تداولات الذهب قرابة أسوأ مستوياتها منذ عام 1996

تداولات الذهب قرابة أسوأ مستوياتها منذ عام 1996

يشهد المعدن الأصفر في الوقت الحالي تراجعًا حادًا، فقد تراجع الذهب بأكثر من 40% من أعلى مستوياته في 2011، وقد ازداد الأمر سوءً خلال تداولات اليوم ليسجل الذهب تراجعًا لليوم العاشر على التوالي ليسجل أدنى مستوى له على مدار اليوم عند 1074.80 دولار للأوقية، والذي يعد أطول فترة خسارة يسجلها منذ سبتمبر 1996.

وبالتالي يعد السؤال الرئيسي في الوقت الحالي هو أسباب تراجع المعدن الأصفر إلى هذا الحد؟ فكما ذكرنا في التقرير بعنوان "ثلاثة أسباب رئيسية وراء تراجع الذهب" بما يتضمنه ذلك من توقعات قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة في نهاية العام الجاري، فقد جاءت قوة الدولار الأمريكي لتزيد من الضغوط البيعية على الملاذ الآمن خاصًة وأن قيمة الدولار المرتفعة تؤثر بالسلب على السلع التي تقاس به من خلال جعلها أكثر تكلفة للمشترين، وقد تضاعف هذا الأمر على الذهب خلال الفترة الأخيرة على الرغم من اعتبار الذهب أحد وسائل التحوط مقابل التضخم وتراجع قيمة العملة.

وبالإضافة إلى الولايات المتحدة، تعد الصين أحد الأسباب الرئيسية في تراجع الذهب في ظل إعلان الصين عن تراجع مشترياتها من المعدن الأصفر أقل بكثير مما كان متوقعًا، كما ذكرنا في التقرير، هذا، وقد تأثر الذهب أيضًا بشكل بالغ عقب توصل إيران والقوى الكبرى إلى إتفاق بشأن البرنامج النووي، خاصًة وأن التوتر السابق بين هذه القوى قد دعم بشكل كبير تداولات الذهب خلال الفترة الماضية.

وكذلك الأمر بالنسبة لأزمة الديون اليونانية، والتي أدت إلى تراجع الذهب في ظل انخفاض احتمالية خروج اليونان من منطقة اليورو وموافقة رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، على شروط الدائنيين الدوليين واقتراب اليونان من التوصل إلى حل نهائي بهدف الحصول على برنامج المساعدات الثالث.

  • ولكن يصبح السؤال الأساسي هنا، هو هل من المتوقع استمرار تراجع الذهب أدنى 1.000 دولار للأوقية؟

يصبح التساؤل الأهم خلال الفترة المقبلة هو ما هي التأثيرات المحتملة على تداولات الذهب في حالة قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة؟ فرفع الفائدة سوف يدعم فقط تداولات الدولار الأمريكي ولكن سوف يزيد الضغوط على الذهب، وهو ما حذرت منه مؤسسة جولدمان ساس من احتمالية استمرار تراجع الذهب أدنى المستوى 1.000 دولار للأوقية لأول مرة منذ عام 2009.

وعلى الرغم من هذا التراجع، إلا أنه لا تزال التوقعات مستمرة بأنه من المحتمل عودة ارتفاع الذهب مرة أخرى، خاصًة وأن الذهب يعد الملاذ الآمن في أسوأ الأوقات في السوق وأفضلها.

وبالنظر إلى الحركة السعرية الحالية للذهب، نلاحظ تعافي الذهب من مستوياته التي سجلها في وقت سابق خلال تداولات اليوم ليجرى تداول الذهب حاليًا قرابة المستوى 1083.00


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image