هل وصلت أسعار النفط إلى المحطة الأخيرة في الارتفاع؟

هل وصلت أسعار النفط إلى المحطة الأخيرة في الارتفاع؟
النفط

شهد النفط ارتفاعًا قويًا في الفترة الأخيرة لتتمكن الأسعار من استهداف حاجز 50 دولار للبرميل خلال تداولات اليوم لأول مرة منذ سبعة أشهر. يأتي هذا الارتفاع المتواصل بعد الخسائر التي تكبدتها الأسعار على مدار العامين الماضين لتتراجع حينها ما يقرب من 100 دولار للبرميل مستهدفًا أدنى مستوياته عند 25 دولار للبرميل في مطلع العام الجاري والذي يمثل أدنى مستوياته منذ عام 2003.

هذا وقد أرجعت الأسواق هذا التراجع الحاد إلى العديد من العوامل أهمها وفرة المعروض النفطي وضعف الطلب في ظل التباطؤ الذي عانى منه الاقتصاد العالمي ولاسيما الصين خلال فترة تحول اقتصادها لتُزيد المخاوف بشأن التطلعات العالمية. ولكن مع استقرار الأوضاع والأسواق العالمية في الآونة الأخيرة، ومع تراجع المعروض النفطي بسبب العديد من العوامل أهمها اندلاع حريق في ولاية بكندا والتي تعد أكبر مركز لاستخراج النفط الصخري وتراجع الانتاج في كل من نيجيريا وفنزويلا ليتراجع الانتاج العالمي بمقدار ما يقرب من 4 مليون برميل يوميًا. أيضًا يجب ألا نغفل عن تراجع مخزونات النفط الأمريكي كما أشارت البيانات بالأمس بمقدار 4.2 مليون برميل فائقًا التوقعات التي أشارت إلى تراجعه بمقدار 1.7 مليون برميل فقط وفقًا لإدارة معلومات الطاقة، الأمر الذي دعم ارتفاع أسعار النفط في النهاية ليرتفع خام برنت مستهدفًا المستوى 50.20 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس إلى المستوى 49.90 دولار للبرميل.

الجدير بالذكر، ترقب الأسواق اجتماع منظمة الأوبك يوم 2 يونيو في فيينا لمناقشة مسألة تجميد الانتاج في محاولة لدعم أسعار النفط وتحقيق التوازن في الأسواق خاصة بعد فشل اجتماع الدوحة السابق، ولكن تشير أغلب التوقعات ألا يصل أعضاء الأوبك إلى اتفاق بعدما رفضت إيران سابقًا مسألة التطرق إلى هذا الموضوع بعد رفع العقوبات الدولية عنها والتي تتيح لها زيادة صادرتها من النفط حيث صرح وزير النفط الإيراني أن طلب الأوبك ما هو إلا أضحوكة وأن إيران ستستمر في خطة زيادة انتاجها النفطي ليصل إلى 4 مليون برميل يوميًا.

ولكن بوجه عام، تبقى توقعات الأسواق إيجابية للنفط في الفترة القادمة إذا تمكنت الأسعار من الاستقرار أعلى الحاجز النفسي 50 دولار للبرميل مع إغلاق التداولات الأسبوعية غدًا. فحتى لو لم يصل أعضاء الأوبك إلى اتفاق خلال الاجتماع الأسبوع القادم، من المتوقع أن يشهد النفط بعض التراجع الطفيف قبل مواصله اتجاهه الصاعد العام.

وبالنظر إلى النفط على الإطار الزمني الأربع ساعات، نجد أنه قد سجل بعض التراجع عقب ارتداده من أعلى مستوياته عند 50.20 دولار للبرميل، ومع اقتراب مؤشر الستوكاستيك من منطقة التشبع الشرائي من المتوقع أن يشهد النفط بعض التراجع التصحيحي وقد يصل إلى المستوى 49.00، ومن ثَم المستوى 47.50 قبل مواصلة اتجاهه الصاعد العام وارتفاعه إلى المستوى 50.20 وصولاً إلى المستوى 51.00 دولار للبرميل. وإجمالاً تبقى توقعاتنا الإيجابية قائمة للنفط في الفترة القادمة ما لم يغلق السعر أسفل المستوى 47.50، وفي حالة الإغلاق أدناه فقد تزداد العروض البيعية علىيه لتدفع الأسعار إلى المستوى 43.22 دولار للبرميل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image