الكاريكاتير الأسبوعي: موجة كورونا الثانية تجتاح القارة الأوروبية

من جديد، وباء كورونا يهدد بالخروج عن السيطرة في القارة الأوروبية.

تعمل الحكومات في مختلف أنحاء القارة على تشديد القيود على التجمعات والنشاطات الاقتصادية التي تُصنف على أنها غير ضرورية، على أمل تجنب الاضطرار إلى إغلاق اقتصاداتها بالكامل كما فعلت خلال الموجة الأولى من الوباء.

ومع توقع انكماش اقتصاد منطقة اليورو بأكثر من 8٪ خلال العام الحالي، والاقتصاد البريطاني بنسبة 10٪ أو أكثر، فإن الحكومات قد وجدت نفسها تُفاضل بين محاولة الحفاظ على اقتصاداتها مفتوحة قدر الإمكان، وبين محاولات وقف انتشار الفايروس بين السكان وإغراق أنظمة الصحة العامة بالمرضى.

وفي بريطانيا، بلغ متوسط ​​الإصابات الجديدة حوالي 14 ألف إصابة يومياً خلال الأسبوع الماضي، أي أكثر من ضعف أعلى أرقام الموجة الأولى التي كانت قد وصلت القارة الأوروبية في فصل الربيع. وفي حين أن هذا يعود جزئياً إلى انتشار اختبارات كورونا بشكل أكبر بكثير مما كان عليه في ذلك الوقت، إلا أن حالات الدخول إلى المستشفيات، وحالات الوفيات (التي لا توجد فيها نتائج إيجابية خاطئة كما هو حال الاختبارات) آخذة في الارتفاع كذلك.

وكانت حكومة بوريس جونسون قد طرحت مخططاً جديداً من ثلاثة مستويات لتشديد القيود على التجمعات والنشاط الاقتصادي، بهدف إضفاء الوضوح والصرامة على الاستجابة السياسية الشاملة التي بدت في أغلبها عشوائية وفوضوية.

ولكن قيمة هذه الإجراءات كانت محل شك من طرف كبير مستشاري الصحة في الحكومة، والذي قال إن حتى أكثر الإجراءات صرامة، وأكثر المستويات تقييداً، لن تكون كافية على الأرجح لمنع انتشار المرض على نطاق أوسع مع قدوم فصل الشتاء.

اما في فرنسا، فلقد ارتفع عدد مرضى كورونا في وحدات العناية المركزة بالمستشفيات إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر. وقال رئيس الوزراء جان كاستكس إن المعركة مع الفايروس ستستمر "لعدة أشهر أخرى". ووجد كاستكس بعض الصعوبات في فرض قيود محددة بسبب بند تم تجاهله منذ فترة طويلة في الدستور الفرنسي، والذي لا يسمح للحكومة بالحد من تجمعات الأسر في المنازل.

كما ارتفعت العدوى بشكل كبير عبر وسط القارة الأوروبية، من سلوفينيا إلى جمهورية التشيك إلى بولندا، لتبقى ألمانيا هي المكان الوحيد الذي لا يزال الفايروس فيه تحت السيطرة حقاً. وحتى هناك، فإن السلطات تقرع أجراس الإنذار. فلقد تم تشديد القيود على الحانات والمطاعم في برلين وفرانكفورت الأسبوع الماضي، مع ارتفاع معدلات الإصابة.

وكما هو متوقع، قابل ذلك تباطؤ في النشاط الاقتصادي، فلقد أظهرت البيانات التي صدرت اليوم أن مؤشر ZEW الألماني قد تراجع إلى أدنى مستوياته منذ مايو. وهذا الأمر يثير قلق البنوك المركزية أيضاً، فلقد قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في خطاب لها الأسبوع الماضي، إن الانتعاش بدا "متزعزعاً"، مما أثار التوقعات بأن البنك سيرفع من حجم برنامج الطوارئ الوبائي المخصص لشراء الأصول في اجتماعه في ديسمبر. وفي غضون ذلك، طلب بنك إنجلترا من البنوك البريطانية أن تستعد لاحتمال خفض أسعار الفائدة الرسمية إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

لمشاهدة المزيد من الكاريكاتير الأسبوعي الذي نقدمه في Investing.com، تفضل بزيارة:

http://sa.investing.com/analysis/comics


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image