السيناريو المتوقع: بيانات سوق العمل الأمريكي الأخيرة لعام 2019 وتوقعات 2020

السيناريو المتوقع: بيانات سوق العمل الأمريكي الأخيرة لعام 2019 وتوقعات 2020

تصدر بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر 2019 في الغد، وتعد تلك هى أخر بيانات توظيف لعام 2019 وبالتالي سيكون لها أهمية قوية في التنبؤ بحالة الاقتصاد الأمريكي وتوجهات الاحتياطي الفيدرالي خلال الربع الأول من عام 2020 خاصة عقب صدور نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة الماضي وتفاوت البيانات الاقتصادية الأخيرة.

نظرة على سوق العمل على مدار عام 2019

كانت بيانات سوق العمل الأمريكي إيجابية بشكل كبير على مدار عام 2019، فقد استمرت الأجور في النمو وانخفضت معدلات البطالة تجاه أدنى مستوياتها تاريخياً، واستطاع الاقتصاد الحفاظ على إضافة أعداد جيدة من الوظائف شهرياً.

ويمكن القول أن التوظيف وسوق العمل كان جيد بشكل عام خلال 2019، وبشكل خاص خلال شهر نوفمبر فقد سجل التوظيف بالقطاع غير الزراعي نمو بمقدار 266 ألف وظيفة وفاق توقعات الأسواق، كما تفوق على القراءة السابقة التي أظهرت نمو الوظائف بنحو 128 ألف تمت مراجعتها إلى 156 ألف وظيفة خلال أكتوبر.

إلى جانب هذا سجلت معدلات البطالة بيانات إيجابية خلال نوفمبر لتتراجع من النسبة 3.6% إلى 3.5%، وتخالف توقعات الأسواق. ورغم تراجع مؤشر متوسط الأجور الشهري عن التوقعات والنمو بحوالي 0.2% فقط، إلا أنه استطاع المؤشر السنوي تسجيل نمو من النسبة 3.0% إلى النسبة 3.1%.

الولايات المتحدة: أعداد الوظائف تنمو بقوة والبطالة تتراجع

وبالتالي ساهمت تلك البيانات في تعزيز ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى، ودعم قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بالحفاظ على الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه الأخير خاصة بعد تحسن الأوضاع في سوق العمل وهدوء التوترات التجارية. ولكن هل سيستمر هذا التعافي وتلك الإيجابية ليختم سوق العمل الأمريكي عام 2019 على ارتفاع ونمو؟

 

أداء سوق العمل الأمريكي على مدار عام 2019

توقعات بيانات الغد والمؤشرات الدالة

سجلت معظم المؤشرات الدالة على بيانات التوظيف الأمريكي قراءات إيجابية على مدار الشهر يمكن تلخيصها على النحو التالي:

  • أضاف القطاع الخاص غير الزراعي 202 ألف وظيفة في نوفمبر بأفضل من التوقعات بنمو يبلغ 160 ألف وظيفة فقط خلال ديسمبر.
  • تراجع مؤشر التوظيف في القطاع التصنيعي من 48.1 إلى 47.2 نقطة.
  • ارتفع مؤشر التوظيف بالقطاع غير التصنيعي من 53.9 إلى 55.0 نقطة.
  • سجل متوسط الأربعة أسابيع لطلبات إعانات البطالة تراجع بمقدار 9,500 طلب من 233,500 إلى إجمالي 224,000 طلب بنهاية الأسبوع المنتهي 28 ديسمبر.

ويمكن إرجاع تباطؤ القطاع التصنيعي إلى استمرار الضغوط التي شكلتها الحرب التجارية على ذلك القطاع، بينما يبدو أن التوظيف بالقطاع الخاص والقطاع غير التصنيعي قد استطاعا التعافي الواضح خلال شهر ديسمبر.

ورغم إيجابية معظم البيانات الدالة التي تدعم استمرار تعافي سوق العمل الأمريكي في ختام عام 2019، ولكن تتوقع الأسواق أن تتباطأ أعداد التوظيف قليلاً خلال ديسمبر لتسجل نمو بمقدار 162 الف وظيفة فقط، على أن تسجل الأجور نمو شهري بنحو 0.3%، وتستقر كل من الأجور السنوية ومعدلات البطالة عند النسبة 3.1% و3.5% على التوالي.

تحركات مؤشر الدولار والأسهم الأمريكية المتوقعة

تتجه أنظار متداولي الدولار الأمريكي في الوقت الحالي للتركيز على أولى بيانات عام 2020، وبالتالي بيانات التوظيف الأمريكي لشهر ديسمبر قد تلقى بعضاً من التجاهل من قبل مؤشر الدولار وقد لا يتأثر بشكل واضح في حال جاءت البيانات ضمن النطاق المتوقع وسجلت بعضاً من التباطؤ. وما قد يدعم هذا الأمر رد فعل الدولار الأمريكي على بيانات مؤشر ISM التصنيعي وغير التصنيعي الأخيرة الذي كان محدود للغاية.

مع ذلك، في حال كانت البيانات سلبية بشكل قوي قد يؤدي ذلك إلى استمرار تراجع مؤشر الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى. مما يؤدي إلى تراجع زوج الدولار ين USD/JPY نحو المستويات 108.40.

أما في حالة جاءت البيانات إيجابية وسجلت قراءات مرتفعة واضحة، من المرجح أن يساهم ذلك في دفع المؤشر للارتفاع، ويخلق زخم إيجابي على زوج الدولار ين USD/JPY تجاه المستويات 109.6570.

على جانب أخر، سيكون تركيز الأسهم الأمريكية على معدلات الأجور بشكل خاص، ومن المتوقع قيام الأسهم بتعزيز مكاسبها تزامناً مع إيجابية البيانات، والتأثر سلباً في حال سجلت البيانات قراءات منخفضة. على أن يكون مؤشر S&P 500 هو الأكثر تأثراً بتلك البيانات.

كيف ستؤثر تلك البيانات على قرار الاحتياطي الفيدرالي خلال عام 2020؟

يبدو أن لجنة السياسة النقدية قد حسمت قرارها خلال أخر اجتماعات عام 2019 وقد أكدت بوضوع على عدم الحاجة للاستمرار في السياسة التسهيلية عقب خفض الفائدة ثلاثة مرات خلال العام الماضي، وبالتالي سواء كانت البيانات سلبية أم إيجابية لن يتأثر قرار الاحتياطي الفيدرالي به بقوة خلال أول اجتماعات عام 2020 المنتظرة نهاية الشهر الجاري.

وعليه، من المتوقع أن ينتظر الاحتياطي الفيدرالي تطورات الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين خاصة بعد الهدوء الأخير والأنباء التي تضمنت زيارة مسؤولي الصين لتوقيع المرحلة الأولى من الاتفاق في منتصف يناير. تزامناً مع احتمالات توقيع اتفاقية النافتا الجديدة. هذا الأمر الذي من شأنه دعم تحسن ثقة الاستهلاك والأعمال ودعم النمو والاقتصاد الأمريكي.

كذلك يرى أعضاء لجنة السياسة النقدية أن التضخم في وضع يسمح له بالارتفاع تجاه الهدف المحدد عند 2%، مما يدعم تفضيلهم لمراقبة البيانات الخاصة بالقطاع التصنيعي والخدمي والتضخم والتوظيف خلال الربع الأول من عام 2020 قبل اتخاذ أي قرار بشأن السياسة النقدية المستقبلية أو القيام برفع الفائدة.

الجدير بالإشارة أنه من المقرر صدور بيانات سوق العمل الأمريكي لشهر ديسمبر غداً  في الساعة 1:30 مساءً بتوقيت جرينتش، أي في الساعة 3:30 مساءً بتوقيت مصر و 4:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image