السيناريو المتوقع لبيان الفائدة للبنك النيوزيلندي اليوم

السيناريو المتوقع لبيان الفائدة للبنك النيوزيلندي اليوم

على الرغم من كون نيوزيلندا هي أول دولة تقوم برفع معدلات الفائدة عقب الأزمة المالية العالمية في 2008، إلا أن ضعف معدلات الطلب على الصادرات وتباطؤ معدل نمو الاقتصاد الصيني خلال الآونة الأخيرة قد أدى إلى التأثير بالسلب على التوقعات الاقتصادية الخاصة بنيوزيلندا، خاصًة بالنظر إلى تصريحات مساعد محافظ الاحتياطي النيوزيلندي بالحاجة إلى خفض معدلات الفائدة.

وبالتالي تزداد التوقعات بسلبية بيان الفائدة للبنك النيوزيلندي، المقرر صدوره اليوم في الساعة التاسعة مساءً بتوقيت جرينتش، ولكن على الرغم من ذلك، فمن المتوقع إبقاء البنك على معدلات الفائدة دون تغيير عند 3.5%، عقب إعلان البنك عن عدم وجود احتمالية لرفع معدلات الفائدة خلال الوقت الحالي، وإنما قد يلجأ إلى خفض المعدلات في حالة استمرار تراجع توقعات معدلات التضخم بالإضافة إلى احتمالية تدخله في سوق العملات الأجنبية بالنظر إلى تصريح محافظ البنك، جرايمي ويلر، بارتفاع قيمة الدولار النيوزيلندي، وزيادة حرب العملات بين نيوزيلندا واستراليا، المنافس الأكبر لها في صادراتها إلى الصين.

وبالنظر إلى البيانات الاقتصادية الصادرة مؤخرًا، نلاحظ ضعف هذه البيانات، حيث تراجع مؤشر أسعار المستهلكين على أساس ربع سنوي دون التوقعات إلى -0.3%، بالإضافة إلى تراجع ثقة الأعمال، من ناحية أخرى، فقد سجل مؤشر أسعار منتجات الألبان قراءة سلبية للمرة الثالثة على التوالي، مما يدل على دخول صناعة الألبان في مرحلة الركود.

كما أن تعافي أسعار المنازل بشكل كبير لن يؤدي بدوره فقط إلى دعم معدلات نمو الاقتصاد النيوزيلندي، حيث تراجع إجمالي الناتج المحلي إلى 0.8% خلال الربع الأخير من العام السابق 2014.

هذا، وقد صرح الرئيس السابق للاحتياطي النيوزيلندي، Arthur Grimes، أنه تزداد احتمالية ارتفاع معدلات التضخم إلى حوالي منتصف النسبة المستهدفة من البنك، 1%-3%، وبالتالي لا توجد حاجة لتغيير معدلات الفائدة خلال الوقت الحالي، ولكن يمكن اللجوء إلى خفض معدلات الفائدة على المدى القريب بالنظر إلى ضعف معدلات التضخم، ولكن قد يزيد هذا القرار من المخاطر على الاستقرار المالي على المدى الطويل.

وبالنسبة للحركة السعرية للدولار النيوزيلندي، فمن المتوقع أن يؤدي بيان الفائدة اليوم إلى زيادة الضغوط على الدولار النيوزيلندي، وقد ينتهز محافظ البنك، ويلر، هذه الفرصة للتأكيد على أن ضعف قيمة الدولار النيوزيلندي سوف يساعد على دعم مستوى الأسعار والنشاط التجاري.

ولكن يجب أن نضع في الاعتبار صدور بيان لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قبل ساعات قليلة من صدور بيان الفائدة النيوزيلندي، الساعة السادسة مساءً بتوقيت جرينتش، والتوقعات بتأثيره على الحركة السعرية للدولار الأمريكي والذي بدوره سوف يؤثر بشكل غير مباشر على الدولار النيوزيلندي، هذا، ويجرى تداول زوج النيوزيلندي دولار حاليًا قرابة المستوى 0.7702.
 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image