أسعار "الذهب" والأسهم عالميًا في ضوء الانتخابات الأمريكية، أبرز التوقعات

أسعار "الذهب" والأسهم عالميًا في ضوء الانتخابات الأمريكية، أبرز التوقعات

تركز وول ستريت الآن على حزمة التحفيز المرتقبة، ولا يبدو أن هناك أي شيء آخر يجذب اهتمامها في الوقت الحالي. فأنباء حزمة التحفيز ترفع الأسهم، وتهبط بها. ولكن، انتبه، فأقل من شهر يفصلنا عن الانتخابات الأمريكية، والآن استطلاعات الآراء، تحدد شيئًا شيء مسارات الأسواق. وفي الآونة الأخيرة، تشير تلك البيانات لنتيجة انتخابية حاسمة في نوفمبر المقبل. 

يتزايد الإجماع بين المستثمرين، ويقولون إن وول ستريت في مؤخرًا لا تصعد وتهبط بسبب مفاوضات التحفيز، والتي يرونها غير ذات نتيجة قوية هذا العام، ولكنها تتحرك على حسب تأثيرات تلك الأنباء على فوز أحد المرشحين الرئاسيين. 

يقول محللو رابوبنك: "الشرح المقبول للوضع الحالي في وجهة نظرنا ليست نتيجة الانتخابات نفسها، ولكن المضاربة حول وضوح النتيجة." 

في السابق أوضحت مسوح الآراء تفوقًا قويًا للمرشح الرئاسي جو بايدن، من الحزب الديموقراطي. بيد أن المستثمرين يخشون حجم التصويت عبر البريد، وتأثيراته على الانتخابات، الباقية في الظلال لما بعد الثالث من شهر نوفمبر. ومع استمرار عدم اليقين السياسي، ربما تظل الأسواق على أعصابها لأيام. 

ولكن، في حال كان الهامش كبيرًا بين المرشحين، هناك سيناريوهين: فوز بايدن، وسيعلن عن هذا في يوم الانتخابات نفسها، وفي هذا السيناريو تتحفز رغبة السوق في المخاطرة، والتي استمرت في تسعير التقلب القوي خلال الأيام والأسابيع المعقبة للانتخابات الأمريكية. 

يقول محللو رابو بنك: "في ظل المخاوف حول نتيجة الانتخابات، أو رفض ترامب قبولها، هذا التطور -يعنون النتيجة الحاسمة- سيزيل حالة عدم اليقين بعد يوم الثالث من نوفمبر، ويقلل من مخاوف اندلاع اضطرابات مدنية. ومن ثم يبدو أن هذا يشرح نغمة الأسواق، والتحركات المتقبلة لأصول المخاطرة." 

ارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 2.8%، بينما مؤشر داو جونز الصناعي أضاف 2.6% هذا الأسبوع، وفق بيانات فاكت سيت. 

يقول بعض المحللين إن الحزم التحفيزية ستكون قوية العام المقبل، في حالة وصل ديموقراطي لسدة الحكم، وهذا ما يقود الأرباح الآن في سوق الأسهم. 

ولكن يرى رابو بنك بأن المحركات الداخلية تدل على تفاعلات غير سياسية في السوق. 

على سبيل المثال، تمكنت أسهم التكنولوجيا من المحافظة على وتيرتها في اتساق مع السوق، رغم المطالبة الديموقراطية بالكونجرس المنادية بزيادة القيود والتنظيمات الحاكمة لعملاقة التكنولوجيا. 

يشير محللو باركليز (LON:BARC) إلى أن تداول العقود الآجلة مرهون بمؤشر الخوف (التقلب -فيكس) الذي تراجع بنسبة 1.17%، وأوضح عدم توقع المستثمرين لتقلب محتدم في أعقاب نتائج الانتخابات الرئاسية. 

عقود فيكس، تقيس المخاطرة على مدار الأيام الـ 30 المقبلة لمؤشر إس آند بي 500، والتي يمكن أن تزيد من اضطرابات الأسواق. 

على مدار الأسابيع المقبلة، أشارت عقود شهر نوفمبر لمؤشر فيكس إلى مزيد من التقلب مقارنة بعقود أكتوبر، بما يدل على أن الخوف من غيوم نتائج الانتخابات انقشعت. 

ولكن، تسبب هذا الأسبوع في تغيير الصورة بعض الشيء. 

فعقود فيكس التي تنتهي في 18 نوفمبر منخفضة 31.18 نقطة، بعد الوصول لذروة عند 35 الجمعة الماضية. 

ويقول محللو باركليز: "السوق يدل على انخفاض احتمالية الاضطرابات الانتخابية. ويبدو أن السوق لا يود تحفيزات أو غيره، بل يود فائز واضح، سواء كان بايدن أو ترامب." 

ولكن الأسواق لم تزيل احتمال الاضطرابات بالكامل من قاموسها. 

فما زالت العقود الآجلة لشهر نوفمبر متداولة عند مستويات مرتفعة، وفق نيكولاس كولاس من داتا تريك، الذي أشار بأن النتيجة ما زالت غير محسومة. 

وعلى جبهة الملاذات الآمنة 

في هذه الجبهة يظهر التقلب قويًا، حتى أن أصول الملاذ الآمن أصبحت تتداول وكأنها أصول مخاطرة، مع هبوط عنيف، وصعود مفاجئ على وقع الأنباء. كما أصبح الذهب يتناغم من سوق الأسهم، ويشاركه الهبوط حال هبط. 

وأشار مسح من بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) اليوم إلى أن احتمالية فوز بايدن المتزايدة ترفع الطلب على السندات الأمريكية. 

وشهدت صناديق السندات وفق بنك أوف أمريكا زيادة قياسية للتدفقات بواقع 25.9 مليار دولار، ويدل هذا على احتساب الأسواق لموجة ديموقراطية زرقاء تزيد التحفيزات في الأسواق. 

وجذبت صناديق الأسهم 4.4 مليار دولار، أغلبها متوجه للأسهم الأمريكية. فيما نالت صناديق السندات الحكومية، والخزانة الأمريكية 3.8 مليار دولار، وهو التدفق الأعلى في 14 أسبوع. 

ويمثل هذا مخاطرة على الذهب، لأن الذهب مقارنة بالسندات أقل جاذبية، إذ تولد السندات عائد، بينما الذهب عديم العائد. ويشغل الاثنان مركز ملاذ آمن بالنسبة لأموال المستثمرين. 

ما زالت هناك عوامل رئيسية تتحكم في الملاذين، وتصب في صالح الذهب، وهي معدلات الفائدة المنخفضة، والرغبة في رفع التضخم، ولكن على المدى القصير فالذهب خاضع لضغوط هابطة، مع أنباء حزمة التحفيز، والتقلب القوي في الدولار الأمريكي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image