هل بدأ الاقتصاد الأمريكي في الدخول في مرحلة نمو مستدام؟

إنه نفس الوقت من العام مرة أخرى حيث يُظهِر الاقتصاد الأمريكي علامات التعافي ولكن ليس بالشكل المطلوب، فقد تلاشت آثار فصل الشتاء وأظهر الاقتصاد ارتفاع معدلات التوظيف بشكل كبير، كما تحسن معدل نمو سوق الإسكان بالإضافة إلى زيادة معدل الإنفاق الاستهلاكي. فالاقتصاد الأمريكي يظهر تحسنًا أكثر مما كان عليه خلال السنوات الماضية، ولكن هذا لا يعني بداية قوة الاقتصاد الأمريكي مرة أخرى.

فبالنظر إلى معدل الاستثمار في الأعمال التجارية، على سبيل المثال، نُلاحظ استمرار ضعف معدل نمو الاستثمارات منذ عام 2010، بالإضافة إلى ضعف حجم الصادرات في الآونة الاخيرة والذي يرجع إلى قوة الدولار الأمريكي وضعف الاقتصاد العالمي على الرغم من بداية تلاشي الآثار السلبية الناتجة من انخفاض أسعار النفط.

على الجانب الآخر، على الرغم من زيادة معدل الإنفاق الاستهلاكي إلا أنه لا يزال حذر المواطنين بشأن الإنفاق على الرغم من ارتفاع ثقة المستهلك إلى أعلى مستوياتها منذ 2007، كما أن الارتفاع في معدلات التوظيف والأجور وتراجع أسعار البنزين لم يساعد على دعم معدلات الإنفاق بشكل كبير.

هذا، ومن غير المتوقع قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة قبل سبتمبر المقبل، وذلك في ظل رغبة الأعضاء في رؤية المزيد من التحسن في البيانات وفقًا لتصريحات رئيس الاحتياطي، جانيت يلين خلال المؤتمر الصحفي في 17 يونيو الماضي.

ولكن بالنظر إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية المقرر صدورها خلال الأسبوع الجاري، فمن غير المحتمل أن تعمل هذه البيانات على تغيير توجهات الاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير، فعلى الرغم من زيادة التوقعات بارتفاع مبيعات المنازل الكائنة، المقرر صدورها اليوم الاثنين في تمام الساعة الثانية مساءً بتوقيت جرينتش، بشكل طفيف لتصل إلى 5.27 مليون بالمقارنة بالقراءة السابقة عند 5.04 مليون، إلا أن هذه القراءة لا تزال أدنى بكثير من مستويات ما قبل الركود.

وبالإضافة إلى ما سبق، فمن المتوقع أيضًا ارتفاع طلبات السلع المعمرة، مقرر صدورها غدًا، ولكنها لا تزال عند مستويات أقل من العام الماضي، من ناحية أخرى، تزداد توقعات المحللين بارتفاع معدل الإنفاق الشخصي، المقرر صدوره الخميس المقبل، ليصل إلى 0.7%، مدعومًا بارتفاع مبيعات السيارات وارتفاع أسعار البنزين، ولكن على الرغم من ذلك، لا يعد معدل الإنفاق قويًا بما فيه الكفاية خاصًة بالنظر إلى بيانات إبريل الماضي.

أما بالنسبة لبيانات إجمالي الناتج المحلي، المقرر صدورها الأربعاء المقبل، فعلى الرغم من عدم تسجيل الولايات المتحدة حتى الآن لمعدل نمو على أساس سنوي بنسبة 3% منذ عام 2005، إلا أنه تزداد التوقعات باحتمالية الوصول إلى مثل هذه النسبة مرة أخرى على المدى القريب.

وعلى الرغم مما سبق، لا يزال يعتقد بعض الخبراء بأن الولايات المتحدة على وشك الدخول في مرحلة نمو اقتصادي مستدام، بالإضافة إلى زيادة التوقعات بنمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.8% خلال الربعين الثاني والثالث هذا العام، عقب الانكماش الحاد الذي سجله الاقتصاد خلال الربع الأول بنسبة 0.7%.

ترى هل يستطيع الاقتصاد الأمريكي الوصول إلى معدلات نمو 3% خلال الفترة المقبلة؟ شاركنا برأيك..