خاص ـ هل تتعلل الأسواق بخطة التحفيز؟ وأسعار "الذهب" تخوض حربًا مع الدولار 

خاص ـ هل تتعلل الأسواق بخطة التحفيز؟ وأسعار "الذهب" تخوض حربًا مع الدولار 

الأسواق تترقب خطة التحفيز الأمريكية الأضخم للاقتصاد الأكبر، الذهب يرتفع على وقع تعثر خطة التحفيز ورفض الكونجرس لخطة الجمهوريين. 

الجمهوريين يرفضون خطة نانسي بيلوسي وترامب يعترض. 

مينوتشن يقول إن آفاقا إيجابية بشأن خطة التحفيز بدت تلوح في الأفق، وجيروم باول يقول انها اقتربت بشدة. 

عاجل: بيلوسي "أنتظر الموافقة النهائية من البيت الأبيض يوم الاثنين"

ترتفع الأسواق وتنخفض منذ ما يربو عن الشهر على وقع تضارب الأنباء بشأن تلك الخطة التي يبدو ان كوكب الأرض والأسماك في البحار والطيور في السماء يراقبونها.. ليست الأسهم فحسب. 

التاريخ  

في 2009 أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خطة تحفيز بتكلفة 787 مليار دولار، والتي تلقت انتقادات حادة داخل وخارج الولايات المتحدة. 

وكثر الجدل بشكل أساسي، حول طريقة إنفاق هذه الأموال، والهدف من انفاقها، وتأثير الخطة على النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل عام. 

وتحولت خطة التحفيز تلك والتي جاءت إبان الأزمة المالية العالمية إلى قانون في فبراير 2009 تحت مسمى قانون الانتعاش الأمريكي وإعادة الاستثمار 2009. 

تضمن هذا القانون خطة لتخفيض الضرائب، وتوسيع إعانات البطالة والرعاية الاجتماعية، بالإضافة إلى الإنفاق المحلي في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية والطاقة. 

وعندما تولي أوباما منصب الرئاسة كان معدل البطالة حوالي %7.8 لكن هذا المعدل قفز بعد خطة التحفيز إلى %9.8 رغم تنفيذ خطة التحفيز. 

ورغم أن الاقتصاد الأمريكي تدهور بشكل ملحوظ عقب تمرير قانون خطة التحفيز قالت كريستينا رومير رئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض إن هذه الخطة تعد أساسية للقضاء على البطالة. 

وأضافت رومير حينها إنها ستساعد على تحقيق نمو اقتصادي، وأن هذا التدهور الحالي لا يثبت أي شيء عن التأثير الجيد للخطة، والذي سوف يظهر فيما بعد. 

شيكات ترامب  

وعقب تفشي جائحة كورونا في مارس الماضي قال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين أنه يدعم مقترح إرسال أموال بصورة مباشرة إلى الأمريكيين. 

وأضاف منوتشين أن ذلك في إطار خطة تحفيز اقتصادي بقيمة تريليون دولار لمواجهة تبعات أزمة وباء كورونا. 

وقال قال وزير الخزانة الأمريكي "نتطلع إلى إرسال شيكات إلى الأمريكيين على الفور". 

وجاءت فكرة صرف الشيكات، التي تقدر قيمتها بـ 250 مليار دولار، ضمن حزمة مساعدات ضخمة يناقشها البيت الأبيض مع الكونغرس. 

التحفيز يحتاج تحفيز 

وفي مايو الماضي أعلن الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي عن مشروع قانون تحفيز جديد لمواجهة جائحة كورونا. 

وكان من المتوقع أن تتجاوز قيمته 3 تريليونات دولار، ويصبح أكبر حزمة إغاثة على الإطلاق. 

وشكل التشريع، الذي سمي "قانون الأبطال"، اشتباكاً في مجلس الشيوخ، حيث قال الجمهوريون إنه ليس هناك حاجة بعد إلى تمويل طارئ آخر. 

وكان من المتوقع أن تبلغ تكلفة الحزمة أكثر من 3 تريليونات دولار، مقارنة بقانون التحفيز الذي أعلن في مارس. 

وبلغت قيمة الخطة المقترحة في مارس أكثر من 2 ترليون دولار، وكان آنذاك أكبر حزمة مساعدات طارئة في التاريخ الأمريكي. 

أحاديث فنية: مع حزمة تحفيز أو بدونها، الثيران يعيشون في فقاعتهم، فإلى متى؟

الأسواق تتهاوى  

وفي يوليو الماضي علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المحادثات بشأن خطة جديدة لتحفيز الاقتصاد الأمريكي المتضرر جرّاء كوفيد-19 إلى ما بعد الانتخابات. 

وهو ما تسبب تهاوي الأسهم في وول ستريت وشكل ضربة للتقدم الذي تم تحقيقه مؤخرا في المفاوضات التي تأجلت مرارا. 

وتهاوت أسهم وول ستريت، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق المحادثات بشأن خطة جديدة لتحفيز الاقتصاد الأمريكي المتضرر جرّاء كوفيد-19 إلى ما بعد الانتخابات. 

وبددت تغريدات ترامب حينها التفاؤل الذي شهدته الأيام الأخيرة بعدما استأنفت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي محادثات مع وزير الخزانة ستيفن منوتشين بشأن إجراءات مرتبطة بقانون "كيرز". 

ويخصص هذا القانون 2,2 تريليون دولار للتخفيف من وطأة الركود الاقتصادي الناجم عن كوفيد-19. 

لكن ترامب استخدم نبرة بدت أكثر تصالحية مشيرا عبر تويتر إلى أنه سيوقّع فورا على مشروع قانون مرره الكونغرس يضمن حزمة ثانية من المساعدات. 

وتنطوي حزمة ترامب على إرسال شيكات بقيمة 1200 دولار للعاطلين عن العمل إضافة إلى تخصيص 135 مليار دولار للأعمال التجارية الصغيرة، وهي تدابير كانت مشمولة أساسا في المفاوضات. 

تخفيض مستمر  

3 تريليونات دولار، ثم 2.2 ترليون واخيرا 1.6 ترليون، تخفيضات عديدة تلقتها تلك الخطة المرتقبة. 

فبعد تكرار رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول دعوته لزيادة الإنفاق من أجل مساعدة أكبر قوة اقتصادية في العالم على مواجهة الركود الذي خلّف عشرات ملايين العاطلين. 

قال ترامب عبر تويتر تطالب نانسي بيلوسي بـ 2.4 تريليون دولار لمساعدة ولايات ديمقراطية تدار بشكل سيء وترتفع فيها معدلات الجريمة. 

ووصفها ترامب بأنها أموال لا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بكوفيد-19"، مشيرا إلى رقم يختلف عن ذلك الذي ورد في آخر مقترح قدّمه الديمقراطيون. 

وأضاف قدّمنا عرضا سخيا للغاية بلغ 1,6 تريليون دولار وكالعادة، لا تتفاوض (بيلوسي) بحسن نية، أرفض طلبهم وأتطلع إلى مستقبل بلدنا. 

ترامب يتراجع  

وقبل 3 أسابيع فقط من انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حساباته، وبشكل رسمي قدم البيت الأبيض عرضا تحفيزيا بمبلغ 1.8 تريليون دولار من أجل خطة إنعاش اقتصادي جديدة. 

وقال ترامب انه يأمل في التوصل إلى اتفاق مع الديمقراطيين بعد مفاوضات استمرت أكثر من شهرين واتسمت بتغيير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواقفه بشكل جذري.  

وكتب ترامب في تغريدة أن المفاوضات "تجري على قدم وساق توقعوا أمراً مهماً"، وذلك في محاولة لكسب تأييد الشعب الأمريكي الذي يعاني 11 مليون شخص منه من البطالة. 

عقبة  

ويعتبر انتهاء العمل بميزانية 2019-2020 في سبتمبر، ولجوء الكونجرس والبيت الأبيض للاتفاق إلى مد العمل بقانون الميزانية حتى 11 ديسمبر المقبل، هو بمثابة حيلة لتسيير الأمور. 

غير أنها قد لا تفلح في حالة الاتفاق على حزمة التحفيز بقيمة 1.8 تريليون دولار. 

والسبب هو أن التحفيز الاقتصادي الأخير يأتي ضمن الميزانية الجديدة عام 2020/2021، والتي لم يتم الاتفاق عليها حتى الآن ولا تزال قيد المفاوضات. 

وهذا الأمر يعد حجر عثرة أمام فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات. 

 خصوصا مع تداعيات كورونا التي أصابت 11 مليون شخص بالبطالة، ورفعت عجز الميزانية إلى ما يزيد على 3 تريليونات دولار في أول 11 شهرا من السنة المالية 2020. 

الذهب والدولار 

وخلال تلك الفترة ودون دعائم حقيقية تأتي تحركات الدولار والذهب. 

ففور ظهور أنباء إيجابية عن تمرير خطة التحفيز يرتفع الدولار، وبمجرد تلاشي تلك الأنباء يتراجع مفسحا الطريق للذهب. 

وبين هذا وذاك يمارس الدببة لعبتهم مع الثيران لتحريك الأسواق مسجلين أرباحا قياسية. 

وإجمالا زاد الذهب من مستويات 1400 دولار ليتخطى الـ 2000 دولار للأوقية. 

وكذلك الأمر استمر الدولار قويا لم يهوى مقابل العملات، محافظا على مكانته بين العملات. 

ولم تتخلف أسواق الأسهم عن ذاك المشهد لترتفع هي الأخرى معوضة ما تكبدته من خسائر إبان أزمة كورونا. 

الكل اتفق على تجاهل واقع الاقتصاد الرخو وتباطؤ معدلات النمو، فهل بات الاقتصاد العالم على شفا انهيار أعمق من الكساد العظيم. 

الأيام القليلة المقبلة ونتائج الانتخابات الأمريكية وخطة التحفيز هى من سيجيب عن هذا السؤال.

الذهب يستهدف هبوطاً 1857

أسبوع على الانتخابات الأمريكية و الذهب في نموذج هابط


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image