ما هي العوامل التي تؤثر على شهية المخاطرة اليوم؟

تترقب أسواق العملات، الفوركس، المستجدات حول حزمة التحفيز الأمريكية المنتظرة إلى جانب استمرار تفشي فيروس كورونا عالميا بشكل أكثر حدة، وفيما يلي أهم الأحداث المؤثرة على شهية المخاطرة خلال التداولات:

حزمة التحفيز الأمريكية

نترقب مستجدات حزمة التحفيز المالي في ظل استمرار مناقشات التمويل بين الإدارة الأمريكية بقيادة وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، ورئيسة مجلس النواب الأمريكي ، نانسي بيلوسي. وقد صرحت بيلوسي يوم الثلاثاء بأن حجم حزمة التحفيز التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتخفيف التداعيات الاقتصادية الناتجة عن فيروس كورونا ، لم يكن كبيرا بالشكل الكافي. لذا قد عارض الديموقراطيون في مجلس النواب حزمة التحفيز التي اقترحها البيت الأبيض بقيمة 1.8 تريليون دولار. ويجب ذكر أن ما قدمه البيت الأبيض هو ضعف القيمة التي يقترحها مجلس الشيوخ، وأقل 400 مليار دولار من حزمة الديموقراطيين ذات الـ 2.2 تريليون دولار. وأضافت بيلوسي أنه يجب إجراء تغييرات على اقتراح ترامب بشأن تخفيف تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد الأمريكي، وأكدت أنها لا تزال تأمل في التوصل إلى اتفاق مع البيت الأبيض في نهاية المطاف

الموجه الثانيه من كورونا

هناك تزايد متواصل في أعداد المصابين بفيروس كورونا عالميا داخل مختلف دول العالم، وفي ضوء تصاعد المخاوف بسبب الموجة الثانيه من كورونا، هناك ثلاث دول تحتل المراتب الأولى عالميا فيما يتعلق بإصابات كورونا، وتسجل تلك الدول أكثر من نصف أعداد المصابين في العالم بفيروس كورونا، وهم الولايات المتحدة والهند والبرازيل. فقد وصل إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة إلى 8,090,253 شخص، مما يجعلها في المرتبة الأولى عالميا من حيث أعداد الإصابات بفيروس كورونا. وفي المرتبة الثانية، جاءت الهند بتسجيل نحو 7,241,517 مصاب بفيروس كورونا. وكانت البرازيل في المرتبة الثالثة على مستوى العالم، بعد أن وصلت حالات الإصابة بفيروس كورونا بها إلى 5,114,823 مصاب.

كيف ستؤثر تلك الأحداث على شهية المخاطرة؟

العملات والسلع والملاذ الآمن

الذهب: يرتفع سعر الذهب اليوم الأربعاء بعد التعافي من هبوط الجلسة السابقة، حيث أدت الأنباء التي تفيد بإيقاف تجارب لقاح فيروس كورونا الرئيسية، إلى جانب تعطل آخر في محادثات التحفيز الأمريكية، إلى العزوف عن شهية المخاطرة مما دعم الدولار، ثم أدى ارتفاع الدولار إلى الحد من الطلب على الأصل المقوم بالدولار. وقد شهدنا الذهب يتراجع بنسبة 2% تقريبا بعد تعليقات صندوق النقد الدولي، حيث صرح صندوق النقد الدولي بأن التوقعات الخاصة بنمو الاقتصاد العالمي تعد حاليا أقل خطورة إلى حد ما حيث انتعشت بعض الدول بسرعة أكبر من المتوقع. حيث رجح صندوق النقد الدولي أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.4% خلال 2020 مقارنة بالتوقعات السابقة في يونيو بتسجيل تراجع بحوالي 5.2%. ووفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي، فمن المحتمل أن يرتفع النمو الاقتصادي بنسبة 5.2% خلال 2021 مقارنة بتوقعات يونيو بتسجيل ارتفاع بنسبة 5.4%. لذا انخفض سعر الذهب GOLD بقوة يوم الثلاثاء وفقد نحو 30 دولار من قيمته وعلى الرغم من ذلك، فلا يزال سعر الذهب GOLD يلقى دعما من مخاوف تفشي موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد، كوفيد 19 ، وبخاصة بعدما ارتفعت أعداد الإصابات بهذا الفيروس الخطير داخل الكثير من البلدان الأوروبية وتحديدا بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وهو ما يحول دون هبوط الذهب بأكثر من ذلك حاليا.

النفط الخام: عاد سعر النفط الخام للتراجع من جديد خلال تداولات اليوم الأربعاء حيث زادت مخاوف الموجه الثانيه من كورونا من الضغوط على سعر النفط الخام ، وخاصة في الدول الأعلى استهلاكا للنفط في العالم. جاء ذلك في ظل حالة عدم اليقين حول تعافي الطلب العالمي على النفط الخام ووفرة المعروض مع استئناف العمل داخل عدد من حقول النفط الخام. هذا، وسجل الخام الأمريكي تراجعا بنسبة 0.37% إلى مستويات 40.02 دولار للبرميل، فيما انخفض خام برنت بنسبة 0.28% إلى 42.34 دولار للبرميل.

الدولار الأمريكي

يعتبر سعر الدولار USD تحت ضغوط مستمرة دفعته ليكون أسوء العملات خلال اليوم ويتداول مؤشر الدولار DXY على هبوط بنسبة 0.28% قرب 93.27 بسبب التصريحات والتوقعات السلبية المتوقعة بسوق العمل ومعدلات النمو داخل الولايات المتحدة. فقد علق عضو البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ، توماس باركين، على معدلات البطالة الأمريكية المتوقعة قائلا إنه بالنظر إلى معدل المشاركة في سوق العمل فمن المتوقع أن تصل البطالة إلى المستويات 11%، حيث أن المشاركة في سوق العمل دخلت في اتجاه هابط خاصة في فئة السيدات. وقد توقع خبراء من بنك جولدمان ساكس بأن سعر الدولار USD سيتجه للهبوط خلال الفترة المقبلة وذلك جراء الضغوط التي يخلقها عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأضافوا أن نتائج تطوير لقاح فيروس كورونا سيكون له عاملا قويا كذلك في حركة الدولار خلال الفترة القادمة وذلك نظرا لتصاعد معدلات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وحول العالم.

اليورو

 تصدر اليورو العملات الأكثر تراجعا خلال تداولات اليوم مع استمرار الضغوط على اقتصاد منطقة اليورو مع تزايد المخاوف بسبب الموجه الثانيه من كورونا في الدول الأوروبية وسلبية البيانات الاقتصادية الصادرة اليوم. هذا، وسجل اليورو انخفاضا بنسبة 1.13% ليكون الأسوأ أداء بين العملات الرئيسية خلال اليوم. فبعد أن أصدر صندوق النقد الدولي تقريره بالأمس، والذي عدل فيه من توقعاته حول النمو الاقتصادي في منطقة اليورو، وأظهر التقرير تراجع توقعات النمو في منطقة اليورو خلال 2021.