توقعات التضخم وتأثيرها على توجهات الاحتياطي النيوزلندي خلال الفترة المقبلة

توقعات التضخم وتأثيرها على توجهات الاحتياطي النيوزلندي خلال الفترة المقبلة
أسعار المستهلكين

تزايدت توقعات الأسواق خلال الفترة الأخيرة الماضية حول إحتمالية قيام الاحتياطي النيوزلندي بخفض معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة خلال اجتماعه المقبل لمواجهة معدلات التضخم المنخفضة. يأتي ذلك في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق صدور توقعات التضخم النيوزلندية للربع الثاني من العام في الساعات الأولى من صباح الغد. 

ترجع أهمية تلك البيانات إلى كونها أحد العوامل الأساسية التي سوف تدعم قرارات الاحتياطي النيوزلندي خلال الفترة المقبلة، وبالأخص قرار خفض معدلات الفائدة كما هو متوقع. الجدير بالذكر أن معدلات التضخم النيوزلندية مازالت أدنى بكثير من الهدف المحدد لها من قِبل الاحتياطي النيوزلندي، هذا بالإضافة إلى الضعف الذي تشهده معدلات الأجور، مما يُرجح إتخاذ قرار خفض الفائدة النيوزلندية خلال اجتماع شهر يونيو القادم.

على الرغم من أن قوة مبيعات التجزئة بنيوزلندا خلال الربع الأول من العام لم تكن مدعمة لتوقعات الأسواق حيث شهدت ارتفاعاً غير متوقعاً لتسجل نسبة 2.7% في حين قد استقرت التوقعات على نسبة 1.6% فقط وتم مراجعة القراءة السابقة على نحو مرتفع من 1.7% إلى 1.9%، إلا أن توقعات التضخم المرتقبة تعتبر هي الفيصل، خاصة وأن البيان الأخير للاحتياطي النيوزلندي قد أشار إلى استعداد اللجنة لخفض معدلات الفائدة بمقدار 50 نقطة في حال شهدت توقعات التضخم تراجعاً حاداً.  

اللافت للنظر أن تلك الاوضاع تناقض تماماً ما شهدناه منذ شهور قليلة ماضية حيث أكد الاحتياطي النيوزلندي دوماً على قوة النشاط الاقتصادي داخل البلاد، مشيراً إلى أن تراجع معدلات التضخم لا يمثل تهديداً للاقتصاد النيوزلندي وبالتالي فقد كانت احتمالية رفع الفائدة النيوزلندية ضعيفة للغاية، كما هو موضح بالتقارير التالية: 

هذا، وفي حال شهدت توقعات التضخم بعضاً من الإيجابية، فقد نرى الاحتياطي النيوزلندي يبقي على سياسته القائمة لمزيداً من الوقت. لكن في حال شهدت توقعات التضخم مزيداً من التراجع، فمن المتوقع أن يلجأ البنك إلى بعضاً من التدابير التسهيلية خلال الفترة المقبلة وعلى رأسها خفض معدلات الفائدة تحفيزاً لنمو النشاط الاقتصادي بالبلاد. 

الجدير بالذكر أن الدولار النيوزلندي قد شهد ضعفاً واضحاً خلال الفترة الأخيرة الماضية خاصة أمام نظيره الأمريكي والذي يعاني ضعفاً واسع النطاق مقابل العملات الرئيسية الأخرى. لكن قد يرجع ذلك إلى تزايد توقعات خفض الفائدة النيوزلندية خلال الشهور المقبلة، بالتزامن مع توقعات رفع الفائدة الأمريكية. 

ويتوافق ذلك بنحو كبير مع رغبة الاحتياطي النيوزلندي في تراجع قيمة الدولار النيوزلندي أمام نظيره الأمريكي كما صرح محافظ البنك "جرايمي ويلر". 

ويمكنكم الإطلاع بشكل دقيق على الأوضاع الاقتصادية النيوزلندية من خلال تقرير الاستقرار المالي للاحتياطي النيوزلندي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image