تراجع المعروض النفطي يدفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها

تراجع المعروض النفطي يدفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في مستهل التداولات الأسبوعية لتسجل أعلى مستوياتها على مدار العام حتى الأن، حيث ارتفع خام غرب تكساس بنسبة 1.6%، بينما ارتفع خام برنت بنسبة 1.7% مدعومًا بارتفاع معدلات الطلب في الآونة الأخيرة في ظل تحسن واستقرار الأوضاع العالمية من ناحية، ومن ناحية أخرى، تراجع المعروض النفطي بشكل ملحوظ متأثرًا بالعديد من العوامل منها تراجع انتاج النفط في كندا عقب اندلاع حريق في ولاية فورت ماكموراي التي تعد أكبر مركز لاستخراج النفط الرملي، وتراجع الانتاج في كل من نيجيريا وفنزويلا، بالإضافة إلى تراجع مخزونات النفط الأمريكي بمقدار 3.4 مليون برميل في الأسبوع الأول من مايو، لتزداد التوقعات التي تشير إلى عودة التوازن مرة أخرى إلى أسواق النفط في الفترة القادمة بعد التراجع الحاد الذي عانت منه الأسعار على مدار العامين الماضيين.

هذا ويبدو أن أسعار النفط في طريقها للتعافي خاصة مع التوقعات الإيجابية الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية التي رفعت توقعاتها لمعدلات الطلب العالمية من 1.16 مليون إلى 1.2 مليون برميل يوميًا. أيضًا يجب ألا نغفل عن التوقعات الأخيرة  الصادرة عن منظمة الأوبك والتي تشير إلى تراجع انتاج الولايات المتحدة الأمريكية من النفط والتي ستدعم الأسعار في النهاية. فعلى الرغم من التوقعات التي تشير إلى ارتفاع انتاج النفط في كل من العراق وإيران في الفترة القادمة، إلا أن ارتفاع معدلات الطلب ستعوض الفائض في المعروض بالإضافة إلى التوقعات التي تشير إلى تراجع انتاج النفط في الولايات المتحدة الأمريكية.

ولكن يجدر الإشارة إلى التوقعات التي تشير إلى أنه في حالة استمرار ارتفاع الأسعار من المتوقع أن يواجه النفط مقاومة قوية عند المستوى 50 دولار للبرميل والتي قد تحد من استمرار ارتفاع الأسعار، خاصة مع التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزارة النفط الليبية بالأمس والتي تشير إلى اعتزام ليبيا العودة لانتاج النفط مرة أخرى بعد أعوام من تعثر انتاجها النفطي والذي تراجع إلى أقل من ربع المستوى 1.5 برميل يوميًا الذي كانت تنتجه قبل عام 2011 في ظل عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية، الأمر الذي أدى إلى قيام مؤسسة جولدمان ساكس بخفض توقعاتها لأسعار النفط خلال الفترة المقبل كما أشرنا.

ومن الناحية الفنية، نجد أن أسعار النفط قد حققت العديد من المكاسب مع بداية التداولات الأسبوعية لتستهدف مؤخرًا المستوى 47.18، هذا ومع استمرار جني الأسعار للزخم الإيجابي كما هو موضح على مؤشر الماكد واستمرار تحرك السعر أعلى المتوسطين المتحركين لإغلاق 50 و100 ساعة، تبقى نظرتنا شرائية للنفط في الفترة القادمة وقد يصل إلى المستوى 48 دولار للبرميل، ومنه إلى المستوى 50 دولار للبرميل. وعلى الصعيد الهابط، مازالت القوى الشرائية بحاجة إلى إغلاق السعر دون المستوى 45.75 لدعم تراجع الأسعار إلى المستوى 45 دولار للبرميل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image