بعد استقالة تسيبراس ....هل ستعود الأزمة اليونانية ؟

بعد استقالة تسيبراس ....هل ستعود الأزمة اليونانية ؟

لقد بدأت  اليونان مرحلة جديدة مخلفة ورائها المخاوف و الضغوط لتبدأ عصر جديد، بهذه الكلمات بدأ رئيس الوزراء اليوناني السابق، ألكس تسيبراس ،خطابة بعد فوزه في الانتخابات التي انعقدت في شهر يناير الماضي، ولكن سريعاً ما تفاقم الوضع وأصبحت اليونان على أعتاب الخروج من منطقة اليورو قبل أن توافق الحكومة اليونانية في النهاية على تطبيق إجراءات التقشف مما أدى إلى انخفاض شعبية تسيبراس بشكل  كبير.

ومما لا شك فيه أن تسيبراس قد عانى طويلاً أثناء محاوله إرضاء الدائنين، حزب سيريزا الذي ينتمي إليه والمعادي لسياسة التقشف والشعب اليوناني بأكمله، وأضف إلى ذلك  المناقشات الحادة التي أجراها حول برنامج المساعدات و تصويت الشعب اليوناني ضد سياسة التقشف في الاستفتاء لذلك قرر تسيبراس ترك كل هذا والاستقالة من منصبة.

أعلن تسيبراس في خطابه الأخير أنه سوف يترك للشعب اليوناني قرار بقاء حكومة في السلطة مما يعني أجراء انتخابات يونانية مبكرة بحلول 20 سبتمبر القادم على الأرجح.

ووفقاً للدستور اليوناني فسوف يتولى رئيس المحكمة الدستورية، فاسيليكي ثانو، إدارة شئون البلاد. ومن المتوقع أن تبدأ الحكومة المؤقتة في إجراء الإصلاحات الاقتصادية وتقليل النفقات المنصوص عليها في برنامج الإنقاذ الأخير.

وحتى الآن مازال الوضع مستقر في اليونان حيث استطاعت أن تسدد دفعة من الديون إلى البنك المركزي الأوروبي بعد وعود من الدائنين بتوفير برنامج إنقاذ ثالث لليونان وهذا يعني أن اليونان تمتلك حتى الآن 86 مليار يورو لدفع الديون المتراكمة و إعادة هيكلة رأسمالية البنوك.

من ناحية أخرى، تمتلك اليونان 50 مليار يورو من خلال عمليات خصخصة الأصول ومن الممكن ان تستغل هذه الأموال في تقليل نسبه الديون إلى الناتج القومي المحلي، وبالإضافة إلى ذلك فقد تعهدت منطقة اليورو بتقديم 35 مليار يورو لمساعدة اليونان على تخطى حالة الركود الاقتصادي  وخلق فرص عمل جديدة.

وهذا يدفعنا إلى التساؤل: هل الأوضاع جيدة حالياً ؟

أعرب المتداولين في منطقة اليورو عن سعادتهم بقدرة اليونان على فك القيود على برنامج المساعدات الأخير وعلى الوجه الأخر فقد أعرب بعض المحللين عن قلقهم حيث أن أي أزمة سياسية من الممكن ان تهدم الثقة التي سعت اليونان إلى استعادتها من الدائنين  وصرح رئيس الاتحاد الأوروبي أنه " يجب على اليونان الإيفاء بإلتزامتها تجاه منطقة اليورو".

هذا وقد أبدى المسئولين الأوروبيين ثقتهم في أن الانتخابات المبكرة و عدم وجود برلمان حالياً سوف يساعد علي تنفيذ شروط برنامج الإنقاذ بدون أي تأثير.

ومن أهم الأشياء التي يمكن تعلمها من الأزمة اليونانية انه من المستحيل أن تخلو من التقلبات السياسية وفي حالة فوز حزب اليسار المتشدد سيريزا الذي يعارض بشدة سياسة التقشف  فمن المحتمل أن يعيد التاريخ نفسه ومع قطع وعود ،غير واقعية،  بإنهاء سياسة التقشف فمن المتوقع أن يتوقف الدعم من قبل الاتحاد الأوروبي و صندوق النقد الدولي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image