نقاط هامة ننصحكم بالتركيز عليها في بيان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اليوم

نقاط هامة ننصحكم بالتركيز عليها في بيان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اليوم

تستعد الأسواق لأبرز الأحداث الاقتصادية المرتقبة هذا الأسبوع وهو قرار الفائدة الأمريكية. على الرغم من اتجاه التوقعات في صالح إبقاء الفيدرالي على توجهات السياسة الحالية دون تغيير، إلا أن نبرة البيان حيال التطورات الأخيرة ستكون هي صاحبة التأثير الأقوى على تحركات الأسواق ومسار توقعات خطوات الفيدرالي خلال الفترة المقبلة. هذا، وفي حال جاء القرار بالفعل مطابقاً لتوقعات الأسواق، فمن الضروري أن يتم التركيز على بعض النقاط المحورية والتي سوف تساهم في تكوين رؤية أوضح حول توجهات الأعضاء والبنك والخطوات المرتقبة خلال الفترات القادمة.

 

أولاً، المخاطر العالمية ومدى تأثيرها على الأداء الاقتصادي الأمريكي.

كان البيان الأخير قد أوضح عودة مخاوف اللجنة من الأوضاع العالمية المتقلبة ومدى قدرتها على عرقلة المسار الاقتصادي المحلي، ليتخلى البنك بذلك عن ثقته المرتفعة في قدرة الاقتصاد الأمريكي على مواجهة تلك المخاطر التي لم تعد متوازنة، كما أكد البيان. الأمر الذي أثقل على توقعات رفع الفائدة الأمريكية هذا العام. لم يكن هذا فقط، بل جاء خفض اللجنة لتوقعات رفع الفائدة إلى مرتين فقط هذا العام، بعد أن أشارت إلى 4 مرات في السابق لتزيد من الضغوط على الدولار الأمريكي. هذا، وقد بدا من تصريحات أعضاء الفيدرالي خلال الفترة الماضية تفاوت الرؤى الاقتصادية والانقسام حول وتيرة التشديد الملائمة للأوضاع الحالية. على هذا النحو، فمن المفترض أن يعمل بيان اليوم على إيضاح ما إذا كان هذا الانقسام مستمرًا أم أن آراء اللجنة قد اجتمعت على رؤية واحدة.

 

ثانياً،  تطلعات الاقتصاد العالمي وتأثيرها على تحركات الفيدرالي.

بعدما أكد الفيدرالي بشكل صريح على أن الأوضاع أصبحت تمثل خطراً على الاقتصاد الأمريكي، تترقب الأسواق بيان اليوم للاستدلال عما إذا كانت تلك المخاطر مستمرة أم لا، خاصة مع استقرار الأوضاع العالمية خلال الفترة الأخيرة الماضية. جدير بالذكر أن مخاوف البنك قد عادت مرة أخرى على خلفية استمرار تباطؤ الاقتصاد الصيني و اضطراب أسواق السلع. ولكن مع استعادة الاقتصاد العالمي لبعض من استقراره، فهل سيستمر تخوف اللجنة من الأوضاع العالمية أم لا؟

 

ثالثاً، مدى تأييد الأعضاء لقرار رفع الفائدة.

كان الاجتماع الأخير قد شهد تصويت أحد الأعضاء في صالح رفع الفائدة، وهي إيثار جورج، والتي أعلنت دعمها لاستكمال وتيرة التشديد النقدي خلال اجتماع مارس. هذا، وتشير بعض توقعات الخبراء إلى انضمام كل من لوريتا ميستر وجميس بولارد إلى إيثار في التصويت لصالح رفع الفائدة خلال الاجتماع الأخير، وهو ما سيظهره البيان اليوم.

 

رابعاً، مدى ثقة اللجنة في مسار التضخم.

تستقر معدلات التضخم الأمريكية أدنى الهدف المحدد لها عند 2% لفترة تصل إلى 3 سنوات. وقد أعرب الفيدرالي خلال الفترات السابقة عن ثقته في قدرة التضخم على استكمال التعافي مستهدفاً النسب المحققة له خاصة مع التلاشي المخاطر الهبوطية. وقد شهدنا خلال يناير ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين التوافقي بالنسبة 1.2% خلال العام الماضي، ليعكس بذلك تقلص المخاطر السلبية الناتجة عن أسعار النفط المنخفضة وارتفاع قيمة الدولار الأمريكي. وقد أكدت محافظ الفيدرالي الأمريكي جانيت يلين على أنه لا يمكن الاعتماد على بيانات الربع الأول بشكل منفصل، وذلك بسبب بعض العوامل الموسمية المؤقتة والتي تثقل على النمو بوجهٍ عام. وسيعمل بيان اليوم على إظهار استمرار تلك الرؤية أم أن الضعف الاقتصادي لايزال قائماً.

 

خامساً، الإشارة إلى رفع الفائدة خلال الشهور المقبلة.

يبقى الجاذب الأول لاهتمام الأسواق خلال بيان اليوم هو ما إذا كان الفيدرالي سيمهد إلى استكمال وتيرة رفع الفائدة خلال الشهور القليلة القادمة، أم لا. وتتجه بعض التوقعات إلى إحتمالية تمهيد اللجنة إلى رفع الفائدة خلال اجتماع يونيو المقبل. وفي حال تحققت تلك التوقعات، فسيعمل ذلك على دعم الدولار الأمريكي لتقليص الخسائر التي تكبدها طوال الفترة الأخيرة.

 

 

اقرأ أيضاً: 

السيناريو المتوقع لقرار وبيان الفائدة الأمريكية وتأثيرها على الدولار

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image