الكاريكاتير الأسبوعي: الصين هي النقطة المضيئة الوحيدة في 2020 والبقية يكافحون

الكاريكاتير الأسبوعي: الصين هي النقطة المضيئة الوحيدة في 2020 والبقية يكافحون
الصين

بقلم جيفري سميث

الصين، الدولة التي أخرجت للعالم أسوأ انكماش اقتصادي منذ الكساد الكبير في 1929، بسماحها للفايروس بالانتشار، خرجت من الأزمة في وضع أفضل من أي اقتصاد آخر في العالم.

فلقد ذكر صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي إنه يتوقع أن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 1.9٪ هذا العام، بينما يتجه كل اقتصاد آخر في دول مجموعة العشرين G20 نحو الانكماش.

وتشير الأرقام الجديدة التي أصدرتها بكين هذا الأسبوع إلى أن توقعات صندوق النقد هذه قد تكون متشائمة للغاية: فلقد أظهرت البيانات ارتفاعاً بنسبة 4.9٪ في {{ecl-461||الناتج المحلي الإجمالي}} على أساس سنوي، وبنسبة {{ecl-868||2.5٪}} على أساس فصلي، وهذا النمو مثير للأعجاب في ظل الظروف الاقتصادية العالمية التي فرضها وباء كورونا.

وأعطت بقية البيانات التي تم نشرها اليوم صورة مشرقة لثاني أكبر اقتصاد في العالم. فلقد قفز {{ecl-462||الإنتاج الصناعي}} في البلاد بقوة وبنسبة 6.9٪ على أساس سنوي، بينما ارتفعت {{ecl-465||مبيعات التجزئة}} بنسبة 3.3٪ على أساس سنوي، ليحقق كلاهما أفضل نمو له منذ بداية أزمة كورونا. كما أظهرت البيانات تراجعاً منعشاً في {{ecl-1793||نسبة البطالة}} من 5.6٪ خلال الربع السابق، إلى 5.4٪ في الربع المذكور.

وحتى مع اعتبار القدرة التقليدية للصين على إصدار أي نوع تريد من إحصاءات الناتج المحلي الإجمالي، فإن الصورة واضحة لدرجة لا يمكن تجاهلها: لقد سمحت الحملة الصارمة على الحياة العامة في يناير وفبراير بانتعاش أقوى من أي مكان آخر في العالم.

وعند المقارنة بالصين، فإن الأسواق الناضجة والعريقة مثل أوروبا واليابان تبدو شاحبة وضعيفة، ولكن ليس هذه لوحدها. يتوقع صندوق النقد الدولي أن تسجل الهند - التي يُقارن معدل نموها الاقتصادي على المدى المتوسط ​​بالصين - أسوأ انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي لأي اقتصاد كبير هذا العام، وذلك بسبب العجز التام عن وقف انتشار الفايروس، عبر مدنها المكتظة بالسكان من جهة، وفي المناطق النائية قليلة الموارد من جهة أخرى. وبوصولها إلى 7.6 مليون حالة، تأتي الهند في المرتبة الثانية بعدد الإصابات، بعد الولايات المتحدة التي تعاني من 8.2 مليون إصابة.

وبالمثل، شهد الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل انكماشاً بنسبة 5.2٪ هذا العام، وتشير توقعات العام المقبل إلى أنه بالكاد سيعوض نصف هذه الخسائر. وسجلت الهند والبرازيل ثاني وثالث أعلى عدد وفيات مرتبطة بفايروس كورونا في العالم، وبأخذ المعيقات أمام جمع البيانات في هذه الدول، فربما يكون العدد الفعلي لإصابات كورونا في هذه البلدان أعلى مما تشير إليه الأرقام الرسمية.

وتنعكس درجات النجاح المتفاوتة في مكافحة الفايروس أيضاً على الصحة النسبية لأسواق الأسهم والعملات في البلدان.

فعلى الرغم من التدهور الحاد في العلاقات مع إثنين من أكبر شركاء الصين التجاريين (الولايات المتحدة والهند)، لم يمنع ذلك {{2111|اليوان}} الصيني من الارتفاع إلى أعلى مستوى له أمام الدولار، في أكثر من عامين. أما مؤشري شينزن SZSE الصيني، فهو المؤشر الرئيسي الوحيد في العالم الذي تفوق في أدائه على مؤشر {{14958|نازداك}} منذ بداية العام وحتى الآن. كما ارتفعت جميع مؤشرات الأسهم الصينية الرئيسية منذ بداية 2020، في حين انخفض مؤشر {{17940|نفتي}} الهندي بنسبة 2.2٪، وسقط مؤشر {{17920|بوفيسبا}} البرازيلي بنسبة 15٪. لكن المؤشر الأسوأ أداءً بين جميع مؤشرات الأسواق الناشئة الكبرى هو مؤشر {{13665|أر تي إس أي}} الروسي، الذي فقد 27٪ من قيمته في 2020.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image