ما هو تأثير الحرب التجارية على الرؤية الاقتصادية للصين؟

ما هو تأثير الحرب التجارية على الرؤية الاقتصادية للصين؟
الصين

يبدو أن الصين قد أدركت أن الاعتماد على التجارة الخارجية كعنصر مهيمن على الاقتصاد ليس بالاختيار الآمن، فقد جاءت جائحة فيروس كورونا لتفتح أعين الصين على أهمية إعطاء وزن نسبي أكبر لاعتمادها على قوة الاقتصاد الداخلي مع خلق كتله اقتصادية مع الدول المحيطة بها جغرافيا، فقد أدى تفشي فيروس كورونا إلى تعطيل الحركة التجارية الدولية والتي تعتمد عليها الصين بشكل كبير جدا في تصريف منجاتها الصناعية، وهو ما دفع الحكومة الصينية إلى تبني رؤية اقتصادية جديدة للعقد القادم من الزمن تسمي الدورة المزدوجة.

تعتمد الرؤية المزدوجة هذه على إعطاء اهتمام أكبر للسوق الداخلي بجانب الاهتمام بالتجارة الخارجية مع تعديل الرؤية الحالية للتجارة الخارجية، فقد قامت مجموعة من المحللين الاقتصاديين لدى بنك ICBC المملوك للحكومة الصينية بإصدار عدد من المخططات خلال الأسابيع القليلة الماضية؛ توضح هذه المخططات رؤيتهم للواقع الاقتصادي في ظل سياسة الدورة المزدوجة.

فقد قاموا بتلخيص الحركة التجارية الحالية في استحواذ الولايات المتحدة الأمريكية على الصدارة في مستوي منفرد  يليه مستوى يضم الصين و الاتحاد الأوروبي و اليابان وباقي دول العالم، مع تقسيم الحركة التجارية الخارجية إلى جزئين أحدهما بين الولايات التحدة الأمريكية و باقي دول العالم و الثانية بين الصين و اليابان و كوريا الشمالية  و الاتحاد الأوروبي.

توضح الرؤية المستقبلية تقسيم الحركة التجارية الدولية إلى ثلاثة تكتلات؛ أحدهم يضم دول أمريكا الجنوبية و الولايات المتحدة الأمريكية و كندا بحيث تتصدر الولايات المتحدة لهذا التكتل، وتضم الكتلة الثانية دول أوروبا الشرقية و الغربية فيما تلعب ألمانيا و فرنسا دور المركز لهذا التكتل، و تضم الكتلة الثالثة كوريا الشمالية و اليابان إضافة إلى دول أوروبا الشرقية و لتتصدر الصين هذا التكتل بحيث تقوم العلاقات التجارية داخليا بين دول هذه التكتلات وخارجيا بين التكتلات الثلاثة.

وقد أرجع بعض المحللين تبني الإدارة الصينية هذة الرؤية لقناعتهم بأن الصين لن تستطيع المواصلة في جعل التجارة الخارجية هي المحرك الأساسي لنشاطها الاقتصادي خاصة وبعد أن أدركت الولايات المتحدة بأن شراكتها الاقتصادية مع الصين قد كانت خطأ استراتيجي وهو ما أثبتته الحرب التجارية التي شنتها إدارة ترامب على الصين منذ تولي الرئيس ترامب لزمام الأمور في أمريكا، ويدعم هذا القول تراجع حجم العلاقات التجارية بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية في حين أصبحت الدول العشرة المكونين لرابطة دول جنوب شرق آسيا هم الشريك التجاري الأكبر للصين خلال العام الجاري.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image