السيناريو المتوقع لخطاب يلين اليوم

السيناريو المتوقع لخطاب يلين اليوم

بعدما تسبب البيان الأخير للاحتياطي الفيدرالي في تخييب آمال الأسواق، تتجه الأنظار اليوم نحو خطاب يلين خلال الساعات الأخيرة من مساء اليوم، في محاولة لتكوين رؤية أفضل حول توجهات الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة. 

فقد أدى تضارب التصريحات والآراء مؤخراً بالتزامن مع تباين البيانات الاقتصادية بالولايات المتحدة وتقلبات الأسواق العالمية، إلى تكوين حالة من عدم اليقين حول إمكانية رفع معدلات الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري. يأتي ذلك على النقيض من تأكيد الاحتياطي الفيدرالي مراراً وتكراراً على إحتمالية البدء في تشديد السياسة النقدية هذا العام. وقد جاء خفض الاحتياطي الفيدرالي لتوقعات النمو والتضخم  تخوفاً من التطورات الأخيرة في الاقتصاد العالمي وتأثيرها المحتمل على المسار الاقتصادي ليزيد من تشتت الأسواق حول موعد رفع الفائدة. 

ففي الوقت الذي تستقر فيه معدلات التضخم عند مستويات منخفضة مع استمرار وجود الضغوط الانكماشية المهددة للاقتصاد، فإن اعتماد الاحتياطي الفيدرالي على البيانات الاقتصادية وحدها لن يكون كافياً لتحديد قرار رفع الفائدة. وقد شهدنا الأزمة التي تسببت فيها توقعات رفع الفائدة المشتتة والتي عصفت بالأسواق الناشئة، والتي أيضاً قد تكون السبب في تكوين ضغوط هبوطية على الاقتصاد العالمي مستقبلاً. من الواضح أن حالة الغموض التي تحوم حول قرار الفائدة الأمريكية تثقل على ثقة المستثمرين، وبالتالي يجب أن تحاول يلين تقديم صورة أكثر وضوحاً حول توجهات أعضاء اللجنة فيما يخص ذلك القرار. 

يمثل خطاب اليوم فرصة جيدة أمام يلين لإيضاح الصورة التي عجز البيان الأخير عن تفسيرها. ولكن في حال تمسكت بالحديث عن الخطر الذي تمثله الأسواق الناشئة تزامناً مع الضغوط الهبوطية على مسار النمو الاقتصادي، فسوف يعمل ذلك على زعزعة ثقة الأسواق مرة أخرى دافعاً بتوقعات رفع الفائدة بعيداً عن العام الجاري. جدير بالذكر أن توقعات رفع الفائدة هذا العام قد تقلصت إلى نسبة 35% في ظل الأوضاع الأخيرة والبيان السلبي الذي قدمه لنا الاحتياطي الفيدرالي. فإذا كان هناك نية واضحة لإتخاذ قرار رفع الفائدة  هذا العام، فعليها أن تشير إلى ذلك بكل وضوح وشفافية، تجنباً لتقلب الأسواق مرة أخرى. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image