سيناريوهات البريكست المتوقعة بعد إعلان ماي عن مسودة الاتفاق

سيناريوهات البريكست المتوقعة بعد إعلان ماي عن مسودة الاتفاق

بعد الإعلان عن تفاصيل مسودة اتفاق البريكست الذي توصلت له حكومة تيريزا ماي، تعالت الانتقادات وارتفعت حالة التمرد بين أفراد الحكومة والبرلمان رفضاً لاتفاق البريكست الذي وصفه البعض بأنه الخطأ الأكبر في حق الشعب البريطاني حيث يتناقض مع الوعود التي قدمتها الحكومة للشعب على مدار السنوات الأخيرة. أثناء مثولها أمام البرلمان اليوم، واجهت ماي مطالبات عديدة بإعادة القرار إلى الشعب وعقد استفتاء آخر على اتفاق البريكست، فيما نادى البعض الآخر بإجراء تصويت لسحب الثقة من حكومة ماي.

في ظل تلك التوترات، يبقى أمام البريكست بعض السيناريوهات المحتملة والتي تتمثل:

رفض البرلمان لاتفاق البريكست

ويبدو هذا السيناريو الأكثر ترجيحاً بعد تأكيد عدد من قيادات الأحزاب المحلية على رفضهم لمسودة الاتفاق ونيتهم في التصويت ضدها. وفي تلك الحالة لن يكون أمام ماي سوى التوصل إلى اتفاق آخر خلال 21 يوم، يتوافق مع مطالبات البرلمان. هذا السيناريو سوف يضع مزيد من الضغوط على تداولات الاسترليني مع تأجيج تلك التطورات حالة الغموض التي تحيط بمستقبل البريكست خاصة مع الانقسام السياسي داخل المملكة المتحدة وارتفاع خطر الإطاحة بالحكومة الحالية.

تراجع ماي عن الاتفاق الحالي

في تلك الحالة قد نرى المزيد من الانقسامات داخل حزب المحافظين حيث قد يؤثر على الثقة في قيادة ماي وقدرتها على إتمام مهمة البريكست. كما أنه سوف يضعف موقف المملكة المتحدة خلال عملية التفاوض مع بروكسل، وقد يدفع الحكومة إلى تقديم المزيد من التنازلات التي سوف تشعل حالة الغضب المحلي.

مد الفترة الانتقالية

رغم تأكيدات تيريزا ماي على أن الحكومة لن تطالب بمد الفترة الانتقالية، إلا أن هذا الخيار ليس مستبعد كلياً خاصة وإن استمرت حالة المعارضة المحلية لمسودة الاتفاق الحالية. حتى الآن وحسب تصريحات ماي اليوم، فإن المملكة المتحدة سوف تغادر الإتحاد الأوروبي في 29 مارس 2019 ولا يوجد ما يستعدي المطالبة بمد الفترة الانتقالية. يجدر الإشارة بأنه حتى إن طالبت المملكة المتحدة بمد الفترة الانتقالية، قد لا يتم قبول الطلب من جانب الإتحاد الأوروبي في ظل ارتفاع مطالبات الأحزاب الشعبوية بإتمام البريكست في أقرب وقت.

تصويت سحب الثقة

من أكبر المخاطر التي تواجه رئيسة الوزراء تيريزا ماي حالياً هو إجراء تصويت لسحب الثقة، وهو سيناريو بات أكثر ترجيحاً بعد زيادة الانقسام داخل صفوف حزب المحافظين والتي انتهت باستقالة نائب رئيس الحزب خلال الساعات الماضية اعتراضاً على توجهات الحكومة واتفاقية البربكست المقترحة. وقد أفادت أنباء متداولة أن الحزب حصل على عدد الأصوات الكافية لإجراء التصويت إلا أنه لم يتم البت بشكل نهائي إذا ما سيتم إجراء تصويت لسحب الثقة من ماي أم لا حتى الآن. في تلك الحالة، من المرجح أن يُعقد التصويت مطلع الإسبوع الجاري، في حالة التصويت بسحب الثقة فسوف يتم إقالة ماي من منصبها، أما التصويت لصالح ماي قد يوفر لها الحصانة في منصبها لفترة عام قادم.

إجراء استفتاء أخر

أكدت ماي داخل البرلمان وخلال المؤتمر الصحفي اليوم بأنه لن يكون يكون هناك استفتاء أخر على البريكست، موضحة بأن البرلمان أعطى للشعب حق التصويت وقد اختار ما يراه الأفضل. والآن دور الحكومة هو تنفيذ مطالب الشعب والتوصل إلى اتفاق بربكست يضمن مصالح الأفراد والمملكة المتحدة بما في ذلك الأمن القومي، الوظائف واستعادة هيبة البلاد. لكن يبقى هذا الخيار متاحاً فقط إن فشلت ماي في الحصول على الموافقة البرلمانية على اتفاق البريكست، بالتالي قد تلجأ إلى تصويت الشعب.

عقد انتخابات مبكرة

في حين أنه من السيناريوهات المستبعدة حالياً في ظل انخفاض شعبية حزب المحافظين وحالة الانقسام داخل الحزب، إلا أنه قد يوفر لماي مزيد من الوقت حتى يناير المقبل لمحاولة اجتذاب الرأي العام. لكن هذا الأمر مستبعد بعد أن تدهورت شعبية ماي بشكل ملحوظ حسبما أظهرت نتائج الانتخابات المنعقدة العام الماضي.


للمزيد حول تصريحات تيريزا ماي اليوم:

ماي: لا أحد يمكنه التنبؤ بما يمكن أن يحدث إن لم يتم التوصل إلى اتفاق

خطاب تيريزا ماي أمام البرلمان بشأن اتفاق البريكست

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image