هل ستقود الأوضاع العالمية الولايات المتحدة للدخول في مرحلة الركود؟

هل ستقود الأوضاع العالمية الولايات المتحدة للدخول في مرحلة الركود؟
الولايات المتحدة

عملت الأيام القليلة الماضية على تذكرة الجميع بكيفية تقلب الأسواق بشكل سريع للغاية، ففي غضون أقل من أسبوع، ارتفع مؤشر VIX، الذي يقيس تقلبات السوق، من مستوى 13 الذي يعكس هدوء السوق ليتخطى المستوى 50 الذي يشير إلى حالة الذعر.

هذا، ولم يكن هناك أي سبب واحد يفسر عمليات البيع الأخيرة التي شهدتها الأسواق، ولكن تكمن مخاوف المستثمرين الأساسية في ما إذا كان تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين والأسواق الناشئة الأخرى سيقود الولايات المتحدة إلى الدخول في مرحلة الركود؟ وعلى الرغم من عدم إيجابية التوقعات بشكل كبير بشأن النمو الاقتصادي الأمريكي إلا أن هذه المخاوف مبالغ فيها بشكل كبير، وذلك لمجموعة من الأسباب التالية..

  • يعتبر اقتصاد الولايات المتحدة  اقتصاد مغلق نسبيًا

يأتي معظم النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، ما يقرب من 70% منه، من الاستهلاك المحلي، وعلى الرغم من أن البلاد ليست محصنة ضد الصدمات الخارجية إلا أنه يجب أن يكون هناك وسيلة انتقال، ارتفاع هائل في أسعار النفط على سبيل المثال، وذلك للتأثير على الاقتصاد المحلي.

من ناحية أخرى، فإنه على الرغم من تأثير قوة الدولار الأمريكي وتباطؤ النمو الاقتصادي الصيني بالسلب على أرباح الشركات الأمريكية، إلا أنه ليس له تأثير ملحوظ على معدل النمو الإجمالي للولايات المتحدة، وفي الحقيقة، فإن بعض الاضطرابات الخارجية تدعم معدل الاستهلاك الأمريكي والنمو بما في ذلك انخفاض معدلات الفائدة وتراجع أسعار النفط.

  • من غير المحتمل أن يؤخر رفع معدلات الفائدة من مرحلة الانتعاش

إن خفض معدلات الفائدة يدعم سوق الإسكان، وبالنظر إلى انخفاض توقعات معدلات التضخم فمن المحتمل أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة لمرة واحدة فقط كأقصى تقدير هذا العام، وهذا الأمر يعد نقيض لكيفية بدء معظم حالات الركود حيث يتخذ الاحتياطي الفيدرالي العديد من الإجراءات التشددية في فترة قصيرة ويرفع معدلات الفائدة بوتيرة سريعة للغاية.

  • انخفاض أسعار النفط أمرًا إيجابيًا للمستهلكين في الولايات المتحدة

على الرغم من أن الولايات المتحدة لديها قطاع طاقة كبير نسبيًا، ويتأثر بالمقابل بتراجع أسعار النفط، إلا أن هذا الأمر يعد شيئًا إيجابيًا بالنسبة للمستهلك الأمريكي، حيث يعمل تراجع أسعار البنزين على دعم معدل الاستهلاك في الولايات المتحدة.

  • هناك أدلة إحصائية تشير إلى تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي

قبل فترة الركود الأخيرة كان هناك العديد من الدلائل التي تشير إلى الدخول في مرحلة ركود، فقد سجلت المؤشرات الاقتصادية الرائدة قراءات سلبية على مدار عامين تقريبًا، كما تراجعت طلبات المصانع الجديدة إلى مرحلة الانكماش في يناير 2008، هذا بالإضافة إلى، سلبية قراءة مؤشر النشاط الوطني، الذي يتنبأ بالنشاط الاقتصادي على المدى القريب، غالبية عام 2007 وطوال عام 2008.

ولكن في الوقت الحالي، فإن انخفاض أسعار البنزين يفسر سبب اختلاف قراءة المؤشرات الاقتصادية بالمقارنة بفترة الركود السابقة، فقد سجل مؤشر النشاط الوطني أعلى مستوى له على مدار 7 أشهر في يوليو الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع المؤشرات الرائدة بنسبة 4% على أساس سنوي بالمقارنة بالعام الماضي، يأتي ذلك، في الوقت الذي سجلت فيه طلبات المصانع الجديدة قراءة قدرها 56.5 وفقًا للبيانات الصادرة عن ISM على الرغم من تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، مما يعكس استمرار قوة القطاع.

هذا، ويجب أن نضع بعين الاعتبار أنه في ظل تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، فإن الاقتصاد الأمريكي لن يحتاج إلى الكثير من التقلبات للتأثير عليه بشكل سلبي، فكما رأينا في السنوات الأخيرة، فإن سوء أحوال الطقس في فصل الشتاء كفيلة بإحداث انكماش مؤقت في الاقتصاد الأمريكي، وعلى الجانب الآخر، فمن المحتمل في حالة زيادة التقلبات في الأسواق بشكل حاد، فقد يؤدي هذا إلى تراجع الحاد في الأسهم الأمريكية حتى وإن استمر الاقتصاد الأمريكي في النمو.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image