هل ستحل البيتكوين محل الذهب؟

هل ستحل البيتكوين محل الذهب؟

هل ستحل البيتكوين محل الذهب؟

يتردد هذا السؤال في ذهن العديد من الأشخاص بعدما لاحظوا في الفترة الأخيرة تدفق أموال ضخمة لشراء العملة الرقمية صاحبة الارتفاع الأقوى بين العملات أو حتى المعادن النفسية ولا سيما الذهب، وأصبحت فكرة الاستثمار في البيتكوين هي الأفضل مع إدرارها عوائد منقطة النظير مقارنة بأي استثمار آخر بغض النظر عن المخاطرة التي يتحملها المستثمر أو المضارب في هذا النوع الجديد من التداولات.

بالرغم من إعلان الصين عن منعها أنظمة الطرح الأولي إلا أن القيمة السوقية للعملات الرقمية حول العالم البالغ قيمتها 155 مليار دولار كانت عذرًا لإقبال المزيد من الأشخاص لشرائها، ويلاحظ أن قيمة البيتكوين حول العالم تقترب من قيمة الذهب لدى صناديق المؤشرات على الصعيد العالمي.

وقد تبدو هذه الكمية قليلة إذا ما تم مقارنتها بقيمة حيازة الذهب حول العالم بمقدار 187.200 طن من الذهب بقيمة 7.8 تريليون دولار، ولكنها تساوي عشر كمية الذهب التي يتم استثمارها على شكل سبائك أو قطع معدنية والتي تساوي 40 ألف طن وتقترب من تخطي قيمة الذهب لدى صناديق المؤشرات العالمية.

هناك سببان رئيسيان يدعون للشك في جدوى بيتكوين كاستثمار. الأول هو موضوع متعلق بآلية عملها حيث أن الطريقة التي تعمل بها معرضة للانتهاء في أي وقت والسبب الآخر متعلق بالناحية النفسية حيث أن البيتكوين لا تستمد قيمتها من شيء واقعي وأساسي ولهذا لا تأخذ حيز كبير في أي محفظو استثمارية.

بالحديث عن آلية عملها أو البنية التحتية فإنه من المؤكد أنها يشوبها بعض الضعف، حيث تستغرق عملية تأكيد عملية واحدة حوالي ساعة أو أكثر، بل وقد استغرقت عملية واحدة الشهر الماضي أكثر من يوم وفقًا للبيانات الواردة في Blockchain.info.

يوضح الرسم البياني التالي الفترة التي قد تستغرقها عملية بالبيتكوين

يُقال أن الأسواق المالية مبنية على  أسس روب غولدبرج المماثلة التي من الصعب على المستثمرين العاديين شراء برميل حقيقي من النفط الخام، حسب دراسات تريسي ألواي من فريق عمل بلومبرج منذ بضع سنوات ماضية. وقد قام الخبير الاقتصادي جون ماينارد كينز، بقياس سعة التخزين  لكلية كينجز في كامبريدج بعد أن وصل إلى درجة خطرة من الاضطرار إلى تسلم قيمة شهر من إمدادات القمح في المملكة المتحدة. ولهذا فإن اتمام المعاملات في العالم الحقيقي هو في كثير من الأحيان يكون صعب جدًا لدرجة قد تدفع البنوك إلى النظر في استخدام البلوكتشين.

وما يجعل الأسواق قابلة للاستثمار في معظمها ليس أسسها المادي، ولكن البنية الفوقية لعقود المشتقات، والتبادلات وغرف المقاصة.

يُذكر أن ام تي جوكس (منصة لتداول البيتكوين) قد شارفت على الإفلاس في عام 2014، بعد اختفاء 850 ألف بيتكوين بقيمة 450 مليون دولار من لديها، وسرقة نحو 70 مليون دولار من البيتكوين لدى بيتفنكس العام الماضي، عملت تلك الشركات على تقديم عقود آجلة وعقود خيار للبيتكوين لفترة من الوقت وبعد تلك الأحداث رأت المؤسسات وكبار المستثمرين أن تداول العملة يتطلب  عمليات تسوية واضحة ومعاملات آمنة أولًا قبل التداول على تلك الأدوات وإلا لن يشاركو فيها.

يبدو أن رياح التغيير على هذه الجبهة وشيكة، فقد خطط مجلس شيكاغو لتبادل عقود الخيار للبدء في تقديم عقود بيتكوين الآجلة بحلول أبريل المقبل، حسب الأنباء الصادرة عن CNBC، كما حصلت منصة التداول ليدجيركس ليك الشهر الماضي على الموافقة التنظيمية من لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية لتكون بمثابة غرفة مقاصة لمشتقات العملة الرقمية أو تقديم إمكانية بيعها أو التداول عليها برافعة مالية لجذب المزيد من المستثمرين.

منذ أن انهى ريتشارد نيكسون السعر الثابت لأوقية الذهب عند 35 دولار للأوقية في عام 1971، ارتفعت قيمته في بعض الأحيان خلال الفترة ما بين ( 1970 و 2000) وتراجعت في دولة أخرى، وهي أفضل حجة لتبرير الاستثمار في الذهب هذه الأيام فهو ليس مجرد "مخزن للقيمة"  ولكن تقلب أسعاره يعطيه صفة خاصة: وفقا لنظرية المحفظة الحديثة، يجب عليك شراء الأشياء اللامعة ليس لعوائدها المرتفعة ولكن لأنها لا ترتبط كثيرا بالأصول الأخرى مثل الأسهم والسندات والسلع.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image