القطاع التصنيعي البريطاني يعاود النمو ولكن يتخلله بعض الضعف

القطاع التصنيعي البريطاني يعاود النمو ولكن يتخلله بعض الضعف

أظهرت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات Markit ارتفاع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي البريطاني مرة أخرى خلال مايو ليسجل 50.1 ليفوق التوقعات التي أشارت إلى قراءة قدرها 49.6 فقط. تأتي تلك البيانات اليوم بعد الانكماش الذي عانى منه القطاع التصنيعي في إبريل لأول مرة منذ ثلاثة أعوام متأثرًا بارتفاع حالة عدم اليقين والمخاوف وتراجع ثقة المستثمرين جراء الأوضاع الاقتصادية مع اقتراب موعد الاستفتاء المقرر يوم 23 من الشهر الجاري والذي سيحدد مصير بقاء أو خروج بريطانيا  من الاتحاد الأوروبي.

  • الرسم التالي يوضح التغير في مؤشر مديري المشتريات التصنيعي البريطاني منذ بداية عام 2000 وحتى الأن:

ومن العوامل الرئيسية التي ساهمت في نمو القطاع خلال مايو ارتفاع معدلات الاستهلاك داخل القطاع، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المدخلات ومتوسط أسعار السلع. هذا وقد شهد معدل الطلبات الجديدة ارتفاعًا طفيفًا مقارنة بإبريل الماضي. من ناحية أخرى، أشارت البيانات اليوم تراجع صادرات القطاع خلال الفترة المحددة للشهر الخامس على التوالي في ظل تباطؤ النمو العالمي وارتفاع قيمة الجنيه الاسترليني والتي أثقلت بدورها على صادرت المملكة المتحدة بوجه عام، وبالطبع ارتفاع حالة عدم اليقين وتراجع الثقة مع اقتراب موعد الاستفتاء. أما بالنسبة إلى التوظيف داخل القطاع التصنيعي، نجد أن سوق العمل قد فقد عدد من الوظائف للشهر الخامس على التوالي لتتراجع معدلات التوظيف قرابة أدنى مستوياته منذ ثلاثة أشهر متأثرة بتراجع الاستثمارات في ظل تراجع الثقة.

بوجه عام، وعلى الرغم من الارتفاع الذي سجله مؤشر مديري المشتريات بالقطاع التصنيعي، إلا أن القطاع لا يزال يعاني من الضعف الذي بدأه منذ مطلع العام الجاري في ظل ارتفاع حالة عدم اليقين وتراجع ثقة المستمرين إزاء الأوضاع البريطانية وانتظار نتائج الاستفتاء لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور في النهاية وهو ما انعكس بشكل رئيسي على تراجع معدلات التوظيف داخل القطاع. ويبدو أن الأوضاع ستبقى غامضة خلال الشهر الجاري حتى تظهر نتيجة الاستفتاء المرتقب والذي سيحدد مصير الاقتصاد البريطاني خلال الفترة المقبلة.

الجدير بالذكر، أن ارتفاع مؤشر مديري المستريات بالقطاع التصنيعي قد فشل في دعم الاسترليني أمام الدولار الأمريكي ليتراجع من أعلى مستوياته عند 1.4508 ليجرى تداوله حاليًا قرابة المستوى 1.4446، ولكن مع ظهور الانفراج الإيجابي على مؤشر الماكد من المتوقع أن يشهد الزوج بعض الارتفاع التصحيحي قبل مواصله اتجاهه الهابط العام وتراجعه إلى المستوى 1.4438.

ولتكوين صورة أوضح عن الاقتصاد البريطاني إطلع على:


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image