السيناريو المتوقع لبيانات التوظيف الأمريكية (NFP)

السيناريو المتوقع لبيانات التوظيف الأمريكية (NFP)

تراجع الدولار الأمريكي خلال الأسابيع القليلة الماضية متأثراً بالنبرة الحذرة التي ظهرت في بيان الاحتياطي الفيدرالي الأخير، حيث أشار البيان إلى نمو الاقتصاد الأمريكي بوتيرة متوسطة إضافة إلى أنه لم يلمح عن التوقيت المحتمل لرفع معدلات الفائدة، بل أكدت تصريحات جانيت يلين، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، أن ذلك الأمر يتوقف على زيادة تحسن سوق العمل والتأكد من اتجاه معدلات التضخم صوب الهدف 2%.

في ظل هذه الأحداث، يتزايد اهتمام المتداولين بمتابعة بيانات التغير في أعداد التوظيف بالقطاع غير الزراعي (NFP) التي من المقرر صدورها يوم الجمعة 3 إبريل في تمام الساعة 12:30 بتوقيت جرينيتش، كما تصدر بيانات معدلات البطالة ونمو الاجور في نفس التوقيت.

وتتمثل أهمية بيانات التغير في أعداد التوظيف بالقطاع غير الزراعي (NFP) في كونها مقياس لأعداد الوظائف التي استطاع الاقتصاد إضافتها لسوق العمل في فترة محددة، ومن ثم فإنها مؤشراُ على قوة الأداء الاقتصادي مما يدعم ثقة المستهلكين والانفاق الشخصي وبالتالي دفع معدلات التضخم وزيادة الإنتاج نظراً لزيادة الطلب المحلي، الأمر الذي يترتب عليه زيادة قوة الاقتصاد.

وقد شهدت بيانات التوظيف (NFP) تعافياً ملحوظاً على مدار الأشهر الستة الماضية، حيث جاءت أعداد الوظائف المضافة أعلى 200 ألف وظيفة،وفي معظم الأحيان فاقت التوقعات على نحو شديد الإيجابية، كما تراجعت معدلات البطالة مقتربة من مستوياتها قبيل الأزمة المالية في 2008، بينما لم يبلغ معدل نمو الأجور المستويات المتوقعة له بعد.

ماذا عن توقعات شهر مارس؟

بلغ عدد الوظائف المضافة بالقطاع غير الزراعي 295 ألف في فبراير بينما كان متوقعاً أن تسجل 240 ألف مقابل قراءة شهر يناير التي بلغت 257 ألف وتمت مراجعتها على نحو سلبي مسجلة 239 ألف، بينما تشير التوقعات إلى إضافة 247 ألف وظيفة في مارس.

ونتوقع أن تأتي قراءة شهر مارس بالقرب من التوقعات في النطاق 240- 250 ألف نظراً لوتيرة النمو المتوسطة التي يشهدها الاقتصاد الأمريكي، إلى جانب تراجع بيانات التوظيف (ADP) الصادرة يوم الأربعاء، حيث بلغ عدد الوظائف المضافة بالقطاع الخاص غير الزراعي 189 ألف مقابل التوقعات 227 ألف.

كما تشير التوقعات إلى استقرار معدلات البطالة عند نسبتها الحالية 5.5%، وزيادة نمو الأجور بنسبة 0.2% مقابل ارتفاعها في الشهر السابق بمقدار 0.1%.

وجدير بالذكر، أن معدل نمو الأجور خلال شهر مارس قد يكون محل اهتمام المتابعين للأسواق خاصةً إذا جاء عدد الوظائف المضافة ومعدلات التضخم قرب التوقعات لأهميته  في تعزيز الانفاق الشخصي ودفع معدلات التضخم نحو الهدف.

التأثير المحتمل للبيانات على اتجاه الدولار:

إذا جاء عدد الوظائف أعلى التوقعات سيزيد ذلك من احتمالات اتجاه الاحتياطي الفيدرالي إلى تشديد سياسته النقدية ورفع معدلات الفائدة هذا العام مما يعزز إقبال المتداولين على شراء الدولار مقابل العملات الأخرى. على النقيض، تراجع القراءة أدنى التوقعات(دون المستوى 200 ألف) سيؤدي إلى زيادة الضغوط البيعية على الدولار نظراً لاحتمالات تأجيل رفع الفائدة لحين الاطمئنان بشأن استقرار سوق العمل.

على أية حال، ينبغي إضافة ما يزيد عن 250 ألف وظيفة لتجنب هبوط الدولار على نحو حاد، أما إذا جاءت القراءة أعلى 300 ألف سيتلقى الدولار دعماً قوياً ليرتفع مسجلاً أعلى مستوى جديد له خاصة مقابل اليورو والين، وقد يصل مؤشر الدولار، الذي يقيم أداءه مقابل 6 عملات رئيسية، أعلى المستوى 99، بينما في حال سجل قراءة أدنى 240 ألف سيدفع المتداولين إلى جني أرباحهم من الدولار ويُحتمل وصوله إلى المستوى 96.65.

وينبغي ملاحظة إغلاق الأسواق المالية يوم الجمعة المقبل بمناسبة أعياد الربيع، مما يعني قلة حجم التداولات، لذلك يجب على المتداولين التزام الحذر نظراً لإمكانية وجود تقلبات حادة بسبب تراجع السيولة.

وننصحكم بالاطلاع على تقرير فرص تداول بيانات التوظيف الأمريكية لمعرفة توصيات تداول الدولار مقابل بعض العملات الرئيسية.

 

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image