بيانات التجارة الصينية تثقل على الأسواق العالمية وتؤدي إلى تراجعها

بيانات التجارة الصينية تثقل على الأسواق العالمية وتؤدي إلى تراجعها
الميزان التجاري الصيني

تراجعت الأسهم الصينية اليوم بأكثر من 4% في أسوأ جلساتها في خلال خمسة أشهر عقب صدور البيانات الضعيفة للميزان التجاري الصيني والتي أظهرت تقلص حجم الصادرات بمقدار الخمس على أساس سنوي، مما قد ساهم في تزايد المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، الامر الذي أثقل على الأسهم العالمية لتتراجع لأدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع. هذا وقد أغلق مؤشر نيكاي الياباني على انخفاض بمقدار 2%.

هذا وقد جاءت بيانات فبراير دون التوقعات بانخفاض بنسبة 4.8، الأمر الذي قد أثر على المستثمرون في الأسواق العالمية، خاصة بعد تخفيض البنك المركزي الأوروبي لتوقعاته بشان النمو، بالإضافة إلى إعلانه عن القروض التسهيلية طويلة الأجل للبنوك.

وبالتزامن مع أعياد السنة الجديدة القمرية في الصين، فإنه من الصعب تحديد اتجاه واضح لتلك البيانات الضعيفة، لكن لا يمكن إنكار أنها لا تنذر بخير، خاصةً بعد إصدار بعض البيانات السيئة أيضاً في ألمانيا والنرويج.

هذا وقد تأثرت الأسواق الأوروبية أيضاً، فقد انخفض المؤشر STOXX 600 بنسبة 0.5%، وهو أول انخفاض اسبوعي له في خلال شهر، فيما أفاد أحد خبراء الاقتصاد، أن هذا الانخفاض سببه الأكبر بيانات الصين الضعيفة. وأضاف أن الاقتصاد الصيني متباطئ بأكثر مما يعتقده الناس، وأوضح أنه برى أن الاقتصاد العالمي أيضا متباطئ أكثر مما هو عليه، لذا يمكن الاستنتاج من ذلك أن تأتي بيانات التجارة أسوأ مما يتوقع الجميع.

فيما تصدرت أسهم السيارات الأوروبية الانخفاض، فقد تراجعت بمقدار 1.6%، إلى جانب الانخفاض الغير متوقع في الطلبات الألمانية الصناعية، بالإضافة إلى مشاكل التجارة الصينية. وقد واصلت الشركات المالية خسائرها لليوم الثاني على التوالي بعدما خفض المركزي الأوروبي توقعاته للنمو وقام بتأجيل الجدول الزمني لرفع معدلات الفائدة. وتعليقاً على قرارات المركزي الأوروبي، قال محافظ البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراجي، أن الاقتصاد يعاني من الضعف المستمر.

هذا وقد انخفض المؤشر العالمي MSCI’s للجلسة الخامسة على التوالي في أطول وتيرة انخفاض له منذ ديسمبر، فيما تأثرت الأسهم الأمريكية أيضا، فقد انخفضت العقود الآجلة لمؤشر  S&P500 بمقدار 0.4%. حتى الآن كانت قرارات البنك المركزى ذات تأثير إيجابي على عائدات السندات، فقد اقترتب عائدات السندات الألمانية لأجل عشر سنوات من الصفر، هذا وقد انخفضت العائدات الفرنسية و الألمانية لأدنى مستوياتهم منذ 2016، وهي السنة التي قام فيها البنك المركزي الأوروبي بتبني سياسات توسعية وقام بخفض معدلات الفائدة لمواجهة الانكماش وضعف النمو الاقتصادي. فيما أوضح أحد الخبراء الاقتصاديين أن تصريحات المركزي الأوروبي ساهمت في زيادة الضغط الشرائي على السندات، والذي من المتوقع أن يستمر لفترة، فيما أضاف أن الاسواق لم تتوقع شيئاً واضحاً، بينما على الأرجح أن تبقى عائدات السندات متراجعة الفترة القادمة. فيما انخفضت عائدات سندات الخزينة الأمريكية لأجل عشر سنوات لأدنى مستوياتها في اسبوعين إلى المستوى 2.627%.

وفي أسواق العملات، ارتفع اليورو دولار إلى المستوى 1.1209، بعد هبوطه بنسبة 1% لأدنى مستوياته منذ يونيو 2017 إلى المستوى 1.1176. بينما انخفض الدولار بنسبة 0.2% بعدما وصل لأعلى مستوياته في 2019 أمام سلة من العملات بما في ذلك اليورو، حيث قد راهن المتداولون على تحسن الاقتصاد الأمريكي أكثر من اقتصاد اوروبا الفترة المقبلة.

فيما ينتظر المستثمرون صدور بيانات التوظيف الأمريكية في وقت لاحق من اليوم، مع حالة عدم اليقين خاصة بعد القفزة الغير متوقعة في بيانات شهر يناير، هذا ومن المحتمل انخفاض معدل البطالة أقل من المتوقع نظراً للتحسن الحالي في سوق العمل الأمريكي.

وفي أسواق السلع، تراجعت أسعار البترول نظراً لارتفاع الانتاج النفطي والصادرات للولايات المتحدة، مما يثقل على مجهودات أوبك وحلفاؤها في تخفيض الانتاج النفطي لموازنة الأسعار. فقد انخفض سعر الخام الأمريكي بمقدار 38 سنتاً إلى 56.28 دولاراً للبرميل، فيما انخفض خام برنت بمقدار 49 سنتاً إلى المستوى 65.81 دولاراً للبرميل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image