تأثير نتائج الانتخابات البريطانية على تحركات الاسترليني

تأثير نتائج الانتخابات البريطانية على تحركات الاسترليني

بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية البريطانية وفوز حزب المحافظين، يُفترض أن يتأثر الجنيه الاسترليني بالنتائج، حيث أن الموقف السياسي  غالباً ما يؤثر بشكل قوي على التطورات الاقتصادية.

أشارت استطلاعات الرأي التي أُجريت قبل التصويت الرسمي إلى حصول الأحزاب المتنافسة على نسب تصويت متقاربة مما يعني عدم حصول أحدهم على أغلبية. والآن بعد ظهور النتائج أصبح رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون يواجه منافسة قوية مع حزب العمل، فينبغي على كلاهما جذب عدد من المقاعد -عن طريق التحالف السياسي بين الأحزاب- للوصول إلى 326 مقعد لضمان الأغلبية المطلقة.

وكان الناخبين قد توقعوا أن يفوز حزب المحافظين بـ 316 مقعد وأن يحصل حزب العمل على 239 مقعد وأن يتبقى 95 مقعد للأحزاب الأخرى على وجه الخصوص حزب الاتحادي الديمقراطي، والحزب الاسكتلندي الوطني، وحزب الاستقلال البريطاني.

جدير بالذكر أن عدم حصول الحزب الحاكم على أغلبية برلمانية مطلقة قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على الاقتصاد، نظراً لتعدد وجهات نظر الأحزاب المعارضة بشأن وضع الأولويات الاقتصادية، ومن ثم يعتبر فوز الحزب الحاكم  بالأغلبية أفضل لوضع السياسات الملائمة والتعامل مع مسألة الاستفتاء على استقلال اسكتلندا دون تعدد الآراء، وإلى حين حدوث التوافق بين الأحزاب المشاركة في الحكم قد يتم تأجيل سن التشريعات اللازمة لدعم الاقتصاد البريطاني.

ربما يكون تشكيل تحالف بين الأحزاب خياراً أفضل مقارنة بحصول حزب واحد على أغلبية مطلقة، ويُحتمل أن تُجرى محادثات بين حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار، والذي يتحالف حاليًا مع الاتحادي الديمقراطي والاستقلال، مما يوحي بإمكانية تشكيل جبهة قوية مكونة من هذه الأحزاب.

وفيما يتعلق بتأثير نتائج الانتخابات على سعر صرف الجنيه الاسترليني في سوق العملات، فإن تشكيل احتلاف بين القوى السياسية سوف يؤدي إلى تراجع الاسترليني على نحو حاد، بسبب تخوف المتداولين من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، لكن في حال استطاع القادة الجدد كسب ثقة الأسواق سينعكس ذلك بشكل إيجابي على تحركاته. في الحالتين قد يشهد الاسترليني تقلبات حادة نتيجة المخاوف المتعلقة بتأثير نتائج الانتخابات على الاقتصاد البريطاني على المدى البعيد.

 

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image