"الفيل في الغرفة": تحركات الأسهم والذهب والدولار والمستثمرين

"الفيل في الغرفة": تحركات الأسهم والذهب والدولار والمستثمرين

Elephant in the room أو الفيل في الغرفة مقولة إنجليزية شهيرة، هل صارت مبدأ ونظرية تتحرك بها أسواق المال السلع والعالمية الآن. 

 هل بات غض الطرف عن الأسباب الحقيقة للأزمة والنظر إلى ما هو دون ذلك بهدف تحقيق مكاسب لحظية وسريعة هو المبدأ المتبع. 

ترتفع الأسواق وتنخفض وترتفع وتسجل أعلى مستوياتها منذ شهور وأحيانا أعوام، لم يعد ذلك يحدث نتيجة لقرارات فعلية فحسب، بل بمجرد التصريح عن التفكير في أمر إيجابي تقفز الأسواق بهجة. 

وفي المقابل ترتد الأسواق صوب الهبوط العنيف في اللحظة التي يتم فيها إرجاء ذاك التفكير المؤدي مستقبلا إلى قرار قد يؤدي الى تحسن الأسواق ... 

ما الحقيقة؟ 

وحقيقة الأمر أن الاقتصاد العالمي لم يكن بلغ مرحل التعافي الحقيقة إبان الأزمة المالية الماضي والتي كادت أن تدخل النمو العالمي الى مرحلة من الكساد، أشبه بتلك التي شهدها العالم في ثلاثينات القرن الماضي. 

وبعد أعوام من المعاناة من تبعات تلك الأزمة العنيفة بدى وان الاقتصاد العالمي على وشك النهوض مجددا لعودة الى ما قبل 2008. 

إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن لتطل أزمة عالمية جديدة تكبدت على إثرها الأسواق أكبر مما منيت به في الازمة السابقة، عقب تفشي جائحة كورونا وإعلانها وباء عالميا. 

ولم يكن كوفيد 19 هو الجاني، إلا أنه تم إلصاق كافة التهم لهذا الفيروس.. يتحمل منفردا نتائج ما حدث.. 

ضجيج دون طحين 

وما يحدث الان ان تصريحات إيجابية بشأن آمال التوصل لخطة التحفيز ترتفع بالأسواق، وفي المقابل يحدث العكس. 

وتصريحات أخرى عن توقعات الفيدرالي قد تضرب الأسواق. 

وأنباء عن توافر عقار لفيروس كورونا، ومن ثم أنباء أخرى عن فشل العقار تتلاعب بالأسعار. 

ومشادات بين بريطانيا واليورو تؤثر على الأسهم، وأنباء عن قرب التوصل لاتفاق تجعل الأسهم ترقص طربا على وقع شيء لم يحدث. 

ماذا قال الحكيم؟ 

ولكن لحكيم وول ستريت رأي آخر فيما يحدث الان، وكعادته يرى الأمور من منظور يختلف عن الآخرين. 

يقول المستشار الاقتصادي في شركة "أليانز (SE:8040)" العالمية "محمد العريان" ان البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى أن التعافي الاقتصادي، باستثناء الصين وعدد قليل من الدول الأخرى، لا يزال غير متكافئ وغير مؤكد، كما يفشل في تحقيق كل ما هو مطلوب وما هو ممكن. 

وان قطاعات السفر والضيافة وغيرها من أنشطة القطاعات الخدمية في مواجهة صعوبات كبرى، ما يؤدي لتعقيد الصورة العامة الخاصة بالتوظيف. 

يضيف العريان أن عدد متزايد من الشركات في قطاعات أخرى يلجأ إلى مبادرات من شأنها خفض عمليات التعيين أو تتسبب في موجة من عمليات تسريح العمال. 

ويرى العريان ان الأسواق المالية دخلت الربع الأخير من 2020 وسط تعاف مؤقت للاقتصاد العالمي وحالات عدم اليقين السياسي إضافة إلى الافتقار لاستجابة السياسة المالية والهيكلية. 

ويضيف العريان أن الرياح العكسية على والذي يأتي على رأسها أزمة "كوفيد-19"، جعلت أغلب الدول تعاني من أجل تحقيق التوازن بين حماية الصحة العامة والعودة لمستويات النشاط الاقتصادي شبه الطبيعية 

ويقول العريان تتفاقم حالة عدم اليقين بفعل المعاناة الأكبر لتلبية الأهداف الرئيسية الثلاثة في عصر الوباء: الحفاظ على الصحة العامة، وحماية المواطنين، وتفادي إلحاق المزيد من الضرر بالمجتمع والرفاهية الاقتصادية والقدرة المالية. 

ورغم هذا الخليط الذي يتسم بعدم اليقين وعدم الاستقرار والتقلبات، أظهرت الأسهم وغيرها من الأصول الخطرة مرونة كبيرة. 

 وهو ما يتضح وفقا للعريان في رغبة عدد كبير من المستثمرين في الاستمرار في سياسة "الشراء عند الانخفاض" إما بسبب اعتقادهم أنه لا يوجد بديل للأسهم أو بسبب أن ارتداد السوق على مدى السنوات القليلة الماضية قد أثار شعور "الخوف من فقدان الفرصة". 

ويتوقف تكييف سياسات "شراء الانخفاضات، والاعتقاد بأنه لا يوجد بديل، والخوف من فقدان الفرصة"، على الثقة القوية لدى المستثمرين بشأن استعداد البنوك المركزية - بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي على وجه التحديد - لضخ السيولة مع أول إشارة حول وجود ضغوط قوية في الأسواق. 

ومع التفاوت على نحو متزايد بين تقييمات السوق وأساسيات الاقتصاد، ربما تتعرض مصداقية البنوك المركزية للخطر وتتفاقم حالات عدم المساواة في الثروة، كما تزيد المخاطر أمام الاستقرار المالي في المستقبل. 

وتابع العريان: "يميل المستثمرون للاعتقاد أن معظم أو ربما كل الصعوبات الحالية أمام السوق ليست مؤقتة فحسب بل يمكن عكسها. 

ويتمثل الافتراض في أن حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الأمريكية سيتم حلها بشكل سريع، إضافة إلى استكمال جهود الإصلاح المالي والهيكلي بما يعوض الوقت المفقود، فضلاً عن استمرار تسارع إحراز تقدم في تطوير علاجات أو لقاحات "كوفيد-19" أو اكتساب مناعة القطيع.  

ويقول العريان او حكيم وول ستريت أنه وخلال تلك الأوقات باتت الأسواق تتوقع ما هو غير متوقع.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image