الدولار الاسترالي في انتظار بيانات سوق العمل لتأكيد الاتجاه القادم

بعد ارتفاعات قوية للدولار الاسترالي منذ بداية الشهر الجاري، تتطلع الأسواق إلى بيانات سوق العمل الاسترالية في محاولة للاستدلال على استدامة تعافي العملة. تأتي البيانات بعد يوم واحد من صدور بيانات الأجور للربع الثالث من العام، والتي أظهرت تسارع معدل الأجور سنوياً من 2.1% إلى 2.3% كالمتوقع بنهاية العام المنتهي في سبتمبر الماضي. ولكن على أساس ربع سنوي، استقر نمو الأجور عند 0.6% خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر، كما تم مرجعة قراءة الربع الثاني من 0.6% إلى 0.5%.

تصدر بيانات سوق العمل خلال الساعات الأولى من تداولات الخميس، مع توقعات بارتفاع البطالة على نحو طفيف إلى 5.1% في أكتوبر من نسب سجلت 5.0% في سبتمبر، وهو أدنى مستوى للبطالة الاسترالية منذ إبريل 2012. تستند تلك التوقعات على الارتفاع المتوقع في نسب المشاركة بسوق العمل والتي من المتوقع أن ترتفع من 65.4% إلى 65.5%. في الوقت نفسه، من المتوقع أن تتراوح أعداد التوظيف قرابة 20 ألف وظيفة، أي ما يعادل أربعة أضعاف الوظائف المضافة خلال سبتمبر والتي سجلت 5.6 ألف وظيفة فقط.

هذا، ومع الإيجابية المتوقعة للبيانات قد نشهد المزيد من تعافي الدولار الاسترالي خاصة أمام نظيره الأمريكي بما يدعم رؤية مستويات 0.7260 وربما 0.7300 خلال تعاملات الغد. أما سلبية البيانات والمتثملة في ارتفاع البطالة بأكثر من المتوقع، استمرار تباطؤ أعداد التوظيف قد يعيد الزوج نحو مستويات الدعم 0.7510 وبكسرها قد تمتد الخسائر نحو مستويات الـ 0.70 مرة أخرى.

خلال اجتماعه الأخير، أكد البنك الاحتياطي الاسترالي على قوة الأداء الاقتصادي مع استقرار النمو أعلى مستويات الـ 3%.

كان التضخم السنوي داخل استراليا قد تراجع من 2.1% إلى 1.9% خلال الربع الثالث نتيجة الانخفاض الواضح في أسعار المنازل، ومع ذلك تستمر توقعات الارتفاع خلال العامين القادمين بوتيرة تدريجية قد تدعم وصول التضخم إلى 2.25% في 2019 نحو مستويات أكثر ارتفاعات في 2020. من المتوقع أن يساهم تحسن أوضاع سوق العمل وارتفاعات الأجور في دعم ارتفاع التضخم خاصة مع احتفاظ الاحتياطي الاسترالي بمعدل الفائدة عند مستويات متراجعة.

مع ذلك، من المرجح أن تبقى الفجوة بين سياسات الاحتياطي الاسترالي والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الإثقال على ارتفاعات زوج الاسترالي دولار خلال الفترات المقبلة، خاصة مع إقبال الفيدرالي الأمريكي إلى رفع آخر للفائدة في نهاية العام قد يعقبه مرتين أو ثلاثة مرات إضافية في 2019، على عكس الاحتياطي الاسترالي حيث تم الدفع بخطوة رفع الفائدة إلى مطلع 2020.