خمس نقاط ننصحكم بالتركيز عليها في بيان الاحتياطي الفيدرالي غداً

خمس نقاط ننصحكم بالتركيز عليها في بيان الاحتياطي الفيدرالي غداً

بالطبع نعلم جميعاً مدى ترقب الأسواق لبيان الاحتياطي الفيدرالي غداً وخاصة لأن هذا البيان يُعد مؤشراً قوياً على مدى إمكانية رفع معدلات الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري. ونُلاحظ أن أقرب توقعات لقرار رفع الفائدة تستقر على سبتمبر المقبل، وليس قبل ذلك، بل وتشير توقعات أخرى إلى إحتمالية تأجيل القرار حتى شهر ديسمبر المقبل. جدير بالذكر أن محافظ الاحتياطي الفيدرالي "جانيت يلين" لن تعقد مؤتمراً صحفياً لإطلاعنا على مزيداً من التفاصيل، كما أنه لن يتم إصدار أحدث التطلعات الاقتصادية للاحتياطي الفيدرالي. ولهذا سوف يكون الاعتماد خلال الفترة المقبلة على تصريحات وتوجهات صناع القرار بالبنك ومدى تفائلهم أو تشاؤمهم حيال الأوضاع الاقتصادية. ولكن يمكننا التركيز على بعض النقاط الهامة في البيان الصادر غداً حتى نتمكن من تكوين رؤية واضحة وشاملة حول توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة. والنقاط هي كالتالي: 

 

أولا، مسار معدلات الفائدة. 

على الرغم من وجود بعض الآراء التي تدعم إحتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة خلال يوليو الجاري في خطوة مفاجئة للأسواق، إلا أن ذلك الاحتمال يبدو ضعيفاً للغاية. بعيداً عن تشاؤم أغلب أعضاء لجنة الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة الأخيرة الماضية بشأن الوضع الاقتصادي بالبلاد، فإن الاقتصاد الأمريكي لازال في حاجة إلى مزيداً من الوقت لاستكمال مسيرة التعافي. فإن قوة سوق العمل وحدها ليست كافية لدفع معدلات التضخم نحو مستوياتها المرجوة، حتى وإن أظهرت معظم  القطاعات الأخرى بعض التحسن طوال الفترة الأخيرة. وسوف يكون صناع القرار بحاجة إلى مزيداً من البيانات للتأكد من مدى تماسك هذا التحسن وهل سيستمر بالفعل أم أنه فقط مجرد مرحلة مؤقتة وسيعاود الاقتصاد انزلاقه إلى الركود. 

 

ثانياً، أوضاع سوق العمل. 

كانت البيانات الأخيرة للاحتياطي الفيدرالي بالإضافة إلى تصريحات "جانيت يلين" مؤخراً قد أكدت مراراً وتكراراً على ضرورة رؤية مزيداً من تحسن أوضاع سوق العمل قبل البدء في رفع معدلات  الفائدة. هذا، وكانت "يلين" قد أشارت في تصريحاتها مؤخراً خلال الشهر الجاري بأن سوق العمل يواصل تحسنه طبقاً لما هو متوقع متجهاً نحو المستويات المرجوة. وفي حال أكد البيان المقبل على تلك التوجهات، فإن ذلك من شانه أن يدعم توقعات رفع الفائدة هذا العام بشكلٍ قوي. 

 

ثالثاً، توقعات التضخم: 

اجتمع أعضاء لجنة الاحتياطي الفيدرالي على أنهم في حاجة لاكتساب مزيداً من الثقة بشأن قدرة معدلات التضخم على استهداف النسب المرجوة. كما لاحظنا إشارة بيان شهر يونيو إلى تحسن تطلعات التضخم خاصة مع استقرار أسعار النفط في ذلك الحين، قبل أن يهبط مرة أخرى خلال الأسابيع الأخيرة الماضية. 

 

رابعاً، معدلات الإستهلاك والنمو: 

أشار بيان شهر يونيو إلى أن النمو الاقتصادي ينمو بوتيرة معتدلة مدعوماً بتعافي معدلات إنفاق الأسر. فإن تعافي معدلات الإنفاق من شأنها أن تدعم معدلات النمو الاقتصادي بالبلاد. يأتي هذا على النقيض من البيانات التي كانت قد أظهرت ضعف مبيعات التجزئة الأمريكية خلال يونيو الماضي لتخيب آمال الأسواق. 

 

خامساً، توجهات أعضاء اللجنة. 

في حال تم التصويت بالإجماع على الإبقاء على معدلات الفائدة الحالية دون تغيير، للمرة الخامسة على التوالي، بذلك تعتبر تلك هي أطول فترة تشهد إجماع اللجنة على قرار إبقاء معدلات الفائدة عند مستوياتها الحالية منذ العام 2009 وحتى الآن. ولكن الجدير بالذكر أن ذلك الإجماع لن يدوم طويلاً، خاصة وأن أحد أعضاء اللجنة قد أكد في السابق على رغبته في التصويت في صالح قرار رفع الفائدة، إلا أنه تخلى عن ذلك مفضلاً انتظار مزيداً من تحسن البيانات. 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image