيس السابق، جو بايدن، سينتهج سياسات خارجية مختلفة، خاصة فيما يخص العلاقات الصينية الأمريكية، وربما يزيد هذا من قوة اليوان مقابل الدولار الأمريكي.  

كما يقر الديموقراطيون حزم تحفيز قوية، إذا تحققت رؤية "الموجة الزرقاء" بما يزيد ضعف الدولار الأمريكي. وربما يضعف الدولار أيضًا لزيادة الطلب الاستثماري على سندات الخزانة الأمريكية بغرض تمويل عجز الموازنة الأمريكية، خاصة حال أبقى الاحتياطي الفيدرالي على معدلات الفائدة منخفضة.  

وإذا أعيد انتخاب ترامب، سيضعف الدولار بنهاية المطاف، مع تحول التركيز على وباء كورونا.  


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image