هل وصلت معدلات التضخم إلى أدنى مستوياتها؟

هل وصلت معدلات التضخم إلى أدنى مستوياتها؟
معدلات التضخم

لقد شهدت الحركة السعرية لعملات الدول الاقتصادية الكبرى في سوق العملات تغيرًا ملحوظًا خلال الأشهر القليلة الماضية في ظل تراجع معدلات التضخم وزيادة مخاطر الدخول في مرحلة الانكماش نتيجة لانخفاض أسعار النفط، مما أدى إلى ضعف معدلات النمو الاقتصادي لهذه الدول، والذي بدوره أدى إلى لجوء العديد من البنوك المركزية إلى خفض معدلات الفائدة في وقت سابق من العام الجاري.

ولكن هل وصلت معدلات التضخم إلى أدنى مستوياتها؟ أم متوقع أن نشهد مزيد من التراجع؟ لكي نستطيع الإجابة على هذا السؤال، يجب علينا في البداية إلقاء نظرة على القراءات الخاصة بمؤشر أسعار المستهلكين الصادرة مؤخرًا  حتى نستطيع تكوين رؤية عن توجهات البنوك المركزية الكبرى خلال الفترة المقبلة.

الدولة أحدث قراءة لمؤشر أسعار المستهلكين على أساس سنوي القراءة السابقة
الولايات المتحدة الأمريكية -0.1% 0.0%
كندا 1.2% 1.0%
منطقة اليورو -0.1% -0.3%
المملكة المتحدة 0.0% 0.0%
سويسرا 0.9% -0.8%
استراليا 1.3% 1.7%
نيوزيلندا 0.1% 0.8%
اليابان 2.2% 2.4%
الصين 1.4% 1.4%


بالنظر إلى الجدول السابق، نُلاحظ تحسن معدلات التضخم على أساس سنوي في كلاً من كندا ومنطقة اليورو بالمقارنة بالقراءات السابقة، بينما استقرت معدلات التضخم في كلاً من الصين والمملكة المتحدة دون تغيير، في حين شهدت باقي الدول الأخرى تراجعًا كبير في المستوى العام للأسعار.

من ناحية أخرى، فإنه بالنظر إلى معدلات التضخم بقيمتها الأساسية، التي تستثنى أسعار الغذاء والطاقة، نٌلاحظ تعافي بيانات مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية في بعض الاقتصادات الكبرى، مما يشير إلى عدم تأثير تراجع أسعار النفط بشكل كبير على مستوى الأسعار بقيمته الأساسية.

الدولة مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية على أساس سنوي القراءة السابقة
الولايات المتحدة الأمريكية 1.8% 1.7%
كندا 2.4% 2.1%
منطقة اليورو 0.6% 0.7%
المملكة المتحدة 1.0% 1.2%
استراليا 2.3% 2.2%
اليابان 2.0% 2.2%

وفقًا للجدول السابق، فقد شهدت معدلات التضخم بقيمتها الأساسية في كلاً من الولايات المتحدة، كندا واستراليا تحسنًا مقارنًة بالقراءات السابقة، بينما في الوقت نفسه، شهدت هذه المعدلات تراجعًا في كلاً من المملكة المتحدة، منطقة اليورو واليابان.

نستنتج مما سبق، أنه لا يزال تراجع أسعار النفط هو العائق الوحيد أمام تعافي معدلات التضخم خلال الوقت الحالي، والذي بدوره سوف يؤثر على قرارات الفائدة للبنوك المركزية الكبرى، وبالتالي متوقع أن نشهد تغيرات في الحركة السعرية لعملات هذه الدول خلال الفترة المقبلة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image